الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

داعــش والمسيحيــــون فـــي العــــراق بقلم: أ.د. محمد عبد الله المطوع

تاريخ النشر : 2014-07-27
داعــش والمسيحيــــون فـــي العــــراق
أ.د. محمد عبد الله المطوع
بات من الواضح تماماً، ومن دون أدنى شك، أن ما يطلق عليه اسم تنظيم «داعش» يسعى أتباعه من الإرهابيين والمرتزقة الجدد إلى تدمير العراق من جديد، وكأنه لا يكفيهم بعد ما أصاب ذلك الوطن من دمار، من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة (بريطانيا) بناءً على حجج وأسباب كاذبة، وبحجة الدفاع عن أمن المنطقة وحماية البشرية التي تقطن تلك المنطقة.
إن الهجوم على الإخوة المسيحيين في العراق ومحاولة دفعهم إلى الشتات، لهو جريمة إنسانية تاريخية لا تقبلها الأديان ولا القوانين والأعراف الدولية، فهؤلاء المسيحيون يسكنون هذه الأرض منذ ما يزيد على 1500 سنة، أي أنهم هم الأصول قبل أن يبعث الله نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام، وقبل أن يدخل الإسلام العراق، وهل سمعنا في تاريخ الفتوحات الإسلامية عن طرد أو تهجير بالقوة لأهالي البلاد التي فتحها المسلمون الأوائل؟
وأغرب من ذلك البيان الصادر عن داعش والذي يدعو فيه الإخوة المسيحيين إلى اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو إنقاذ أرواحهم من دون أية أمتعة. وفي حالة رفضهم ذلك ما لهم إلا السيف! هل هذا أمر معقول! في أي عصر نحن نعيش الآن؟ وأين المجتمع الدولي من كل هذا؟
لا يختلف اثنان على أن هذه السلوكيات أبعد ما تكون عن الإسلام، دين المحبة والإخاء والمساواة والعدالة، بل إنها أبعد عن كل الديانات والعقائد والأعراف.
هناك خوف وقلق حقيقي مما يمكن أن يحدث للعراق بعد أن يغزوه هؤلاء الهمج من الإرهابيين المرتزقة المأجورين من أجل القتل والخراب، هناك خوف من أن يقدم أولئك الإرهابيون المتوحشون ممن يسيئون للدين الحنيف، إلى حرق التراث الإنساني في العراق وهدم الكنائس ذات التاريخ القديم والعريق، مثل مطرانية السريان الكاثوليك. إن الدراسات التاريخية والاجتماعية وحتى السياسية، تؤكد أنه على مدى 1400 سنة من تاريخ الدول الإسلامية والعربية، كان التعايش السلمي بين كل الديانات المختلفة والشعوب المختلفة..
وساد احترام عقائد الآخرين، ولم نسمع في هذا التاريخ الطويل عن أحداث حرق للكنائس من قبل المسلمين، وها قد بدأت المحرقة التاريخية بحرق مطرانية السريان الكاثوليك في الموصل، وكأنهم بذلك يحاكون ما جرى في أفغانستان أواخر القرن الماضي. وقد بدأت الهجرة الجماعية، حيث قام ما يزيد على 60 ألف مواطن من الطائفة المسيحية والشبك والتركمان والإزيدية، من الموصل إلى الخارج.
هل ما يجري في العراق جاء لصالح الشمعدان الصهيوني اليهودي، وكأن أولئك الصهاينة واتباعهم يسعون لجر العراق إلى التقسيم من جديد، والقضاء على الدولة المدنية، وهدم أعمدتها الأساسية، ومعاملة جميع أبناء الوطن الواحد على أساس المواطنة، دون تمييز أو اعتداء، باعتبار أن الوطن لجميع مواطنيه.
إن الحروب والمعارك الطائفية في أرجاء المعمورة كافة، جعلت الإنسان الفاقد للأمن والاستقرار يخاف من ظله، ولا يأمن حتى لجيرانه، هل المطلوب خلق إنسان ينزوي في ركن من أركان بيته ولا يجرؤ على التحرك حتى لقضاء احتياجاته ككائن بشري؟
إن الرعب الحقيقي الذي يحير العقل والقلب هو المخطط المدروس لهدم ثقافة وحضارات العرب والمسلمين، بمعاول صنعت على مدى قرون عدة من الزمان وها هي تخرج من التاريخ السحيق إلى الحاضر، لتعلن موت أمم وشعوب قامت على أرضها حضارات عريقة، وساهمت في بناء الحضارة الإنسانية الشاملة.
أ.د. محمد عبد الله المطوع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف