غزة انتهى العدوان ...وبدأت الحرب
بقلم بسام ابو الرب
- كلمات احد اصدقاء الدراسة شريف محيسن من ابناء غزة في بجامعة بيرزيت ، كانت لها وقع خاص عندما كتب على صفحته الفيس بوك عقب الاعلان عن وقف اطلاق النار والعدوان على غزة .. فيقول " الليلة رح أنام بدون ما أخاف من مكالمة بنص الليل أو قصف بجنب بيتنا في غزة أو أخوي يحكي معي عا وجه الصبح حتى يقولي بس "الله يمرق هالليلة عا خير" !!
"الليلة رح تنام عيون إمي اللي صارلها من يوم ما بلشت الحرب وما غفيت ساعة من وجعها وخوفها عا أولادها واللي حواليها رغم تعبها ومرضها وصوتها اللي كان بالعافية يطلع وتعبو اللي كل مرة كان يجرحني ! الليلة نفسي أحلم ببحر غزة وأهل غزة وناسها وكرمها وحبها للحرية والحياة ...بس يا ريت لو بقدر أنام وأنا في بالي وجع غزة بحالها....!!
كلمات الصديق شريف ربما لخصت واقع ما عاناه اهالي غزة في العدوان الاسرائيلي الذي استمر لاكثر من 51 يوما، واستشهاد اكثر من 2137 شهيدا وجرح 11100 مواطنا... الا ان هالي غزة اصروا على الخروج احتفالا بنصر صمود اهالي غزة وسواعد المقاومة
الصديق شريف وانت بقلب الحدث اسالك هل خرج الشهداء والنازحون للاحتفال بنصر غزة؟؟ هل نام اطفال غزة وهم يحلمون بكتب الجغرافيا والتاريخ الذي سيكتب صفحات اخرى، هل رجع المقاوم -حماه الله - وغادر ثكنته العسكرية ليحتضن طفله ، وماذا سيعلمه اليوم وبماذا سيداعبه ؟؟؟
وكيف تنام يا شريف وقد بدأت جولة اخرى من تقسيم غنائم الحرب، حيث بدأ من يقتاتون القيم والانسانية ، ولا اعتذر على التعبير ولا استثني احدا، بالمزاودة " والمناكحة" بالحديث على تفاصيل هل ما حدث بغزة انتصار ام هزيمة، وكان المسالة كلها توقفت على مصطلحات رنانة ... واذا اخذنا الامر من عواطفنا الجياشة اقولها " نعم انتصرت غزة وانتصر المقاومة" ... ولكن عند الوقوف على الحيثيات وبعد القراءة اقول " لم يهزم احد... ولم ينتصر احد"..
اقول لك ان جل وقتي منذ ساعات مساء امس وصباح اليوم، كانت حول رصد ما يجري وما يكتب على كافة الوسائل، عقب اعلان وقف اطلاق النار "انتصار غزة"، لم اعهد لسماع الا للحظات للخطابات الرنانة للمسؤولين السياسين.
واليوم وبعد 51 يوما يجب القول ان وحدة الصف الفلسطيني خلف المقاومة بجميع صفوفها كانت انتصار-رغم بعض الشوائب- ، ان تدك الاراضي المحتلة بالصواريخ وتمنع التجول فيها " انتصار"، ذهاب الوفد الموحد للقاهرة واصراره على موقفه " انتصار" ، ان تهز الجبهة الداخلية الاسرائيلية وتنخفض ثقة الجمهور الاسرائيلي بقادته السياسين والعسكرين "انتصار"، تنامي حملة مقاطعة البضائع الاسرائيلية " انتصار".......
51 يوما كانت كل يوم نسجل فيها لم يهزم احد فيها، ولم ينتصر احد بعد، تحت مظلة " العدوان"، وليس الحرب ان جاز التعبير رغم ما حققته المقاومة تقدم بسلاح نوعي في ظل الحصار، قدمت غزة اكثر من 2137 شهيدا وجرح 11100، و24 شهيدا بالضفة وجرح العشرات بمسيرات منددة للعدوان الاسرائيلي على غزة...
هزنا الكثير من المشاهد كما هزت الكثير، فمجازر الشجاعية وقرية خزاعة اعادت الاذهان الى مجازر صبرا وشاتيلا، ومشهد النازحين من بيوتهم اعادة الذاكرة الى اكثر من 66 عاما، ومشاهد الدمار والخراب وكانها زلازال، كلها مشاهد هزت العالم اجمع... لكن مشهد مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده على ارض غزة، كان وحده يبث الامل في قلوبنا...
انتهى العدوان وابتهج الفلسطينيون بما اطلق عليه " النصر"، وربما ابتهج بعضهم لبقائه حيا يرزق ....ولكن ولم تنته حرب النفوس و" الانا المفخمة".... وبقي ركام البيوت والمساجد ... ورائحة اطفال اختبأوا من غول الظلام ...
بقلم بسام ابو الرب
- كلمات احد اصدقاء الدراسة شريف محيسن من ابناء غزة في بجامعة بيرزيت ، كانت لها وقع خاص عندما كتب على صفحته الفيس بوك عقب الاعلان عن وقف اطلاق النار والعدوان على غزة .. فيقول " الليلة رح أنام بدون ما أخاف من مكالمة بنص الليل أو قصف بجنب بيتنا في غزة أو أخوي يحكي معي عا وجه الصبح حتى يقولي بس "الله يمرق هالليلة عا خير" !!
"الليلة رح تنام عيون إمي اللي صارلها من يوم ما بلشت الحرب وما غفيت ساعة من وجعها وخوفها عا أولادها واللي حواليها رغم تعبها ومرضها وصوتها اللي كان بالعافية يطلع وتعبو اللي كل مرة كان يجرحني ! الليلة نفسي أحلم ببحر غزة وأهل غزة وناسها وكرمها وحبها للحرية والحياة ...بس يا ريت لو بقدر أنام وأنا في بالي وجع غزة بحالها....!!
كلمات الصديق شريف ربما لخصت واقع ما عاناه اهالي غزة في العدوان الاسرائيلي الذي استمر لاكثر من 51 يوما، واستشهاد اكثر من 2137 شهيدا وجرح 11100 مواطنا... الا ان هالي غزة اصروا على الخروج احتفالا بنصر صمود اهالي غزة وسواعد المقاومة
الصديق شريف وانت بقلب الحدث اسالك هل خرج الشهداء والنازحون للاحتفال بنصر غزة؟؟ هل نام اطفال غزة وهم يحلمون بكتب الجغرافيا والتاريخ الذي سيكتب صفحات اخرى، هل رجع المقاوم -حماه الله - وغادر ثكنته العسكرية ليحتضن طفله ، وماذا سيعلمه اليوم وبماذا سيداعبه ؟؟؟
وكيف تنام يا شريف وقد بدأت جولة اخرى من تقسيم غنائم الحرب، حيث بدأ من يقتاتون القيم والانسانية ، ولا اعتذر على التعبير ولا استثني احدا، بالمزاودة " والمناكحة" بالحديث على تفاصيل هل ما حدث بغزة انتصار ام هزيمة، وكان المسالة كلها توقفت على مصطلحات رنانة ... واذا اخذنا الامر من عواطفنا الجياشة اقولها " نعم انتصرت غزة وانتصر المقاومة" ... ولكن عند الوقوف على الحيثيات وبعد القراءة اقول " لم يهزم احد... ولم ينتصر احد"..
اقول لك ان جل وقتي منذ ساعات مساء امس وصباح اليوم، كانت حول رصد ما يجري وما يكتب على كافة الوسائل، عقب اعلان وقف اطلاق النار "انتصار غزة"، لم اعهد لسماع الا للحظات للخطابات الرنانة للمسؤولين السياسين.
واليوم وبعد 51 يوما يجب القول ان وحدة الصف الفلسطيني خلف المقاومة بجميع صفوفها كانت انتصار-رغم بعض الشوائب- ، ان تدك الاراضي المحتلة بالصواريخ وتمنع التجول فيها " انتصار"، ذهاب الوفد الموحد للقاهرة واصراره على موقفه " انتصار" ، ان تهز الجبهة الداخلية الاسرائيلية وتنخفض ثقة الجمهور الاسرائيلي بقادته السياسين والعسكرين "انتصار"، تنامي حملة مقاطعة البضائع الاسرائيلية " انتصار".......
51 يوما كانت كل يوم نسجل فيها لم يهزم احد فيها، ولم ينتصر احد بعد، تحت مظلة " العدوان"، وليس الحرب ان جاز التعبير رغم ما حققته المقاومة تقدم بسلاح نوعي في ظل الحصار، قدمت غزة اكثر من 2137 شهيدا وجرح 11100، و24 شهيدا بالضفة وجرح العشرات بمسيرات منددة للعدوان الاسرائيلي على غزة...
هزنا الكثير من المشاهد كما هزت الكثير، فمجازر الشجاعية وقرية خزاعة اعادت الاذهان الى مجازر صبرا وشاتيلا، ومشهد النازحين من بيوتهم اعادة الذاكرة الى اكثر من 66 عاما، ومشاهد الدمار والخراب وكانها زلازال، كلها مشاهد هزت العالم اجمع... لكن مشهد مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده على ارض غزة، كان وحده يبث الامل في قلوبنا...
انتهى العدوان وابتهج الفلسطينيون بما اطلق عليه " النصر"، وربما ابتهج بعضهم لبقائه حيا يرزق ....ولكن ولم تنته حرب النفوس و" الانا المفخمة".... وبقي ركام البيوت والمساجد ... ورائحة اطفال اختبأوا من غول الظلام ...