الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل أصبحت المفاوضات خيار الإسرائيليين والفلسطينيين؟ بقلم : د. علي الاعور

تاريخ النشر : 2014-08-23
هل أصبحت المفاوضات خيار الإسرائيليين والفلسطينيين؟ بقلم : د. علي الاعور
هل أصبحت المفاوضات خيار الإسرائيليين والفلسطينيين؟
بقلم : د. علي الاعور
لم يتمكن القادة الإسرائيليين من فهم فلسفة الرئيس أبو مازن المتميزة والتي تتمثل في " المفاوضات هي خيار الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية " من خلال المقاومة السلمية اللاعنفية، وأراد الرئيس أبو مازن أن يسير على نهج غاندي ومانديلا ، ولكن القيادة الإسرائيلية ممثلة في نتنياهو رفضت هذه الفلسفة التي تجنب الشعب الفلسطيني والإسرائيلي ويلات الحروب والقتل والعنف .
لا شك انه لا مجال للمقارنة في عمليات القتل التي تشنها الحكومة الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين ، وأعمال المقاومة التي تقودها المقاومة الفلسطينية حيث تتعمد إسرائيل بقتل الأطفال والمدنيين ، وبحسب منظمة اليونيسف العالمية التي تهتم بحقوق الأطفال في العالم،  أن إسرائيل فتلت 470 طفل فلسطيني خلال الحرب الأخيرة والمستمرة على غزة، في الوقت الذي أبدت فيها المقاومة الفلسطينية بعدا أخلاقيا في تجنيب المدنيين والأطفال الإسرائيليين من صواريخ المقاومة من خلال تحديد الزمان والمكان الذي سوف يتم فيه القصف بصواريخ المقاومة.
لقد أبدت شريحة كبيرة من النخب السياسية والنخب المثقفة في إسرائيل اهتماما كبيرا بفلسفة الرئيس أبو مازن التي تقوم على السلام وعلى المفاوضات ، ولقد تمكن أبو مازن من تحويل المقاومة الإسلامية،  من جبهات المقاومة إلى خيار السلام والقبول بمبدأ التداول السلمي على السلطة والقبول بالتعددية السياسية والحياة البرلمانية وقد كان هذا انجاز سياسي رائع من الرئيس أبو مازن من تحويل المقاومة الإسلامية إلى الإسلام السياسي الذي يقبل بالتعددية والديموقراطية أساسا لحل القضية الفلسطينية والنهوض بالمجتمع الفلسطيني نحو تحقيق أهدافه الوطنية من خلال السلام والمقاومة السلمية ومن خلال البرلمان الفلسطيني الذي يجمع كل أطياف ومكونات المجتمع الفلسطيني تحت قيادة واحدة  وقد رأينا التجربة الديموقراطية الفريدة والمميزة والتي شهد لها العالم عام 2006 ومشاركة حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وتشكيلها للحكومة الفلسطينية ومشاركتها للفصائل الفلسطينية في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية عام 2007، وما زالت فلسفة جابوتنسكي وبيغن وشامير مسيطرة على عقلية القيادة الإسرائيلية التي لا تعترف بالشعب الفلسطيني صاحب قضية وصاحب هوية وصاحب ارض،  والجميع يعلم أن القيادة الإسرائيلية اليمنية المتطرفة ومعظم أعضاء الحكومة الإسرائيلية افشلوا  فلسفة أبو مازن وافشلوا  طريق المفاوضات مع الفلسطينيين ، وكانت الحرب الأخيرة على غزة هي نتيجة مباشرة لإلغاء تحرير الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين حسب الاتفاق بين القيادة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية لعودة المفاوضات بين الطرفين .
ومهما يكن من أمر فقد شنت الحكومة الإسرائيلية عدوانا عسكريا من خلال البر والبحر والجو وقتلت وجرحت الآلاف من الفلسطينيين ودمرت أحياء سكنية بأكملها ودمرت قرية خزاعة بأكملها،  وباعتراف الأمم المتحدة  ومنظمة هيومن وتش وامنستي أن أعمال القتل التي نفذتها الطائرات والمدفعية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين قد ترقى إلى جرائم حرب ونحن نقول إنها ترقي إلى جريمة حرب حسب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الرابعة لحقوق الإنسان عام 1974 .
وبعد عمليات القتل والتدمير التي مارستها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني لم تحقق من أهدافها شيئا ، بل أصبحت المقاومة الفلسطينية أكثر قوة وأكثر تأييدا على مستوى الشارع الفلسطيني ، وأصبحت إسرائيل في عزلة دولية حتى عدد من شرائح المجتمع الإسرائيلي وقفت في وسط تل ابيب وهتفت ضد سياسة نتانياهو وضد الحرب على غزة ، هذا يعني أن سياسة القتل ضد الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء الشعب الفلسطيني لن تضعف المقاومة ولن تحقق الأمن والأمان إلى الشعب الإسرائيلي، وبالتالي فان امن الإسرائيليين من امن الفلسطينيين ، والحياة الطبيعية للإسرائيليين من الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني ، فلا سياسة الحصار ولا سياسة قطع الكهرباء والغاز وعدم دخول مواد البناء إلى غزة وزيادة نسبة البطالة والفقر في قطاع غزة وأخيرا عدم اعتراف إسرائيل بحكومة التوافق الفلسطيني التي يرأسها الدكتور رامي الحمد الله،  " حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية" كل تلك السياسات ضد الشعب الفلسطيني لن تحقق إلا مزيدا من القتل والعنف والمقاومة الفلسطينية .
أما الأمر المهم في فلسفة أبو مازن التي تقوم على السلام والمفاوضات ، هي منع تمدد وانتشار الإيديولوجيات الإسلامية التي تعتمد على فلسفة الجهاد والمقاومة خيار أساسي لإنهاء الاحتلال وإذا ما انتشرت تلك الفلسفات والإيديولوجيات الإسلامية سوف تعرف القيادة الإسرائيلية أنها أضاعت فرصة لتحقيق السلام العادل والشامل مع الفلسطينيين  الذي يقوم على إنهاء الاحتلال وإنهاء العنف والقتل والمقاومة.
وعلى مر التاريخ فان المعارك والحروب بين الدول، والمقاومة التي تقودها الشعوب ضد الاحتلال،  فإنها تصل في نهاية المطاف إلى طاولة المفاوضات وهناك أمثلة كثيرة من التاريخ الحديث والمعاصر " الحرب الأمريكية الفيتنامية " المقاومة الهندية بزعامة غاندي ومقاومة جنوب إفريقيا بزعامة نلسون مانديلا ضد التمييز العنصري في جنوب إفريقيا،  وجلوس ديغول مع المقاومة الجزائرية ممثلة في جبهة التحرير الجزائرية،  وأخيرا لا بد من جلوس القيادة الإسرائيلية مع القيادة الفلسطينية من اجل مفاوضات جادة وليست مفاوضات عبثية ، تؤدي في النهاية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة تتضمن السيادة وحقه في تقرير مصيره .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف