الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إنها غزة ..وما أدراكم ما غزة؟!!بقلم:طلال قديح

تاريخ النشر : 2014-07-28
إنها غزة ..وما أدراكم ما غزة؟!!
طلال قديح *
أجل إنها غزة، عنوان الشموخ والعزة..إنها عظيمة من حيث نظرت إليها، تجسّد كل عظمة الجغرافية والتاريخ، وتنفرد بسمات وخصائص بلغت الذروة حتى زاحمت النجوم في سمائها، وغدت مصدر فخر لأبنائها.
ظلت غزة في موقعها المميز، ملتقى قارتي آسيا وأفريقيا وبوابة مصروالشام.. عبرها مرت قوافل التجارة شرقا وغربا، وشمالاً وجنوباً، ومن هنا عرف الغزيون بتميزهم وبراعتهم في التجارة، حتى تركوا بصماتهم في العالم العربي بل والعالم كله.فحيثما ذهبت وجدت سوقا لغزة،له خاصية يتميز بها وحده.
إنها غزة التاريخ إذ تعتبر من أقدم المدن وأكثرها تجذراً في الماضي، وشهدت أرضها كيانات وحضارات ما زالت آثارها تشهد لها.
إنها غزة قلعة الشموخ والإباء، وأرض البطولة والفداء..في ثراها دفن هاشم جد خاتم الأنبياء، وعلى أرضها ولد الشافعي إمام الفقهاء ، ثم سافرإلى اليمن ومصر لكنه ظل يحن إلى غزة التى عشقها ويتمنى العودة إليها حيث تشده ذكريات الطفولة والأصدقاء..
ظل الإمام الشافعي تتوق نفسه إلى غزة فقال:
وإني لمشتاق إلى أرض غزة وإن خانني بعد التفرق كتماني
سقى الله أرضاً لو ظفرت بتربها كحلت به من شدة الشوق أجفاني
وفي مصر حط الإمام الشافعي رحاله قادما من اليمن، ليواصل رسالته الإيمانية حتى وافاه الأجل ودفن فيها، وأصبح قبره من المعالم الرئيسية في مصر، ومسجده من المساجد المشهورة يزدحم بالمصلين وحلقات طلبة علوم الدين.

إن علاقة مصر بغزة، علاقة جوار ونسب ومصاهرة،وظلت بوابتها الشرقية والحارس الأمين لها. ولتبقى غزة الصخرة القوية التي تتكسر عليها كل غزوات الأعداء على مر التاريخ، بدءاً بقورش الفارسي ومروراً بالصليبيين والانجليزوالفرنسيين وانتهاء بالإسرائليين.
كل الغزاة تحطمت أحلامهم ودفنت في رمال غزة، وغرقت مؤامراتهم في بحرها. من غزة انطلق سليمان الحلبي إلى مصر لينتقم لها من كليبر قائد الحملة الفرنسية، فيقتله شر قتلة، إيمانا منه أن العرب أمة واحدة، وأنهم أخوة في السراء والضراء، والشدة والرخاء.
إنها غزة التي أذاقت إسرائيل الويلات في كل حروبها في الأعوام 1948 و1956و 1967و 1973 حتى تمنى أحد قادتها ان يصحو من نومه فيجد غزة قد ابتلعها البحر، لكن غزة صامدة على الدوام ولا تزيدها الشدائد إلا قوة وتمسكا بالحق.
لم يعرف التاريخ أن غزة، استكانت أو استسلمت لمعتد، فهي لا تخضع ولا تخنع ولغير الله لا تركع.
إنها غزة أسطورة النضال ، ومصنع الرجال ، وقلعة الأبطال..لأهلها صلابة وشموخ الجبال، تتحدى بهم المحال.
إنها غزة التي تخوض حرباً ضروساً ضد أعتى قوة في الشرق الأوسط، إسرائيل التي تمتلك كل أسلحة الدمار الشامل، وهي التي تدك قطاع غزة بطائراتها ودباباتها وأساطيلها براً وجواً وبحراً، فترتكب أبشع المجازر بحق المدنيين الآمنين وتدمر البيوت على رؤوس ساكنيها فتفتك بالأطفال الأبرياء والشيوخ والنساء بعدما عجزت عن منازلة المقاومة الباسلة في الميدان.
إن حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل تفوق جرائم النازية، لذا فهي تستحق أن تسجل جرائمها في موسوعة جينس.
كل هذا يجري على مرأى ومسمع العالم وكأن الأمر لا يعنيه ، بل نجد أن امريكا وحلفاءها يبررون العدوان الغاشم بأنه رد على صاريخ المقاومة..أما اشلاء الأطفال الابرياء فهذا أمر لا يحرك إنسانيتهم المدعاة.
ومما يملا النفس حسرة أن كل هذا يحدث وعلى مدى شهروالعرب غافلون، وإن تحدثوا فهو من باب رفع العتب ليس إلا..
يا للعار..تتحرك دول أمريكا اللاتينية فتقطع علاقتها بإسرائيل وتدين عدوانها وتخرج المظاهرات المنددة بجرائمها البشعة وتدميرها للحياة، بينما كل ما يجري لا يثير نخوة العرب ولا يحرك حميتهم!
إن ما تبثه وسائل الإعلام-وهوغيض من فيض- يبين ما وصلت له الوحشية الصهيونية من تغوّل وحقد طال كل الأبرياء وتجاوزهم إلى الشجر والحجر.
إنه الحقد الأعمى على غزة التي أذاقتهم الويلات ومرغت أنوفهم في التراب، وحطمت أوهامهم بأن جيشهم لا يقهر.
إنها عزة التي تملك سلاحا هو اقوى وأشد وأنكى من كل أسلحة الدمار الإسرائيلية..إنه سلاح الحق وإرادة التحدي وقوة الإيمان وبهذا ستحقق غزة الانتصار وتظل غصة في حلوق الأعداء ، وقلعة شماء كما عهدناها عبر التاريخ.
ولك الله ياغزة هاشم، والله ناصرك لأنك تنصرين الله.. ولينصرن الله من ينصره..وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.
*كاتب ومفكر عربي.
27/7/2014م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف