نَكبة تَتْلوها نَكبة بقلم:خلود خوري رزق

ﻧَﻜﺒﺔ ﺗَﺘْﻠﻮﻫﺎ ﻧَﻜﺒﺔ
مقال
بقلم / ﺧﻠﻮﺩ خورى رزق
*****
ﺟﺮﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﻴﻢ ﻻ ﻳُﺪﺍﻭﻯ ﺑِﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴِﻨﻴﻦ
ﻫﻜﺬﺍ ﻧُﻮﺩﻉ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻛَﻤﺎ ﻭﺩَّﻋﻨﺎ
ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕٍ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻧﺼﻔﻪ ﺍﻷﺧﺮ ، ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ
ﻭﺍﻟﺪﺭﻭﻳﺶ ﺗﺠﺘﺎﺡ ﺍﻻﺣﺰﺍﻥ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﺗًﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻨﻜﺒﺘﻨﺎ
ﻛُﻠﻤﺎ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﻋﺎﻣﻮﺩﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺼِﺪﻕ
ﻛﺄﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺨﻮﻧﻨﺎ ﺫﺍﻛﺮﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ
ﺍﺣﺪﺍﺛﻨﺎ ﺍﻟﻤُﻨﺼﺮﻣﺔ ﻣُﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ، ﻫﻜﺬﺍ ﺗﻌﺒﻖ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻨِﺴﻴﺎﻥ، ﻫﻜﺬﺍ ﻧَﺠﺮﻱ ﺑﻼ ﻫﺪﻑ، ﺑﻼ
ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺑﻼ ﺣﻴﺎﺓ، ﺣﻴﻦ ﺗﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻮَﻋﺪ
ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ .
ﺧﺴﺎﺋﺮﻧﺎ ﺗﺰﻳﺪ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻣﻊ ﺭﺣﻴﻞ ﺍﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻧَﺤﻦ ﻻ ﻧﻬﺎﺏ ﺍﻟﻤَﻮﺕ ﻭﻻ ﻧﺄﺑﻪ ﻟﻠﻨﻬﺎﻳﺔ
ﺇﻧﻤﺎ …
ﻫﻮ ﺧﻮﻓﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ، ﻛﻢ ﺳﺘﻔﻘﺪ ﻣﻦ
ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺛﻜﻠﻰ ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﺃﻳﺘﺎﻡ
ﺩﻭﻧﻬﻢ ..
ﻓﻲ ﺭﺛﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺗﻌَﻠﻤﻨﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻻ
ﺗﺤﻤﻞ ﺳﻮﻯ ﻣﺒﺎﺩﺋﻨﺎ ، ﺗَﺨﻠﻴﺪﺍً ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻳﺠﺐ
ﺍﻟﻤُﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﺛﻨﺎ ، ﺍﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ، ﻋﺮﻭﺑﺘﻨﺎ
ﻭﺃﺻﺎﻟﺘﻨﺎ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﺘﻢ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻘﺮﺃ ﺍﻟﺤﺮﻑ
ﻭﻧﻘﺪﺳﻪ ، ﻭﻧﺠﻌﻠﻪ ﻣﺜﻼً ﺍﻣﺎﻣﻨﺎ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺍﻻﺧﻴﺮ ﻧﺤﻤﻞ ﺍﻟﻮَﻃﻦ ﻓﻮﻕ ﺃﻛﺘﺎﻓﻨﺎ ،
ﻭَﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﻤﻨﺰﻭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺧَﻠَّﻔﻪ ﻟﻨﺎ ﻋﻤﺎﻟﻘﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﻮﻥ
ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﻮَﻓﺎﺀ ، ﺍﻟﻰ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﺍﻟﻰ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ….