الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غزة وسقف الحل السياسي بقلم : د. حسين المناصرة

تاريخ النشر : 2014-08-23
غزة وسقف الحل السياسي  بقلم : د. حسين المناصرة
غزة وسقف الحل السياسي؟!
بقلم : د. حسين المناصرة

على أية حال، لن يكون هناك أي حل سياسي للقضية الفلسطينية جملة وتفصيلًا مع الكيان الصهيوني في ظل الظروف السياسية الإقليمية والعالمية الحالية؛ لأسباب عديدة، لعلّ من أهمها تشرذم الوضع العربي في أسوأ أحواله منذ مئة عام أو أكثر...فالأوضاع في دول الطوق العربي جحيمية من العراق إلى لبنان إلى سوريا إلى مصور ، ولا يختلف الأمر كثيرا عن الدول ما بعد الطوق كليبيا واليمن..إلخ.
وكعادة إسرائيل، بعد أن تقتل وتدمر وتحرق ؛ وتجعل حال غزة أسفلها على أعلاها الآن، وربما أيضًا فيما بعد حال بعض المواقع في الضفة الغربية، كما فعلت بمخيم جنين في انتفاضة الأقصى؛ فإنها ستفتعل حادثًا أو تفجيرًا ضد اليهود في مكان ما من فلسطين المحتلة عام1948 أو مستوطنات الضفة، وتلصقه بحركة حماس؛ لتشغل العالم إعلاميًا بهذا الحدث الكارثي بالنسبة إليها؛ وحينئذ سيصبح هذا الحدث حديث القاصي والداني إعلاميًا، وستتوقف حينئذ المؤسسات الدولية التي ستجرم إسرائيل على اجتياحها غزة؛ لتجرم فلسطين والمقاومة الفلسطينية...فمئات الأطفال قتلوا الآن في غزة، ولكن موت طفل إسرائيلي واحد – إن صح هذا الموت ؛ لأني أشكك في صحته – جعل مجرم الحرب نتنياهو يتوعد غزة بمزيد من الإجرام؛ ليدفعنا ثمن مقتل هذا الطفل الصهيوني، الذي هو المدني الصهيوني الرابع الذي يقتل منذ اجتياح غزة في مقابل أكثر من ألفي مدني فلسطين في غزة والضفة !!
إذا كان ظهر فلسطين وعمقها العربي متشرذمًا ، وأن هذه الحرب على غزة كانت بسبب سعي إسرائيل إلى ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية وحكومة التوافق الفلسطينية بين الضفة وغزة -على هشاشتها ؛ فإن السقف الذي تسعى إليه إسرائيل من وراء هذه الحرب الإجرامية، هو أن تبقى حال غزة على حالها ما قبل الحرب، وأن تبقى دويلة مستقلة، وأن تتحمل مصر وقطر وتركيا وغيرها انفتاح هذه الدويلة من خلال معبر رفح أو حتى الميناء والمطار، وشكليًا حكومة توافق؛ لكن بدون أي شروط تفرض على إسرائيل، كأن تفتح المعابر بين الضفة وغزة، أو تمد غزة بحاجاتها التي كانت تتكفل بها بصفتها دولة الاحتلال ...
وهنا عندما تتخلص إسرائيل من غزة سواء بأحلام أو كوابيس إلقائها في البحر أو في سيناء أو في الحضن العربي المتشرذم؛ فإنها ستنقل معركتها إلى الضفة، وتحديدًا إلى أريحا ثانيًا، حيث كانت في الماضي تنفي أبناء الضفة إلى غزة كما حدث مع مبعدي كنيسة المهد، فإنها اليوم قد نفت عضو المجلس التشريعي خالدة جرار من رام الله إلى أريحا!!
لقد تعودنا في فلسطين على الصمود والتصدي لأي عدوان صهيوني على مدار الساعة، وكان المفتاح الحقيقي للمقاومة الفصائلية والشعبية الفلسطينية يكمن في الوحدة الوطنية الفلسطينية التي كانت تعد خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه... لكن المصالح السياسية والتشرذم السياسي في المنطقة فرض نفسه على الفلسطينيين؛ فانكسرت وحدتنا الوطنية، وتشرذمت أوضاعنا السياسية. ولعلّ المطلوب بعد حرب غزة أن تكون هذه الوحدة سقفًا مقدسًا، لا يقبل التقويض أو الهدم. وفي حال الوصول إلى هذه القناعة، فإن كل الأمور الأخرى يمكن أن تحل بصفتها القيمة الوحيدة الناتجة عن أن فلسطين كلها ما زالت تحت الاحتلال الصهيوني، الذي ينكل بشعبنا، وأنّ إجرامه الأخير في غزة هو مسمار حقيقي في نعش هذا الكيان الغاصب، الذي لا بدّ من أن يزول، وأن ممارساته الإجرامية هذه هي التي ستعجل بإعلان جنازته وحفر قبره يومًا ما!!
إن أخطر الحلول السياسية بالنسبة إلى الفلسطينيين أن يوهمنا أي حل سياسي بأن غزة محررة، وأن بإمكانها أن توقع هدنة طويلة الأمد مع الصهاينة، وأن الدولة الفلسطينية قد تحققت بانتصار حماس أو بانتصار غزة على طريقة " قناة الجزيرة" !! وهنا يبقى الأفق السياسي الممكن والوحيد أن تقام الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967، بدون أن يكون الفلسطينيون ضحية أو كبش فداء للعدوان الصهيوني في كل حين ، كما يحدث في هذا الاجتياح الصهيوني الإجرامي ، منذ إفشال إسرائيل لاتفاقيات أوسلو العار ، على طريقة المثل الشعبي " رضينا بالهم ، والهم ما رضي فينا"!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف