الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ليس مراعاة لخاطركم ، لكن احتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2014-08-20
ليس مراعاة لخاطركم ، لكن احتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..بقلم:حميد طولست
ليس مراعاة لخاطركم ، لكن احتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..
حينما كتبتُ مقالتي "نعم للتضامن لا للوم والعتاب " المنشورة قبل أيام في الكثير من المواقع ، و التي التزمت فيها بكل شرط النقد وأدبياته البعيدة عن السب والقذف والكذب وتلفيق التهم ، ما كنت أنتظر أن تنال قبول وإعجاب جميع القراء ، بل كنت على يقين أنها ستلقى ترحيب البعض وتأييدهم ، ورفض البعض الآخر ومعارضتهم لفكرتها ، وذاك أمر طبيعي جدا ، يخضع لمسلمة "الرأي والرأي الآخر" ، لكن غير الطبيعي ، والشاذ جدا ، والذي ما كنت أتخيله ، هو أن يكيل بعض من اعمى التشدد أبصارهم ، وأغشى التطرف عقولهم ، وطمست قلة معرفة  حقائق الأمور على قلوبهم ، وابل من الاتهامات المجانية ، والبذاءات الداعرة ، والشتائم المنحطة ، والكلام الناقص الرخيص –المردودة على أصحابه طبعا ، لأنه سلاح كثيراً ما يؤذي مطلقيه وليس المستهدفين به – لي ولكل من خالفهم الرأي ، وكفر بمعتقدهم ، وفضح سياسة تخوين الغير بلا دليل أشخاصا وهيئات ودول ، وكل من يقف في صفهم  ويرفض زيف فعل الشتامين اللعانين -الذين ينتمي غالبيتهم للجماعات السياسةالدينية - وكلامهم السيئ وتجريحهم  ، الذي أثبتت كل حقائق الدنيا أنه لا فائدة ترجى منه ، غير تأجيج مشاعر الألم في نفوس المشتومين وإحداث الوقيعة بين الناس ، والذي كرهه الله عز وجل في قوله : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم" النساء 148 ، والذي أمر سبحانه باستبداله بالقول الحسن في قوله تعالى : وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا 17:53..

وقد كانت ذرائعهم في شتمي ولومهم لي وعتابي بتلك السلاطة الشديدة ، -رغم أني لم احط من كرامة ولم انتقص من قدره أو قللت من شأن أحد من أهل الحق - هو كوني لم اتقبل سلوكهم في تحقير وتصغير كل من من ليس مع فصيلهم  ، الذين يكنون لهم العداوة والبغضاء ، ومن بينهم ، أو على رأسهم ، مصر ،التي لا يتورعون في عتابها وشتمها  ، بدعوى أنها لم تدخل المعركة من اجل غزه ولم تقف موقفا حازما تجاه ما يجري في فلسطين – وهم يعلمون أنها غير مستعدة لما يريدون توريطها فيه من معرك ، والتي لن تقوم لها  قائمة لو دخلتها ، ولأنه كما يدركون ان هزيمة فصيل من جماعة يمكن ان تعوضه في زمان محدود وقصير ، بينما هزيمة دولة في حجم مصر ، فإنه يحتاج الى عقود من الزمان لإعادة بناء جيشها وتعويض خسائرها ..

وما تسارع الاخوان المسلمون إلى اعلان التمسك بالقضية الفلسطينية والتظاهر بالحرص عليها ، وادعاء بأن الاطاحة بحكمهم ناجمة عن اخلاصهم لها ولشعبها ، إلا  من باب النكاية والمزايدة ، بينما حقيقة أمر تمسكهم بالقضية الفلسطينية ، هو مبني في معظمه على كل ما يحقق لهم وللمحور الإخواني التركي القطري من مصالح ومنافع ماديّة وسياسية استراتيجية ، وليس من أجل فلسطين وعموم شعبها وأبناء امتها ، التي ، يضربون قضيتها عرض الحائط ..

ولن ابالغ ان قلت أن قراءة ما يكتبه هؤلاء من هرطقة ، وهذيان ، يجعل الأمية نعمة من الله والانتحار المعرفي بطولة وخلاصا ، وينمي لدى الإنسان السوي ، الرغبة الملحة في أن أكون أمّيا لا يفرق بين العصا و"الزواطة"..

ومع كل هذا وذالك ، ورغم قساوة لغة السب والشتم والعتاب ، وما تتسبب فيه من الألم والغيظ وهدم للهيبة والقيمة ، فإني لم ولن أفكر في الإنجرار إلى منزلقات الرد بالمثل على سفاهة تلك الاصوات الناشزة والأقلام البائسة ، التي لم يعد أحد يستسيغها ،  لاستهلاكها لنفسها حد الابتذال ، وذلك عملا بالمثل المغربي الدارج "السفيه إلى درتي بحالو باش فتيه " . لكني أتوجه لهم بالنصح بالتروي والتحذير من التاريخ الذي يمهل ولا يهمل ، يصبر ولا يغفر ، يتساهل ولا يصفح أو يتسامح ، وأدعو لهم بالهداية والرشاد ، علّهم يتداركوا انفسهم ويتعرفوا على بعض من عيوبهم التي أخفتها عتمة ظلمة الكهوف التي يعيشون في احشائها ، والتي شوهت الكثير من معاني مقدسات الدين والوطن والمذهب ، ويعملوا على تنظيف اعماقهم من ضحالة تفكيرهم ، ويطهروا ضمائرهم من سذاجة وسطحية منطقهم ، ويجففوا قلوبهم من خبيث احقادهم ، ويسارعوا لتصحيحها ، أو تجنبها ، أو يحاولوا التّخفيف من حدتها –على الأقل - ليس مراعاة لخاطرهم ، ولكن لخاطر الشعب الفلسطيني المشرد ، وإكراماً لفصائل المقاومة الباسلة ، واحتراماً لأرواح الشهداء الابرار ..

لكن مصيبتنا مع العديد من كتابنا ، الذين يدعون أنهم  "سياسيون" أنهم يعتقدون أن العيب في الآخرين وليس فيهم ، و يعتبرون أن الشتم والسب واللوم والعتاب من القدرات والمهارات السياسية الهامة ، ويعتقدون أنهم على حق عندما يمارسونه والآخرون حمقى عندما يفعلونه ، ولذلك تراهم ، يبررنها ويسوقون لها كموهبة وعمل سياسي نخبوي يؤدي إلى الشهرة والشعبية والأهمية والمكانة العالية لدى الرأي العام من اقصر الطرق ..
الإنسانية عامة تتفق على أن الاختلاف في الرأي والنقد في الفكر شيء جميل ، ولكنها تحتقر تسفيه آراء الآخرين وتعتبر عتابهم وشتمهم شيء مذموما. لكننا نحن شعوب تعشق اللوم والمعاتبة ، بينما الانتقاد والمعاتبة غير مستساغة في ثقافة الغرب وتخل بذوقيات العامة ، فهلموا إلى نقد كيس ولبق لا يجعل الطرف الآخر يعرف مواطن الخلل دون أن يحس بالذنب أو الأم ، وبذلك نكون قد بَلَغنا بعضا من رشدنا واتعظنا من تجاربنا الفاشلة وقررنا التخلي عنها تماما
حميد طولست [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف