معادلة جدلية الكلمة والرصاصة ... 22-8-2014
استشهاد القصيدة ونفوق المفاوضة
في يوم فلسطيني عظيم ، رحل سيد الكلمة سميح القاسم ، وثلاثة من سادة الرصاص والصواريخ ، ابو شمالة والعطار وبرهوم ، واودعت الجماهير الحاشدة اجسادهم الطاهرة في الثرى الاكثر طهرا ، من الشمال في الجليل الجميل الذي تهيأ للبعض انه تهود ، وفي جنوب العزة ، غزة الباسلة ، التي تهيأ للبعض انها أنفصلت عن امها وسعت لتشكيل الامارة ، فثبت بالملموس انها الفينيقية القادرة دوما على النهوض من تحت الانقاض ، فتعلم الاعداء بغض النظر عما يلبسون وبأي لغة يرطنون ، بأنها الشاهد والشهيد و بأنها الخندق الاول والملاذ الاخير وبأنها الضحية والبطل .
استشهاد القصيدة ، برحيل صاحبها وسيدها سميح القاسم ، تعني انها خلدت ، وسيكون من الصعب حتى على الزمن ان يتجاوزها ، لأن جماهير الناس حفظتها عن ظهر قلوبهم الرقيقة والمخلصة والقادرة على اجتراح الصعب في ظل الظرف القاهر الذي عاشته غزة على مدار سنين عمرها الاخيرة ، بما في ذلك الحصار والدمار والتآمر .
وضع سميح القاسم قصيدته الخالدة ، خطاب من سوق البطالة قبل حوالي خمسين سنة ، وكأنه بها وبغيرها من القصائد الخالدة ، قد دشن لكل المراحل اللاحقة ، وكأنه كان يتنبأ بكل أفانين الاحتلال واساليبه وتدابير بطشه وفتكه ، وكأنه كان يعرف ان معركة طويلة من المفاوضات والمساومات ستنشب اظافرها في الجسد الفلسطيني ، وطنا وشعبا وارضا ، "ربما تسلبني آخر شبر من ترابي / ربما تطعم للسجن شبابي / ربما تسطو على ميراث جدي من اثاث واوان وخوابي / ربما تحرق اشعاري وكتبي / ربما تطعم لحمي للكلاب / ربما تخدع اصحابي بوجه مستعار / ربما ترفع من حولي جدارا وجدارا وجدار / يا عدو الشمس لكن لن اساوم / والى آخر نبض في عروقي سأقاوم " .
"الى آخر نبض في عروقي سأقاوم " ، لغة لا يفهمها الا المناضلين من أمثال محمد ضيف ، الذي ما زال يقاوم حتى آخر نبض في عروقه وعروق زوجته وابنته وابنه الذي كان يحث الخطى نحو عامه الاول ، فحالت ترسانة اسرائيل العسكرية والمخابراتية دون ذلك ، وخرج علينا قادتها السياسيين يفاخرون بهذا الانجاز .
"يا عدو الشمس في الميناء زينات وتلويح بشائر/ وعلى الافق شراع / يتحدى الريح واللج ويجتاز المخاطر/ ولعينيها وعينيه يمينا لن اساوم / والى اخر نبض في عروقي سأقاوم واقاوم واقاوم " .
كيف استطاع سميح القاسم قبل خمسين سنة ان يقسم "بعينيه وعينيها"في وقت اصبحت فيه المرأة العربية تباع في سوق النخاسة ، وكيف استطاع ان يرى الشراع على افق الميناء ، الذي تراوغ وتكابر اسرائيل في الموافقة على بنائه ، والاهم كيف استطاع ان يرى تلويح البشائر المتمثلة في ان تصدر المقاومة اوامرها بعودة الوفد المفاوض ، مقدمة لأن تكون الكلمة الاولى والاخيرة للمقاومة وننفوق المفاوضة .
استشهاد القصيدة ونفوق المفاوضة
في يوم فلسطيني عظيم ، رحل سيد الكلمة سميح القاسم ، وثلاثة من سادة الرصاص والصواريخ ، ابو شمالة والعطار وبرهوم ، واودعت الجماهير الحاشدة اجسادهم الطاهرة في الثرى الاكثر طهرا ، من الشمال في الجليل الجميل الذي تهيأ للبعض انه تهود ، وفي جنوب العزة ، غزة الباسلة ، التي تهيأ للبعض انها أنفصلت عن امها وسعت لتشكيل الامارة ، فثبت بالملموس انها الفينيقية القادرة دوما على النهوض من تحت الانقاض ، فتعلم الاعداء بغض النظر عما يلبسون وبأي لغة يرطنون ، بأنها الشاهد والشهيد و بأنها الخندق الاول والملاذ الاخير وبأنها الضحية والبطل .
استشهاد القصيدة ، برحيل صاحبها وسيدها سميح القاسم ، تعني انها خلدت ، وسيكون من الصعب حتى على الزمن ان يتجاوزها ، لأن جماهير الناس حفظتها عن ظهر قلوبهم الرقيقة والمخلصة والقادرة على اجتراح الصعب في ظل الظرف القاهر الذي عاشته غزة على مدار سنين عمرها الاخيرة ، بما في ذلك الحصار والدمار والتآمر .
وضع سميح القاسم قصيدته الخالدة ، خطاب من سوق البطالة قبل حوالي خمسين سنة ، وكأنه بها وبغيرها من القصائد الخالدة ، قد دشن لكل المراحل اللاحقة ، وكأنه كان يتنبأ بكل أفانين الاحتلال واساليبه وتدابير بطشه وفتكه ، وكأنه كان يعرف ان معركة طويلة من المفاوضات والمساومات ستنشب اظافرها في الجسد الفلسطيني ، وطنا وشعبا وارضا ، "ربما تسلبني آخر شبر من ترابي / ربما تطعم للسجن شبابي / ربما تسطو على ميراث جدي من اثاث واوان وخوابي / ربما تحرق اشعاري وكتبي / ربما تطعم لحمي للكلاب / ربما تخدع اصحابي بوجه مستعار / ربما ترفع من حولي جدارا وجدارا وجدار / يا عدو الشمس لكن لن اساوم / والى آخر نبض في عروقي سأقاوم " .
"الى آخر نبض في عروقي سأقاوم " ، لغة لا يفهمها الا المناضلين من أمثال محمد ضيف ، الذي ما زال يقاوم حتى آخر نبض في عروقه وعروق زوجته وابنته وابنه الذي كان يحث الخطى نحو عامه الاول ، فحالت ترسانة اسرائيل العسكرية والمخابراتية دون ذلك ، وخرج علينا قادتها السياسيين يفاخرون بهذا الانجاز .
"يا عدو الشمس في الميناء زينات وتلويح بشائر/ وعلى الافق شراع / يتحدى الريح واللج ويجتاز المخاطر/ ولعينيها وعينيه يمينا لن اساوم / والى اخر نبض في عروقي سأقاوم واقاوم واقاوم " .
كيف استطاع سميح القاسم قبل خمسين سنة ان يقسم "بعينيه وعينيها"في وقت اصبحت فيه المرأة العربية تباع في سوق النخاسة ، وكيف استطاع ان يرى الشراع على افق الميناء ، الذي تراوغ وتكابر اسرائيل في الموافقة على بنائه ، والاهم كيف استطاع ان يرى تلويح البشائر المتمثلة في ان تصدر المقاومة اوامرها بعودة الوفد المفاوض ، مقدمة لأن تكون الكلمة الاولى والاخيرة للمقاومة وننفوق المفاوضة .