الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحرب على غزة.. تعرّي إسرائيل وتكشف زيفها؟!بقلم:طلال قديح

تاريخ النشر : 2014-08-23
الحرب على غزة.. تعرّي إسرائيل وتكشف زيفها؟!
طلال قديح *
غزة هذه القلعة الشامخة، لم تكن في يوم من الأيام إلا عصية على الغزاة..أهلها ، رجالا ونساء ، شيوخاً وأطفالاً، ترعرعوا على حب الأرض، والذود عن العرض، باذلين في ذلك الغالي والنفيس.. لم يستكينوا لمعتد مهما كان بطشه وجبروته.
ومن يقرأ تاريخ غزة يجده زاخراٌ بالملاحم التي تشهد لأهلها بالسبق في كل الميادين، وكيف كان عطاؤهم دائماً ، زاخراً بكل ما يدعو للفخر والاعتزاز.. وهذا ما يؤهلها دائما للريادة والقيادة بلا منافس.
قد تعرضت ًغزة خلال أقل من عقد من الزمن لأربع حروب طاحنة ومدمرة، طالت البشر والشجر والحجر، ألقت فيها إسرائيل بكل ثقلها العسكري، ممثلاً بجيش، طالما ادعت ، وأوهمت العالم معها بأنه لا يُقهر، وأن آلتها العسكرية تطال كل من يهدد أمنها الخرافي أينما كان.
ومما يؤسف له أن هذه الادعاءت ، وجدت من يصدقها، بل ويعتبرها أمراً مسلماً به ، وحقيقة واقعة ، لا جدال فيها... حتى جاءت الحرب الأخيرة ، التي مازالت مشتعلة، فتدك إسرائيل كل مدن وقرى قطاع غزة، بسيل منهمر من صواريخها وقنابلها وكل أسلحتها الفتاكة.. وهي تمنّي النفس بالقضاء على المقاومة التي طالما أذاقتها الويل والثبور. وما درت أنها وقعت في فخ لا تستطيع الخلاص منه إلا مكلومة مهزومة بعد تمريغ أنفها في رمال غزة هاشم، والقضاء على خرافة الجيش الذي لا يقهر.
وهكذا قلبت هذه الحرب كل حسابات العدو رأساً على عقب.. لتثبت أن للغاصب جولة ، وللحق ألف جولة، وأن شعب الجبارين كطائر الفينيق لا يموت.. وهو ذو طاقة متجددة وعزيمة متجذرة، وقوة متوارثة عن الآباء والأجداد، الذين شهد لهم التاريخ بالبطولة والشموخ.
ظن العدو أن حربه على غزة، ليست إلا نزهة.. وما درى أن الفلسطيني الذي تمثله غزة ، قادر على التحدي والمقاومة والاستبسال، لأنه سليل المجاهدين الأبطال ممن تفخر وتباهي بهم الأجيال.
كانت معركة غزة نقطة فاصلة ، وعلامة فارقة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، سيقف المؤرخون عندها طويلاً، دراسة وتحليلاً لنتائجها، واستخلاصاً للدروس والعبر.
هزت هذه الحرب العالم ليفيق على معرفة إسرائيل على حقيقتها، فقد مل سياستها، ومج كل خزعبلاتها التي خدعته طويلاً.
أماطت هذه الحرب القناع عن الوجوه القبيحة لتبدو على حقيقتها بلا رتوش أو خداع.. وبينت كذب ادعاء مقولة الديموقراطية الوحيدة في محيط ظالم مستبد.إن إسرائيل بممارساتها الهمجية في هذه الحرب، وتحديها لكل القوانين الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، أيقظت العالم من سباته فانطلقت مؤسساته العديدة لاستنكارها الصريح لما أقدمت عليه من هدم البيوت على رؤوس ساكنيها، والمساجد على المصلين فيها، والمستشفيات على المرضى، والمدارس والجامعات على رؤوس طلابها..إنها همجية تجاوزت ما فعله المغول والتتار والنازية.
لم يسلم من قصف طائراتها ودباباتها أحد، فقتلت رجال الإسعاف ومراسلي وسائل الإعلام ، ظنا منها أنها بذلك تخفي جرائمها البشعة.
ولكن ، رب ضارة نافعة، ومع كل الزيف والخداع الإسرائيلي، فإن هذه الحرب هزت أحرار العالم، ليخرجوا في مظاهرات صاخبة، تستنكر جرائم إسرائيل النكراء، وتدعو لوقف العدوان وتطالب بمعاقبة المعتدي وقطع كل العلاقات معه.
إن هذا الدمار الهائل الذي تعرضت له غزة، وغير المبرر، يبين همجية إسرائيل ووحشيتها، ويثبت سلوكها الذي لم تحد عنه منذ قيامها عام 1948م.. وظلت منذ إنشائها تشن الحرب بعد الأخرى، متى رأت أن ذلك يصب في مصلحتها.
لكن هذه الحرب الأخيرة، لم تكن كسابقاتها..هزت الكيان الإسرائيلي وبينت مدى هشاشته، ليصعق بعالم جديد يدين ويستنكر كل جرائمها بل وذهبت دول إلى المطالبة بمحاكمتها أمام المحكمة الدولية وإجبارها على الالتزام ببناء وإعمار ما دمرته، ليردعها ذلك عن سياستها العدوانية التي استمرأتها على الدوام ووجدت فيها ما يلبي أطماعها.
إن إسرائيل التي ما فتئت تستثمر المحرقة النازية ، والتي طالما جعلت منها فزاعة في وجه كل من يعاديها أو يعارضها- هي أخوف ما تكون اليوم من تجريمها أمام محكمة الجنايات الدولية.
وهذا التوجه ينقل العدو من الهجوم إلى الدفاع ، والخوف من النتائج التي ستنعكس سلبا على كل مخططاته.
ومهما يكن من شيء ، وعلى الرغم من الدمار الذي شهدته غزة، وعلى الرغم من الخسائر الباهظة في عدد الشهداء والجرحى،فإن القضية الفلسطينية تصدرت اهتمام العالم كله، وعرف أن هناك شعباً مظلوما اغتصبت أرضه ,هُجّر منها إلى المنافي ليعيش بعيداً عن وطنه يقاسى آلام العربة وقسوة العيش في مخيمات الشتات..
ومع كل ذلك تبقى فلسطين أم القضايا، وهي لن تسقط بالتقادم كما يظن العدو الغاصب، ما دام كل فلسطيني حيثما كان، يحتفظ بمفتاح بيته الذي هُجّرمنه قسراً، ويورثه أبناءه وأحفاده ويوصيهم بالعض عليه بالنواجذ حتى العودة المظفرة إن شاء الله تعالى.
و كل الفلسطينيين يرددون صباح مساء: عائدون عائدون..إننا لعائدون لأرضنا الحبيبة فلسطين، أرض البطولات ومهد الرسالات. وأبشروا بالنصر القريب الذي بدأ من غزة الحبيبة.
• كاتب ومفكر عربي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف