الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جَدَل الهدنة بقلم: جواد البشيتي

تاريخ النشر : 2014-08-29
جَدَل الهدنة بقلم: جواد البشيتي
جَدَل الهدنة
جواد البشيتي
بين إسرائيل وقطاع غزة الآن "هدنة شاملة متبادَلَة"، بدأت بوَقْفٍ "متزامنٍ" لإطلاق النار، بعد اتِّفاق الطَّرَفيْن، في نهاية المرحلة الأولى من مفاوضاتهما غير المباشِرة، في القاهرة، والتي قادها الوسيط المصري، وسانَدَه آخرون، في مقدَّمِهم الولايات المتحدة، على جُمْلَة من النِّقاط، التي منها أنْ تُسْتأنف هذه المفاوضات، قبل انقضاء شهر على سريان (ورسوخ) الهدنة، تَوَصُّلاً إلى اتِّفاق على ثلاث نِقاطٍ متبقيةٍ، هي: "الميناء البحري"، و"المطار"، و"الأسرى".
إنَّها هدنة، "مُدَّتها" غير معلومة؛ ومصيرها مِنْ مصير التفاوض في شأنْ تلك النقاط الثلاث، والمتَّفَق على استئنافه، ومِنْ مصير ما يُبْذَل (أو ما قد يُبْذَل) مِنْ جهد في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار في شأن هذا النزاع؛ ورُبَّما يكون مصيرها مِنْ مصير ما يُبْذَل (أو ما قد يُبْذَل) مِنْ جهد، أيضاً، للتأسيس لصلةٍ بينها وبين تسوية للنزاع العام بين إسرائيل والفلسطينيين.
الفلسطينيون في قطاع غزة يحتاجون الآن إلى "التقاط أنفاسهم"، أيْ إلى هدنة، في أثنائها يُعالَج الجرحى، وتُرْفَع الأنقاض، ويُصْلَح ما تشتد لديهم الحاجة إلى إصلاحه سريعاً، وتُدْخَل المعونات الإنسانية (من غذاءٍ ودواءٍ..) ومُسْتَلْزمات إعادة البناء، ويَتَزَوَّد الناس بالوقود والكهرباء، وتُدْفَع الرواتب، ويُسْتعاد شيءٌ من الحياة الاقتصادية الطبيعية، ويُعَدُّ سَكَنٌ مؤقَّت للناس المُدمَّرة بيوتهم؛ وإلى هذه الهدنة تحتاج أيضاً الأذرع العسكرية للمنظمَّات الفلسطينية؛ فثمَّة خسائر تكبَّدتها، ولا بد من تعويضها في الهدنة.
إذا استمرت الهدنة، وثبتت، فالطرفان سيَستأنفان تفاوضهما غير المباشِر في القاهرة قبل انقضاء شهر على سريان الهدنة؛ وفي أثناء تفاوضهما يُفْتَرَض أنْ تستمر الهدنة؛ لكن ليس من إجابة عن سؤال "كم من الوقت سيَسْتَغْرقه تفاوضهما غير المباشِر في شأن النِّقاط الثلاثة مدار الخلاف؟".
"إعادة البناء المُقَرَّة والمُنَظَّمَة دولياً" لن تبدأ قبل أنْ يتأكَّد المَعْنِيُّون بها دولياً، أو مانحو الأموال، أنْ لا حَرْب جديدة يمكن أنْ يشهدها قطاع غزة بعد سنتين، أو بعد سنوات عدة، أو مستقبلاً؛ فـ "المُمَوِّلون الدوليون" لن يُقَدِّموا الأموال إلاَّ خِدْمَةً لسياسةٍ لهم مصلحة فيها؛ ولن يُقَدِّموها إلاَّ بما يسمح باستعادة السلطة الفلسطينية نفوذها (ولو تدريجاً) في قطاع غزة. حتى معابر القطاع البرية مع إسرائيل، ومع مصر، أيْ معبر رفح، لن تُشَغَّل على نَحْوٍ يُنْهي الحصار البري للقطاع، إلاَّ إذا قاد هذا التشغيل إلى النتيجة نفسها، وهي استعادة السلطة لنفوذها في قطاع غزة.
حركة "حماس" لن تَعْتَرِض على ذلك ما دام الطَّرفان على توافقهما في كل ما يتعلَّق بـ "الحكومة"، و"المنظَّمة"، و"الانتخابات (التشريعية والرئاسية)"، وبمسائل وقضايا أخرى كانت مدار نزاع بينهما. وفي هذا السياق ليس ثمَّة ما يمنع السلطة من نقل مقر رئاستها من رام الله (التي تبقى مقرَّاً للحكومة) إلى غزة.
"الهدنة" يمكن ضمانها دولياً بقرارٍ من مجلس الأمن الدولي، قد يتضمَّن نَشْر قوَّة (مراقبين) دولية على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل؛ على أنْ تكون للهدنة، القابلة لتمديدٍ مُتَّفَق عليه بين الطَّرفين، نهاية زمنية؛ فإنَّ "إنهاء حالة الحرب" هو ما يمكن أنْ يحل محل الهدنة؛ ولا إنهاء لهذه الحالة قبل التَّوصُّل إلى "اتفاقية سلام". وهذا "التدويل (بقرارٍ من مجلس الأمن)" للهدنة يجب ألاَّ يكون قبل التَّوصُّل إلى حلٍّ (يَرْضى عنه الفلسطينيون) لمشكلتيِّ "الميناء البحري" و"المطار"؛ كما يجب أنْ يأتي القرار الخاص به غير مُتَضَمِّنٍ لمطلب إسرائيل نَزْع سلاح المقاومة.
وفي يد المقاومة الفلسطينية (في أثناء الهدنة) ورقة ضغط قوية هي "ميناءٌ بميناءٍ، ومطارٌ بمطارٍ"؛ فالفلسطينيون، وفي موازاة المفاوضات غير المباشِرة في القاهرة، يجب أنْ يُعِدُّوا العدَّة لبناء الميناء البحري، ولإعادة بناء المطار؛ فإذا اعتدت إسرائيل عليهم عسكرياً لمنعهم من المضي قُدُماً في ذلك، اعتدوا عليها بالمثل؛ فـ "ميناءٌ بميناءٍ، ومطارٌ بمطارٍ".
وإذا أرادت إسرائيل أنْ تَجْعَل الفلسطينيين أقل احتياجاً إلى الإسراع في بناء الميناء البحري، وإعادة بناء المطار، فإنَّ عليها ألاَّ تعود إلى سياسة تشديد الحصار؛ وعلى مصر، أيضاً، أنْ تَفْتَح معبر رفح بما يُشْعِر أهل القطاع أنْ ليس من حصارٍ بريٍّ مصريٍّ لهم.
وأحسبُ أنَّ خير حلٍّ لهذه المشكلة، وللمشكلات المتفرِّعة منها، هو أنْ يَعْتَرِف مجلس الأمن الدولي، في قرارٍ له، بقطاع غزة على أنَّه أوَّل جزء من إقليم "دولة فلسطين"، رُفِع عنه الاحتلال الإسرائيلي، ويحقُّ لهذه الدولة بسط سيادتها الكاملة عليه.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف