الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا يوجد حلّ عسكريّ للصراع بقلم:راضي كريني

تاريخ النشر : 2014-08-19
19-8-2014
لا يوجد حلّ عسكريّ للصراع
راضي كريني

يتعرّض الكاتب والمثقّف دافيد غروسمان (كغيره من دعاة السلام) إلى أقذع الشتائم من عناصر في اليمين المتطرّف الإسرائيليّ المنفلت في الشوارع والساحات العامّة وفي أروقة الحكم والبرلمان، بعد خطابه في مظاهرة الألوف من اليساريّين في تل-أبيب، مساء السبت الماضي؛ لأنّه طالب حكومة إسرائيل بوقف الحرب وبإنهاء الاحتلال والجنوح إلى السلام.
بالطبع، لن يقبل دافيد غروسمان وأمثاله "هدايا الشتم"؛ لذلك ستبقى الشتائم في ديار حامليها ومقدّميها؛ لأنّها تعود إليهم. ولو رُدّوا لعادوا لما نُهُوا عنه، وصلح أمرهم!
تذكّرني هذه الشتائم بردّ ملك الأندلس على شتائم أحد ملوك مصر له، الذي شتمه بأقذع الشتائم، فكتب له: أمّا بعد، فقد عُرفنا فشُتمنا، وجهلناك فلم نجاوبك والسلام.
يحذّر الكاتب والأب الثاكل دافيد غروسمان (قُتل ابنه في حرب لبنان 2006) من انتشار ثقافة الكراهية ومن تداعياتها المهدّدة للمجتمع الإسرائيليّ، وينفي انتصار طرف على آخر في الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزّة؛ فحسب رأيه: الحرب لا تخلّف إلاّ دمارًا وقتلا و... وكراهية، ولا يوجد حلّ عسكريّ للصراع ... ولن يستنشق الإسرائيليّ الهواء الطلق طالما ظلّ الفلسطينيّ مخنوقًا ومحرومًا منه.
هذه الحقائق يعرفها غالبيّة المثقّفين في إسرائيل، لكن الأقليّة منهم تفكّر وتعمل وفقا لما تعرفه، وتتحرّك لتتصدّى لسياسة حكومة إسرائيل الوحشيّة؛ فمعرفة المثقّف للحقائق إن لم تقترن بالعمل والنزول إلى الشارع لا تقدّم ولا تؤخّر قيد أنملة في تثقيف أبناء شعبه وفي بناء مجتمع عادل وراقٍ ومتطوّر ومتنوّر و... وسليم ومحصّن ومتسامح.
لا يعيش غالبيّة المثقّفين الإسرائيليّين "خيانة المثقّفين" ليرشد بثقافته إلى طريق بديل وأفضل لتطوّر المجتمع من الطريق الذي تفرضه السلطة، أي لا نراهم يتحمّلون مسؤوليّة أكبر أثناء الأزمات الأخلاقيّة والمحن القيميّة و...، ويتصدّون إلى ظلم السلطة وعدوانها واستغلالها و...، نراهم يتقوقعون ويراوحون في أبراج/خنادق نظريّاتهم واختصاصاتهم، ويتصرّفون كمرتشين أو كمساومين أو كموظفين رسميّين في الحكومة، أو كما قال المفكّر الفرنسيّ ميشال فوكو: "كأنّ سلطة القمع نجحت في توجيه الطاقات وفي إخضاع القوى وفي إنتاج المعارف وعلى رأسها العلوم اللاإنسانيّة"، بالرغم من أنّ المثقّف الإسرائيليّ يمتلك الكثير من الاستقلاليّة والأدوات والقوّة والإمكانيّات والقدرات التي تمكّنه من سبر أعماق الأحداث، ومن تحليل التاريخ والأسباب بجدليّة وفقا لخطوات السبب والنتيجة؛ كي يفكّر ويطرح بدائل للواقع المعيش المتوتّر والمتأزّم، ويعمل من أجل حقن الدماء وحقوق الإنسان، وليصوّر حلمًا ورديّا، ولو كان مثاليّا وطوباويّا، وليرسم معالم الحياة التي يسودها العدل الاجتماعيّ والسلام.
لا بأس أن يعاني أمثال دافيد غروسمان من شتائم الجهلاء ومن شرّ السلطة الحاكمة - سلطة رأس المال واليمين العنصريّ المتطرّف، فهو بذلك ينضم إلى المثقّفين الأحرار الذين يشكّلون ضمير المجتمع، الذين فهموا التاريخ، واستوعبوا دروسه، وذوّتوا منطق الحياة، ودقّوا نواقيس الخطر، وبالتالي تحمّلوا مسؤولية التطوّر وانتصروا، بأفكارهم وأعمالهم، على الطغاة الذين انتهوا إلى مزبلة التاريخ.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف