الأخبار
2024/5/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الثقة وشباك الصائدين بقلم:محمد محمد علي جنيدي

تاريخ النشر : 2014-08-20
الثقة وشباك الصائدين  بقلم:محمد محمد علي جنيدي
الثقة وشباك الصائدين

نحن في زمن ساد فيه منح الثقة لأشخاص غير جديرين بها، والمصيبة ليست في منح الثقة بغير معايير تجعلها في موضعها الصحيح، ولكن المصيبة تبدو كزلزال يدمر كل شيء مع النتائج المباغتة لمنح الثقة بغير عناية، والتي كم حصدت وتحصد من ضحايا!.
الواقع أن منح الثقة في موضعها لا علاقة له بالعواطف إطلاقا.. فهو إعمال للعقل.. يحتاج إلى براهين كثيرة ويتطلب وقتا وجهدا خارقا من المانح لها حتى يُخرج المخاض يقينا لا تشوبه شائبة.
إن هناك من يستغلون من ليست لديهم الخبرة الكافية في الترويج لبضائعهم وأفكارهم..فهم يُحيكون شباكهم بعناية فائقة و يُعملون أدواتهم ووسائلهم بمهارة قلما تُخطأ الهدف.
إن الثقة غالبا ما تمنح لمن يفتك ويُخلصك ممن تعاديه على المستوى الإجتماعي أو الديني أو السياسي، وقد يكون هو الأسوأ لك، والأكثر ضررا بك، كما أنها تمنح على المستوى الشخصي لحلاوة اللسان أو لحسن الخطابة، أو ادعاء الفضيلة أوالخروج بالمظهر المُرضي لذوقك.
وكذلك تمنح الثقة لشائعة مدمرة، يُراد تصديقها من القاصي والداني.
إن الذين يبحثون عن ثقتك - ربما - يستخدمونها للإضرار بك أو بذويك أو بوطنك كله، فإذا ما استحوذوا على قلوب العامة وعواطفهم وبالتالي ثقتهم، فقد بلغوا مقصدهم وامتلكوا هدفهم الذي به يستطيعون دفعهم صوب غاياتهم ومآربهم دفعا لا تمنعه أي مقاومة، فيتحولوا أولئك إلى قطيع أو إلى جنود لهم وآلة حرب بين أياديهم ربما لوقتٍ طويل!.
فيا أيها المانح للثقة لشخص أو غير ذلك ممن يعجبك ويدهشك وتحبه لأي سبب، عليك أن تدرك جيدا قبل أن تُهاديه بثقتك فيه بأنها هي أغلى شيء يمكن أن تمتلكه في حياتك، فهل هان عليك الغالي لتفقده بغير ثمن، أو تبخس قدره وقيمته عند الراغبين فيه، - وأخيرا - إذا أردت أن تمنح ثقتك لأحد فعليك أن تطرق باب منح الثقة بأسلوب البحث العلمي الذي لا يطمئن إلى نتائجه إلا بعد سنوات من تجربة لا تخلو من تدقيق وتمحيص وفحص ومراجعة، فقد تمنحها وتصبح من الخاسرين أو عند الله من الظالمين، وفي كلاهما لا تلومن حينها إلا نفسك.
محمد محمد علي جنيدي
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف