الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أنت العيد يا وطني الحبيب بقلم: د. لطفي زغلول

تاريخ النشر : 2014-07-27
أنت العيد يا وطني الحبيب بقلم: د. لطفي زغلول
أنت العيد.. يا وطني الحبيب
د. لطفي زغلول


أيها الوطن المرسوم على شغاف قلوبنا.. ها نحن أصبحنا معك وأنت معنا.. فلسنا لغيرك ننتمي، ولا بسواك نحتمي، ولا بغير حريتك نتذوق طعم الحرية.. ولا بغير عيدك يكون لنا عيد.. أنت علمتنا كيف يكون الانسان منتصب القامة شامخ الهامة.. يا رفيق التاريخ يوم كان التاريخ فتى.. وسليل المجد يوم ولد المجد من طيب ثراك ابجدية عطر وعطاء وفداء.

ها أنت تصحو مرة أخرى على صباح هذا العيد، وكم صحت عيناك من قبل على مدار الأيام والسنين على مثل هذا الصباح.. ها أنت تصحو تفتح ذراعيك تتنسم عبق نسائم الحرية المعطرة بأنفاس أجيال من عشاقك اصطفوا جيلا فجيلا يقدمون لك فروض التضحية والفداء.
أنت العيد.. وهل يحلو العيد وأهلنا هناك في غزة يخوضون أشرس المعارك وأدماها.. ونحن هنا لا نملك إلا أن ندعو لهم بالنصر والثبات.. ندعو لكل من ثكلوا أعزاءهم بالصبر والسلوان.. والرحمة الغفران على شهدائهم الذين ارتوى ثرى غزة بزكي دمائهم.

أنت العيد يا وطني الحبيب.. حلفت بترابك الغالي.. بسمائك الشامخة.. بهوائك.. بمائك.. بأزاهيرك.. بأطيارك.. وبكل ما ينتمي إليك.. لا عيد إلا يوم خلاصك وتحريرك.. يوم تشرق على ربوعك شمس الحرية التي لا تغيب شمسها.. يوم يعود لك بهاؤك الذي اغتالته غربان الليل.. يوم تعود أطيارك تصدح فوق أفانينك اليانعة.. يوم يعود فرسانك القابعون خلف قضبان المعتقلات.. يوم تزهو أزاهيرك.. تعطّر المدى بأريجها الفوّاح.. يومها تكون أنت العيد.. ولا عيد إلاك أنت.
أنت العيد يا وطني الحبيب. مغناة أنت على فم الزمان. تشدوها الأطيار للأطيار جيلا فجيلا. موجة عطر أنت تنفحها الأزاهير عبقا يسافر في ارتعاشات نسائم ولدت في أحضان آصالك وأسحارك. شلال ألق أنت يلون المدى إباء وكِبرا. قصيدة عشق أنت يغازلها كل شاعر عساه يقطف بعض عناقيدها.. عساه يستمطر وحي مدادها على صفحات أوراقه البيضاء.. فتخضوضر وتزهر وتضيء الفضاء شعرا وحبا بين يديك.
أنت العيد يا وطني الحبيب.. أيها الأب الحنون والأم الرؤوم.. في أحضانك وبين ذراعيك وتحت ظلال أفياء حبك الغامر هذا المدى.. يولد أبناؤك يلوّن عيونهم شوق لرؤيتك.. يرفلون في عباءة المجد والحرية.. تخفق قلوبهم عشقا لا ينطفىء ضرامه رغم أعاصير الأيام السوداء.. في أيديهم تتهادى مناديل بلون ثراك وأطيارك وأزاهيرك وسمائك ونجومك وأقمارك.. في أشواقهم حرارة شمسك التي لا تعرف الإنطفاء والغروب.
أنت العيد يا وطني الحبيب.. أنشودة إجلال وأغرودة إكبار نصوغهما في هذا الصباح من عناقيد أبجدية جراحات زيتونك الدامي.. من أريج نسائم مغانيك الموجعة.. من بوح أطيارك الجريحة.. من فوح أزاهيرك الدامعة العيون.. من أشجان أيامك ولياليك الملونة بالكبرياء.. من آهات نجومك وأقمارك المسافرات في مدارات علاك.. من آلام إنسانك الساهر ما نام على ذل ولا هوان حتى يطلع صبحك المجنح بالحرية والخلاص.. حتى تشرق شمسك فوق رباك الطاهرة.. تلوّن هذا المدى الظامىء العيون للخلاص والحرية.
أنت العيد يا وطني الحبيب.. أيها الواعد الموعود.. ما زلت ملهما لأبنائك الميامين المنزرعين بين ذراعيك كصخور جبالك الشماء.. واعدا باللقاء الأخير على ثراك الطهور.. موعودا بأسراب طيورك تعود من منفاها إلى عشك الدافئ الحنون.. وأسراب شامخة الجبين خلف القضبان.. شاءت فلا بد لقيدها أن ينكسر يوم تشرق شمس نهارات حريتك.. وأجيال أسراب في رحم الغيب سـتولد في أحضانك كما ينبت الربيع ويخضوضر بعد ليل خريف وشتاء طويل.
أنت العيد يا وطني الحبيب. فارس أنت صلبوك على جدران الجحود والنكران. لا تترجل عن صهوة كبريائك. أغمضت عينيك قليلا لتصحو مرة أخرى على صباحك الأخضر يغتسل بأنداء الحرية.. ويرفل بعباءات المجد والإنتصار.. أنت لا تموت يا وطني.. حين ترحل الشمس عن آفاقك تدخل شمس أخرى إلى مدارك.. تضيء فضاءات وجودك بوهج سنا عاشق جديد ولد في أحضان الإنتماء إليك عشقا ووجدا.
أنت العيد يا وطني الحبيب.. سلام عليك. سلام على كل ذرة من ترابك الطهور.. سلام على أنفاسك وهي تطفىء نيران غربانهم الحاقدة كلما أشعلوها.. وكلما أمطروها عليك نزلت بردا وسلاما.. سلام على شهدائك الأطهار وأسراك الأبرار.. وقبلة بلسم على كل جرح يحمله كل عاشق من عشاقك الأخيار.. سلام عليك يا وطني.. أنت آسر لا أسير.. إنهم هم وحدهم أسراك.. لن تهنأ لهم حياة ما دمت في القيد يا شامخ الهامة لا تنكسر لك قامة.. لن تشرق لهم شمس ما دمت أنت جريح الجسد.. حاشا أن تنال الجراح من روحك وكبريائك.

سلام عليك أيها الوطن الساكن في وجدان إنسانك.. والمسكون فيك هذا الإنسان.. مازال عشاقك يدخلون محرابك أفواجا أفواجا يرتلون لك أنشودة الحرية.. هاماتهم ترنو إلى السماء بكبرياء، تتوج جبين زمانك بغار التمرد.. ترفع الكؤوس أنخاب انتصار.. تقيم أعراسا لعيد حريتك الموعودة به الأجيال.. يومها تسترجع الأعياد لونها المضمخ بالحرية.. المتفيء ظلال التحرير والخلاص والمجد والفخار.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف