الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الخلفية الفكرية لداعش بحاجة لمراجعة بقلم:سامح عسكر

تاريخ النشر : 2014-08-25
الخلفية الفكرية لداعش بحاجة لمراجعة بقلم:سامح عسكر
قديماً- عندما كنت في الإخوان -تعلمت من الدكتور عبدالوهاب المسيري مسألة.."الضفيرة"..وتعني أن لكل مشكلة جانب ذاتي مسئول نعلمه أو نجهله، شبّه ذلك بالضفيرة المكونة من عدة خيوط عريضة ملفوفة، ولكن بفك هذه الضفيرة-أي المشكلة-يتبين لنا حجم المشكلة والجانب المسئول بوضوح..

توجد مشكلة..وهي داعش..وعلى منطق المسيري فنحن مسئولون عن ظهور داعش وتلك الوحشية والجرائم التي ترتكبها في وَضَح النهار..

أمس اطلعت على كتاب.."فقه السنة"..للشيخ سيد سابق- وللعلم هذا من كتب الأصول الفقهية ومقارنات المذاهب عند الإخوان والجماعات المعاصرة- وبقراءة نص عن أبي زرعة قال سيد سابق:

"سأل أبو زرعة شيخه البلقيني: ما تقصير الشيخ تقي الدين السبكي عن الاجتهاد وقد استكمل آلته؟ فسكت البلقيني، فقال أبو زرعة: فما عندي أن الامتناع عن ذلك إلا للوظائف التي قدرت للفقهاء على المذاهب الاربعة وأن من خرج عن ذلك لم ينله شئ من ذلك، وحرم ولاية القضاء، وامتنع الناس عن إفتائه، ونسبت إليه البدعة فابتسم البلقيني ووافقه على ذلك"..(فقه السنة 1/13)

الترجمة: أبو زرعة يعتقد أن إمام الأشاعرة والشافعية في عصره .."تقي الدين السبكي"..لا يجوز له التقيد بالمذهب الشافعي، لأنه استكمل أدوات الاجتهاد المطلق خارج الأنساق والمذاهب، وفي نفس الوقت يعتقد أن سبب عزوف السبكي عن ذلك هو في طبيعة الفقه والفقهاء في عصره.

تلك الطبيعة التي تُعطي الوظائف والمنح لأصحاب المذاهب، والجاه والسمعة الدينية والاجتماعية بتوليه الإفتاء والقضاء،وبالتالي كان أي خروج عن المذاهب غير مسموح بالكلية، ومن يتعدى هذا الحد ينول ما ناله ابن تيمية، فابن تيمية رغم جرائمه وتطرفه وعنصريته إلا أن حسنته الوحيدة كانت في خروجه عن المذاهب الفقهية وشق طريق مستقل مبني على أدوات وأهواء شخصية.

إذا عرفنا أن سيد سابق وضع هذا النص عن أبي زرعة في سياق إنكار التقليد عرفنا أن أصلاً من أصول الفكر عند هذه الجماعات لم يعد التقيد بفكرة المذاهب البالية، وعليه يصح في حقهم الآتي:

أولا: أن الجماعات الإرهابية المعاصرة لا تتبع مذهباً فقهياً واضحاً، حتى من يدعون أنهم سلفية وليسوا أشاعرة فما حدث في سوريا من تحالف صوفي أشعري سلفي وتشكيل كتائب مسلحة ينفي ذلك.

ثانياً: تعصبهم أكثر للمذهب السني وتقديس تراثه لضمان البقاء، وهذا ما حدث بنشر ذلك التراث بالمجان تحت عنوان.."الصحوة الإسلامية"..في السبعينات، وهو ما تسبب في اختراق سلفي للأزهر الذي كان يزال يئن تحت وطأة المذاهب ولم يكن الأزهر يُدرك بعد طبيعة الخطاب الجديد المعتمد على الأيدلوجية الطائفية بشكل أساسي.

ما قامت به الإخوان- وشتى الجماعات- هو إعادة إحياء التراث السني الطائفي الذي كان يقوم على أسس ثلاثة.."الخلافة- أسلمة المجتمع بالدعوة -الأستاذية ونشر الإسلام بالقوة"..

المُلاحظ أن الأزهر كان يقول بهذه الأسس ولكن بتهميش واضح جعله يحجبها عن الجماهير، بدليل لم نراه في خطاب الأوقاف والأزهر إبان الملكية وعبدالناصر والسادات وفترة من مبارك، بعدها انقلب الأزهر ودعا محدثيه لإعادة إحياء الجرائم الدينية تحت عنوان.."الخلافة والشريعة:..تماشياً مع الذوق العام السلفي السائد في الألفية الجديدة.

باختصار: داعش الآن لا تتبع مذهباً فقهياً واحداً بل تتبع كياناً سنياً طائفياً على غرار الكيان الأموي بعد أحداث الفتنة الكبرى، وساهم في تعزيز رؤية داعش محلياً هو خطاب دعوى على المنابر يشارك فيه الأزهر والأوقاف بعدم نقد التراث الأموي الذي نعيشه في رحابه الآن.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف