الأخبار
إصابة 10 جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيل
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اليرموك وسميح القاسم بقلم:علي بدوان

تاريخ النشر : 2014-08-20
اليرموك وسميح القاسم بقلم:علي بدوان
من دفاتر اليرموك (192)
اليرموك وسميح القاسم

اليوم الثلاثاء الواقع في التاسع عشر من آب/أغسطس 2014، وقبل هزيعه الأخير توقف قلب سميح القاسم عن الخفقان، فترجل هذا الفارس الفلسطيني ملتحقاً بمن سبقه، وتاركاً خلفه تراثاً يُعتَدَ به، أدبياً، وطنياً، وقيمياً، وأسرياً.
ترجل سميح القاسم، إبن بلدة الزيتون وأشجار الزيتون المعمرة، بلدة (الرامة) الفلسطينية المحتلة عام 1948، والتابعة لقضاء مدينة عكا في لواء الجليل الفلسطيني. عكا التي هزمت على أسوارها نابليون، وكسرت وحطمت جيشه الغازي لبلاد الشام. عكا ظاهر العمر، وهدير بحرها الذي لايتوقف.
من (الرامة) وعكا، كان سميح القاسم الشاهد والشهيد، الشاعر، الموهوب، الحادي، العالي، مرتفع القامة، أول مشوار الكلمة الحرة من قلب الوطن المحتل في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وأول كلمات الصمود التي إمتلأت على جدران مخيم اليرموك، وملصقات الثورة الفلسطينية منذ العام 1968: ياعدو الشمس لن أساوم .... والى أخر نبض في عروقي ساقاوم.
سميح القاسم، المناضل الفلسطيني العنيد، صاحب الكلمة، التي غدت سيفه البتار، وفارس القصيدة التي أدّت مفعولها الكبير وسط الناس، وفي عالمنا العربي، فكان الى جانب الراحل توفيق زيّاد، والراحل محمود درويش، والراحل راشد حسين، علامات مضيئة في عالم الكلمة والآدب والشعر، والموقف الوطني.
من تلك الأرض المعذبة، أرض فلسطين، ومن قلب المعاناة من أرض تحت الإحتلال، ومن بقايا شعبٍ بقي لاجئاً فوق أرضه عام 1948، صَعَدَ عمالقة الشعر العربي المعاصر : سميح القاسم، وزيّاد، ودرويش، وراشد حسين، فكانوا صناع الآدب العربي، الشعر والنثر، والموقف، والسياسة، وقد وصلول للعالمية، فزهت بهم أمة العرب وأحرار العالم.
إن بأس الكفاح الفلسطيني ومسيرته، أنها مسيرة لم تكن لفعل البندقية فقط، فلو كانت لفعل البندقية فقط لكانت قاطعة طريق، ولكنها "كانت ومازالت نُظُم شاعر, وريشة فنان, وقلمُ كاتب, ومِبضع جراح" وإِبرة لفتاة وزوجة تخيط لزوجها وأولادها ثياباً من قماشة خام كيس طحين الأونروا في وقت كان أسوداً على الفلسطينيين، غابراً حائراً مأساوياً في دنيا اللجوء وحتى داخل فلسطين. كما كانت سميح القاسم، ومحمود درويش، وتوفيق زيّاد، وراشد حسين، والعشرات غيرهم من صناع الكلمة الحقيقية المعبّرة، من المنغرسين على أرض الوطن المحتل عام 1948، هناك في حيفا ويافا وعكل واللد والرملة ...
مخيم اليرموك إستقبل سميح القاسم صيف العام 1996 إستقبالاً إستثنائياً، ومن معه من وفد فلسطيني كبير ترأسه في حينها رئيس بلدية (شفاعمرو) المرحوم إبراهيم نمر حسين، وقد كنت عضواً في اللجنة التي عملت على ترتيب لقاءات وفعاليات الوفد، فأستقبلهم أبناء شعبهم في مخيم اليرموك إستقبالاً إستثنائياً قل نظيره. وأحتفلوا بهم على إمتداد اليرموك من مقبرة الشهداء التي زاروها ووضعوا أكاليل الورود على نصبها (نصب الفدائي المجهول) الى أخر فعالية أقيمت لهم على أرض اليرموك والشام.
سميح القاسم، إرتبط أسمه بشعر الثورة والمقاومة، من داخل الوطن المحتل عام 1948، مؤسس صحيفة كل العرب ورئيس تحريرها الفخري. ستبقى ذكراه حية ونابضة في الوجدان الوطني الفلسطيني، وفي الذاكرة الفلسطينية، وذاكرة الإبداع.
أرفق في هذا الدفتر اليرموك صورة جمعتنا مع سميح القاسم وبعض أعضاء الوفد، ومنهم عبد الوهاب الدراوشة ومحمد كنعان من قيادات الشعب الفلسطيني في الداخل، وفي الصورة يظهر المرحوم (أبو حسين مطر عبد الرحيم) ملح مخيم اليرموك، ومن قامات بلدة (نحف) قضاء عكا، صاحب وصية (إدفنوني هناك).
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف