#ذكريات_من_مخيم_اليرموك(٨٥)
الخروج من المخيم
بالرغم من المناوشات في المخيم وإطلاق النار هنا أو هناك أو اغتيال عدد من الأفراد لم يكن أحد من أهالي المخيم ظن أننا سنخرج منه يوما ، فبالرغم من كل شيء فالوضع كان حذرا ولكن الأمور عادية فالأفران مفتوحة والسيارات تدخل وتخرج ولكن لم تعد المحلات تفتح لساعة متأخرة من الليل أو مبكرة فأول ما يحل الظلام كان التجار يؤون لبيوتهم.
بيد أن الخروج الكبير حدث بعد دخول المناوئين لوسط المخيم وقيام الطيران بقصف مسجد عبد القادر الحسيني ومدرسة الفالوجة في شارع المدارس وكان ذلك ظهر ٢٠١٢/١٢/١٦ ويعد هذا هو الحادث الجلل الذي قلب الموازين رأسا على عقب ففي اليوم التالي ومنذ ساعات الفجر الأولى وقبل شروق الشمس بدأت حركة الناس تتجه من المخيم إلى اتجاه الشمال في منظر يستدعي الهجرة الأولى من عاصر اللجوء أو مسلسل التغريبة الفلسطينية لمن تابع المسلسل قبل سنوات.
خرج الناس جماعات وفرادى رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا بعضهم راكبين وبعضهم مترجلين وكل يحمل ما خف وغلا وبالرغم من مناشدة عقلاء المخيم لهم بالعودة وعدم الخروج إلا أن حركة الخروج استمرت طوال النهار.
هذا المنظر يشبه لحد كبير نفرة الحجاج من عرفات إلى منى فالواقف على أي طرف من شارع اليرموك لرأى بحرا من اليشر لا أول له ولا آخر وكلهم باتجاه الشمال آي خارج المخيم ، فقد هام الناس على وجوههم فقد استقر البعض في الفنادق والبعض وصل لبعض المناطق مثل ضاحية قدسيا وقدسيا والميدان والمزة بعضهم استأجر بيتا لمدة شهر على أمل الرجوع القريب والبعض نزل عند آقاربه، والفقراء منهم لجؤوا لبعض المساجد فقد افتتح جامع بدر والأشمر في الزاهرة القديمة أبوابه للفقراء كما فتح جامع قدسيا أبوابه أيضا وكذا افتتحت بعض المدارس أبوابها أيضا وخلال هذه الفترة نشطت بعض الهيئات الخيرية في توزيع الأغطية إذ أن الفصل فصل شتاء وكذا الأطعمة والآشربة وغيرها من مستلزمات الحياة ولاننسى في هذا المجال ما قامت به بعض الفصائل الفلسطينية في تقديم يد المساعدة والعون.
بقيت في المخيم ولم أخرج كالمئات مثلي وكنت كل يوم أراقب حركة الخروج التي ما انقطعت ولكن أقل حدة من يوم النفرة علما بأن المخيم كان مفتوحا من شارع اليرموك والثلاثين يخرج الناس ويدخلون حتى بالسيارات وحتى أن أكثر التجار أحضروا سيارات شحن كبيرة وأفرغوا معظم بضائعهم وقليل من الناس أخرجوا عفشهم لأن الغالبية ظنوا أنهم سيرجعون بعد يومين أو ثلاثة.
كما اشتدت موجة الخروج بعد ضرب منطقة المحكمة أيضا فقد ظن الكثيرون أن المنطقة أضحت مستهدفة ولا بد من الخروج فخرج يومها عدد لا بآس به وظل من لا يرغب بالخروج.
ومن مظاهر الفوضى أنك كنت ترى أناس يسارعون في الخروج وأناس يعودون لبيوتهم بعض أن ضاقت بهم السبل في الخارج أو لضيق ذات اليد وبعد أيام تم نصب بعض الحواجز لتقييد حركة الدخول والخروج وبدأت الاشتباكات بين الطرفين مما جعل شارع اليرموك مقنوصا.
يتبع ......
الخروج من المخيم
بالرغم من المناوشات في المخيم وإطلاق النار هنا أو هناك أو اغتيال عدد من الأفراد لم يكن أحد من أهالي المخيم ظن أننا سنخرج منه يوما ، فبالرغم من كل شيء فالوضع كان حذرا ولكن الأمور عادية فالأفران مفتوحة والسيارات تدخل وتخرج ولكن لم تعد المحلات تفتح لساعة متأخرة من الليل أو مبكرة فأول ما يحل الظلام كان التجار يؤون لبيوتهم.
بيد أن الخروج الكبير حدث بعد دخول المناوئين لوسط المخيم وقيام الطيران بقصف مسجد عبد القادر الحسيني ومدرسة الفالوجة في شارع المدارس وكان ذلك ظهر ٢٠١٢/١٢/١٦ ويعد هذا هو الحادث الجلل الذي قلب الموازين رأسا على عقب ففي اليوم التالي ومنذ ساعات الفجر الأولى وقبل شروق الشمس بدأت حركة الناس تتجه من المخيم إلى اتجاه الشمال في منظر يستدعي الهجرة الأولى من عاصر اللجوء أو مسلسل التغريبة الفلسطينية لمن تابع المسلسل قبل سنوات.
خرج الناس جماعات وفرادى رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا بعضهم راكبين وبعضهم مترجلين وكل يحمل ما خف وغلا وبالرغم من مناشدة عقلاء المخيم لهم بالعودة وعدم الخروج إلا أن حركة الخروج استمرت طوال النهار.
هذا المنظر يشبه لحد كبير نفرة الحجاج من عرفات إلى منى فالواقف على أي طرف من شارع اليرموك لرأى بحرا من اليشر لا أول له ولا آخر وكلهم باتجاه الشمال آي خارج المخيم ، فقد هام الناس على وجوههم فقد استقر البعض في الفنادق والبعض وصل لبعض المناطق مثل ضاحية قدسيا وقدسيا والميدان والمزة بعضهم استأجر بيتا لمدة شهر على أمل الرجوع القريب والبعض نزل عند آقاربه، والفقراء منهم لجؤوا لبعض المساجد فقد افتتح جامع بدر والأشمر في الزاهرة القديمة أبوابه للفقراء كما فتح جامع قدسيا أبوابه أيضا وكذا افتتحت بعض المدارس أبوابها أيضا وخلال هذه الفترة نشطت بعض الهيئات الخيرية في توزيع الأغطية إذ أن الفصل فصل شتاء وكذا الأطعمة والآشربة وغيرها من مستلزمات الحياة ولاننسى في هذا المجال ما قامت به بعض الفصائل الفلسطينية في تقديم يد المساعدة والعون.
بقيت في المخيم ولم أخرج كالمئات مثلي وكنت كل يوم أراقب حركة الخروج التي ما انقطعت ولكن أقل حدة من يوم النفرة علما بأن المخيم كان مفتوحا من شارع اليرموك والثلاثين يخرج الناس ويدخلون حتى بالسيارات وحتى أن أكثر التجار أحضروا سيارات شحن كبيرة وأفرغوا معظم بضائعهم وقليل من الناس أخرجوا عفشهم لأن الغالبية ظنوا أنهم سيرجعون بعد يومين أو ثلاثة.
كما اشتدت موجة الخروج بعد ضرب منطقة المحكمة أيضا فقد ظن الكثيرون أن المنطقة أضحت مستهدفة ولا بد من الخروج فخرج يومها عدد لا بآس به وظل من لا يرغب بالخروج.
ومن مظاهر الفوضى أنك كنت ترى أناس يسارعون في الخروج وأناس يعودون لبيوتهم بعض أن ضاقت بهم السبل في الخارج أو لضيق ذات اليد وبعد أيام تم نصب بعض الحواجز لتقييد حركة الدخول والخروج وبدأت الاشتباكات بين الطرفين مما جعل شارع اليرموك مقنوصا.
يتبع ......