الأخبار
إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطاالغرفة المشتركة لفصائل المقاومة: ياسر أبو شباب وعصابته خارجون عن الصف الوطني ودمهم مهدور(القناة 12) الإسرائيلية: (كابينت) يصادق على إدخال المساعدات لجميع أنحاء قطاع غزةالحوثيون يعلنون استهداف مطار "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتيشاهد: خامنئي يظهر علنا لأول مرة منذ الحرب الإسرائيلية على إيرانمؤسسة هند رجب: الحكومة الإسرائيلية تخصص موارد كبيرة لإيقاف عملناالرئيس اللبناني: لن يكون في جنوب البلاد قوة مسلحة غير الجيشإعلام إسرائيلي: عملية (عربات جدعون) مُنيت بفشل ذريع"الأغذية العالمي" يدعو لفتح مزيد من الطرق الآمنة في قطاع غزةالاحتلال يعلن اعتراض صاروخ من اليمن بعد دويّ صفارات إنذار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقابلة خاصة مع الإعلامي الكبير د. نزار نبيل الحرباوي

مقابلة خاصة مع الإعلامي الكبير د. نزار نبيل الحرباوي
تاريخ النشر : 2014-08-13
مقابلة خاصة مع الإعلامي الكبير
د. نزار نبيل الحرباوي
اسطنبول – سعد الدين عبد الستار
 
حاولت جاهداً أن أضغط عليه ليخرج عن طبعه ، ولكن طبعه هكذا ، مبتسم ، واثق مما يقول ، يعرف ما يريد .
هذه باختصار شديد أبرز الصفات التي لمستها في جلسة حوار مع الإعلامي الفلسطيني الكبير د. نزار نبيل الحرباوي ، الذي التقيته في اسطنبول على هامش أحد المؤتمرات ، وحاورته حول العديد من الملفات الشخصية والإعلامية .
ولكوني مبتدئ في عالم الإعلام مقارنة به ، وجدت لديه من الخبرة والقدرة ما يؤهله فعلاً لأن يكون بالمكانة التي حدثنا عنها الكثير ممن التقيناهم في تركيا ، والذين تحدثوا عن شخصيته وعطائه وبرامجة المؤثرة في البيئة العربية والتركية في الآن ذاته .

بطاقة تعريف شخصية

نزار نبيل أبو منشار الحرباوي ، إعلامي وأكاديمي فلسطيني ، من مدينة الخليل في فلسطين المحتلة ، أسكن حالياً مع اسرتي في اسطنبول وأعمل في المجال الأكاديمي والإعلامي ، متزوج ولدي أربع زهرات ، إيمان ، سارة ، رزان ، جمان ، وأبلغ من العمر سبعة وثلاثين عاماً .

التحصيل العلمي
 
درست بداية في مدارس محافظة الخليل في فلسطين ، وأنهيت الثانوية العامة في العام 1994 م ، والتحقت بجامعة الخليل ، التي أنهيت فيها مرحلة البكالوريوس ، لأتوجه بعد ذلك لدراسة الماجستير في معهد القضاء العالي في رام الله بالتنسيق مع جامعة الخليل ، وبعدها سافرت إلى السودان ، وحصلت على شهادة الدكتوراة في الدعوى والإعلام من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ، ومن ثم ، على الدكتوراة الثانية في العلوم السياسية من جامعة أم درمان في الخرطوم .

العمل الإعلامي
 
لطالما شدني الإعلام ، وحاولت بعد أن تأثرت به أن أدخل عالمه لأضع بصمتي في مجال التأثير الذي أسأل الله تعالى أن يكون إيجابياً قدر المستطاع ، فالعمل الإعلامي العصري بوابة تدخل منها للقلوب وتقتحم من خلالها النفوس ، وتخاطب الصغير والكبير ، وتنغرس كلماتك في أذهان العالم والجاهل ، وهو ميدان عطاء قبل أن يكون ميدان ظهور وإثبات ذات ، وعلى من يدخل هذا الميدان أن يعلم حق العلم ما هي مسؤولياته وتبعاته ، فعالم الإعلام ليس حديقة عامة أو متنزهاً بل هو عالم فيه ضريبة في لحظة مفارقة قد تعيشها فتضطر لتغيير كل منهجية فكرك وحياتك إن دخلته على غير نور وبصيرة .
 وهذا لا يعني التنفير منه ، فأنا من أشد الداعين لولوج هذا الميدان من النخب المثقفة لطرح البديل اللائق والمعرفة الحقيقية ، والقيم الإيجابية في المجتمعات المختلفة ، فالإعلام هو سلاح العصر ، بل إن تأثيره يفوق بكثير فعل المدافع والصواريخ .

برامج القناة التركية
 
وعندما سألته عن برنامجه اليومي " الألوان السبعة " الذي يقدمه على شاشة التركية بشكل يومي منذ أكثر من أربع سنوات أجاب الدكتور الحرباوي :
برنامج الألوان السبعة  من البرامج الناجحة التي عملت بها في القناة التركية ، وهو ليس الوحيد ، فهناك برامج قبله قمت بتقديمها في العديد من القنوات العربية الأخرى ، وهناك برامج موسمية قمت بتقديمها أيضاً على شاشة القناة التركية ، كبرنامج " نفحات السَحَر " على مأدبة السحور في شهر رمضان ، وبرنامج " صيامكم مقبول " على مأدبة الأإفطار الرمضانية ، وبرامج متعددة في قناة الشرق وطيبة وغيرها ، ولكن هذا البرنامج فعلياً له طابع خاص .
فريق العمل المكون من ثلاثين شخصاً ، والذي يضم الأتراك والمغاربة والفلسطينيين والسوريين والمصريين ونحوهم هو عنوان تجديد وتميز في البرنامج ، والموضوعات وأسلوب البرنامج في تناول مجموعة ملفات ملونة في ساعة واحدة يكسبه حيوية وتجدداً ، ولعل هذا ما دعا الكثير من الإعلاميين الأتراك والعرب لتسليط الضوء عليه كبرنامج يشكل جسراً فعلياً بين الثقافة التركية والعربية .

هنا ، تدخلت لأسأله عن حجم المتابعة الفعلية للبرنامج وسعة انتشاره ، فأجاب :
بفضل الله ، هناك تواصل فعال مع شرائح واسعة من المجتمعات العربية والتركية ، وقد استطاع هذا البرنامج أن يسجل حضوره في أكثر من 350 خبر إعلامي تركي على الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية ، واستطاع أيضاً أن يحدث الأثر الكبير في الساحة العربية الغالية ، وحجم التغذية الراجعة التي تصلنا من الجمهور من المغارب العربي وحتى الخليج العربي أكثر من رائعة ، ولا سيما على المستويات الحكومية والمؤسساتية والشعبية وحتىعلى مستوى الأطفال.

وأنا هنا أنتهز هذه الفرصة للتعبير عن شكري وتقديري الكبيرين لكل الإعلاميين الكرام ، من أمثالك أستاذ سعد الدين ، الذين يتفاعلون مع البرنامج ومعي شخصياً ، والذين يأبون إلا أن يثبتوا همتهم وسمو طباعهم ، من خلال تفاعلهم مع قضايا البرنامج وأطروحاته وملفاته والمسائل التي يسلط الضوء عليها .

الإعلام القيمي المفقود
 
بسؤال استفزازي ، حاولت أن أضرب على وتر حساس ، وتوجهت للدكتور نزار الحرباوي بسؤال عن الإعلام القيمي وهو يقدم برنامجاً فيه يقوم بالتعريف بالحفلات الموسيقية والأفلام السينمائية كما يعرف بالقضايا السياسية والفكرية ، فأين الإعلام القيمي ، وكان رده :
 الحقيقة أنني أؤمن بأن الحياة بتشعب مجالاتها تستحق منا الدراسة ، وعلينا أن لا ننسى أن ميلاد المسرح والسينما بعد الثورة الصناعة سجل في التاريخ على أنه يضاهي اكتشاف الكهرباء والقطارات البخارية في ذلك الوقت .
هناك العديد من الأوجه الفنية والثقافية التي يتناولها البرنامج بطبيعته الملونة وباسمه " الألوان السبعة " فنحن نسلط الضوء على الفنون والثقافات ، وعلى المسارح والسينما ، والحفلات الموسيقية وكبار الفنانين كما نعرف بالسياسة والمستجدات ، ونحاول أن نقولب المعارف في إطار فلسفي قيمي ، فنحن ننتقي مما نريد عرضه ولا نعرض أي شيء وفي أي وقت ، وهذه هي قيمة الإعلام وفلسفته .

نظرة على الإعلام الفلسطيني
 
وعن رأي الإعلامي الفلسطيني الكبير الدكتور نزار الحرباوي بالإعلام الفلسطيني الحالي ، أوجز رؤيته لهذا الواقع بكلمات مختصرة :

الحقيقة أن نظرة تحليلية على واقع الإعلام الفلسطيني تجعلنا نقسمه إلى ثلاثة أقسام ، الإعلام الفصائلي ، والإعلام السلطوي ، والإعلام الخاص ، وقد فشل الإعلام الفلسطيني على مدار سنوات خلت فشلاً ذريعاً ، وتم ضخ الملايين من الدولارات لأجل إبقائه حياً دون أي رسالة قيمية أو تشبيك فاعل أو رؤية نهضوية تراكمية يعتمد عليها ، ولكن في السنوات الأخيرة ، ولا سيما بعد حرب غزة الأخيرة ، فقد أثبت بعض الإعلاميين وبعض وسائل الإعلام الخاص والحزبي نفسه بكل ثقة في الساحة الإعلامية الدولية ، بل وباتوا مصادر إعلامية ، في حين لا يمكننا قول ذلك عن تلفزيون فلسطين مثلاً ، فبرأيي : الإعلام يشهد حالة ولادة من جديد ، وسيستطيع بفضل الخبرات الإعلامية والعقليات الجديدة لا سيما الشبابية فيه أن يختزل السنوات المريرة الماضية وينطلق بمشروعات إعلامية فردية وجماعية مؤثرة ، وكلي امل أن تقولب الجهود الحكومية بعد حكومة الوحدة رسالة إعلامية تخرج بالإعلام الفلسطيني من عنق الزجاجة.
 
رسالة إلى الإعلاميين
طلبت من الدكتور نزار الحرباوي أن يرسل رسالة للإعلاميين الفلسطينيين والعرب ، فبعثها بالصيغة الآتية :

أنا أوصي إخواني ورفقاء دربي في مهنة الصحافة المقدسة أن يكونوا على علم واطلاع بالنظريات الإعلامية العالمية ، ووسائل الترويج الإعلامي والتسويق للأفكار ، والمعرفة بدروب الحرب النفسية والحرب الاستباقية والحروب الفكرية على اختلاف مسمياتها ، ثم أن ينطلق كل واحد منهم بشكل فردي في صناعه مشروعه الخاص ، بقلمه وكاميرته وقدرته الإنتاجية ، والساحة تطلب المزيد ، وحقل الإعلام واسع جداً ويحتاج كل الطاقات ، لا سيما في فلسطين ، ولا سيما : شباب فلسطين المبدعين .

منطلقات النجاح والعالمية

أما عن أسباب نجاح  الدكتور نزار الحرباوي في حياته المهنية ، وحصوله على كل هذا الكم من التغطية الإعلامية لبرامجه ومؤتمراته الدولية وعطائه التدريبي والتأهيلي ، فقد عزا الحرباوي ذلك لعدة أسباب :

السبب الأول : توفيق الله تعالى ، وهو رأس مال النجاح – إن وجد – وثانيهما بركة دعوة والدي الكريمين لي وتحفيزهما الدائم لي بالمضي قدماً وأن لا أنسى فضل الله ومن ثم فضل المجتمع علي ، وأن أستشعر رقابة الله تعالى لي ، ولا أنسى بكل تأكيد بيئتي الأسرية فعندما أنظر بعيون زوجتي أو أطفالي ، أستشعر معنى الحياة الحقيقة ، ومعنى أن تعمل في ظل روح تفاهمية توافقية .
ولعل هناك سبباً كبيراً ينبغي علي التنويه إليه ، ألا وهو الردود والتوصيات والاقتراحات والتصويبات التي تأتيني من بعض أصدقائي ومتابعي برامجي ، صغاراً وكباراً ، فأنا شخصياً أجدها دلالة واضحة على حجم الأثر ، ولذلك ، هي مسؤولية جدية تلقى على كاهلي أن لا أخذل هؤلاء ، وأن أتحدث باسمهم إذ حرموا المنابر الإعلامية ، فأسعى للتعبير عن مقترحاتهم ، وصياغة أفكارهم حتى على شكل تقارير إعلامية ، لعلي أن اوفق في خدمتهم نظراً للمحبة التي ألمسها منهم .
 
وتنتهي صحبتنا له في هذه الفرصة التي سمحت لنا بلقياه ، ولكن هذا الجو المفعم بالإيجابية سيظل مرافقاً لنا في رحلتنا ، بحثاً عن مشاعل نجاح حقيقية أخرى ، وعن شخصيات حرصت على الإبداع فنالته .


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف