الأخبار
2024/5/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ابتسامة صغيرة ..!!بقلم:حامد أبوعمرة

تاريخ النشر : 2014-08-28
ابتسامة صغيرة ..!!بقلم:حامد أبوعمرة
قصة قصيرة بعنوان : ابتسامة صغيرة ..!! بقلم /حامد أبوعمرة

كانت عقارب الساعة تكاد تقترب بسرعة جنونية لتشير إلى الساعة السابعة مساءً..بينما كان يرقد في أحد مدارس الإيواء ،مستغرقاً في نومه ، و ذلك بعدما تناول وجبة الغذاء ..وفجأة صحا من نومه مذعورا على صوت طلقات الأعيرة النارية والتي كانت تطلق بكثافة في الهواء ،فتصور في باديء الأمر أنه قصف من طائرات الأباتشي الإسرائيلية..لكن تلى ذلك على عجالة صوت زمامير السيارات .. التي كانت تعلو ..مقتربة من المكان شيئا فشيئا ..لم يكن يعلم ما الذي حدث حينها ، وما أن غادر المكان مهرولا.. إلا وقد استند بظهره على أحد جدران بوابة المدرسة الخارجية ، والتي تطل على أحد الشوارع الرئيسية ..أحس بعدم اتزان يكاد يلتهم جسده النحيل، وكأنما قد أصيب بدوار يمكن لأنه لم يفق بعد..اندهش من هول التزاحم الجماهيري المتدفق كالشلال ،والمندفع خلف سيارات تحمل مكبرات صوت ،وكانت صرخات الشبان تدوي عبر تلك المكبرات في الأجواء حاملة معها رايات البشارة بالنصر على الأعداء ،استحى أن يسال ما الذي حدث بالضبط ..حيث أحس بخجل عارم..ثم كيف يسأل والجميع قد خرجوا من بيوتهم يجوبون الشوارع ، وهم يحملون الرايات الفصائلية المختلفة والتي كانوا يلوحون بها وسط التكبيرات.. والتهليل.. والهتافات .. ..تطلع إلى قدميه بعدما نسي أنه كان يسير عاري القدمين ..وما هي إلا لحظات وإلا قد وجد نفسه يسير مندفعا نحو تلك الجماهير الغفيرة ودون أن يدري اختلس نظرة سريعة لقدميه فاكتشف انه يسير عاري القدمين ،حاول أن يرجع لكنه لم يستطع وسط التيار الجماهيري الجارف والذي تارة كان يقذفه يمينا وتارة أخرى يقذفه يسارا كما دوامات البحر..ورغم أنه كان ظل صامتا ..مترقبا حتى استرق السمع من أحد الشبان الذين كانوا يتدافعون بجواره،والذين كانوا في قمة السعادة فرحين يحتفون بنشوة الانتصار.. حيث كبر ذاك الشاب .. الله اكبر ولله الحمد ..ثم استطرد قائلا : لقد اندحر الاحتلال وانتصرت المقاومة لطالما حققنا هدنة طويلة ووقف متبادل لإطلاق النيران بيننا وبين العدو المحتل ..إنه يوم من أيام الله ..حينها فقط ابتسم ابتسامة صغيرة ،ممزوجة بالألم والتأوهات.. فهو يدرك جيدا انه بعد أن ينفض ذاك المهرجان الكبير...حتما سيعود أولئك المحتفون لبيوتهم في نهاية المطاف.. أما هو فسيعود إلى ذات المكان الذي يأويه بعد أن فقد بيته المدمر كليا ، وبعد أن فقد جميع أفراد أسرته..لكن الذي لفت انتباهه شح الأعلام الفلسطينية التي هي الرمز الوطني والشعار الرسمي للدولة الفلسطينية تلك الأعلام التي توارت بكل أسف وسط الرايات الفصائلية الأخرى ..!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف