من الرابح في الحرب على غزة؟
شاء من شاء وابى من ابى فإن حماس هي الطرف الرابح في الحرب حتى الآن وهذا وفقا للمعطيات التالية:
أولا: نفت حركة حماس أن تكون وراء عملية خطف الثلاثة مستوطنين الصهاينة التي تذرع بها الكيان الصهيوني لشن عملية "الجرف الصامد" ضد الفلسطينيين. فالمعروف عن حركة حماس وعن الكثير من الفصائل الأخرى المنخرطة في الصراع مع إسرائيل (سواء الفلسطينية أوغير الفلسطينية)، انه إذا تم تنفيذ اي عملية اختطاف لجنود، فإنهم يقومون بالإعلان عنها وبالإبقاء عليهم حتى يتم التفاوض على تبادل أسرى. وهذا ما لم يحدث هذه المرة؛ فحماس لم تعترف - بل نفت قولا واحدا، بالإضافة تم قتل الجنود فما هي مصلحتها المباشرة في ذلك؟
ثانيا: يقوم البعض بإلقاء اللوم على حركة حماس لرفض المبادرة التي اقترحتها مصر لوقف إطلاق النار والتي تطالب حماس كذلك بتسليم اسلحتها - مما يعني تصفية المقاومة في فلسطين، غافلين أن هذا جزء من معادلة أوسع وأشمل يتم العمل عليها منذ إستهداف سورية في العام 2011 للإطاحة بالرئيس الدكتور بشار الأسد - المناهض لإسرائيل والحليف للمقاومة في الوطن العربي، للتخلص من الأخيرة إلى الأبد ولإحتواء إيران وقوتها الصاعدة، وليتم بذلك إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط - وهو الهدف الذي اجهضته المقاومة اللبنانية عام 2006.
فعندما بات التخلص من نظام الأسد حلم بعيد المنال، بسبب الصمود غير المسبوق وبسبب نجاحه في التصدي للإرهاب لأربع سنوات على التوالي وبسبب فوزه في الإنتخابات الرئاسية في يونيو 2014 وبسبب استخدام الفيتو الروسي والصيني ضد التدخل العسكري في سورية، باتت مصالح أمريكا وإسرائيل حتما مهددة - فكان عليهم إستهداف المقاومة بطريقة أخرى وخاصة بعد قيام حكومة وحدة وطنية بين فتح وحماس، لذلك وجدنا انفسنا امام سيناريو خطف الثلاثة مستوطنين الصهاينة ثم حرق الفلسطيني محمد أبو خضير على يد المستوطنون الصهاينة، ومن ثم الحرب الدامية على قطاع عزة.
ثالثا: فيما يخص جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها جيش العدو الصهيوني في حق قطاع غزة من إستهداف للمدنيين العزل والبنية التحتية والمستشفيات والمدارس ومن قتل شيوخ ونساء وأطفال ابرياء ومن إستخدام أسلحة محرمة دوليا، فكل ذلك إنما يمثل إنتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الإنساني ولأتفاقيات جنيف الأربعة.
في النهاية، تحية تقدير إلى شعب غزة الباسل على صبرهم ومقاومتهم وصمودهم في وجهة العدوان الغاشم، الذي حرق الأخضر واليابس ولكن دون التمكن من النيل من مبادئهم ولا كرامتهم ولا عزتهم التي تروى بالدماء كل يوم على مرأى ومسمع من العالم بأكمله.
بقلم: إنجي دياب
شاء من شاء وابى من ابى فإن حماس هي الطرف الرابح في الحرب حتى الآن وهذا وفقا للمعطيات التالية:
أولا: نفت حركة حماس أن تكون وراء عملية خطف الثلاثة مستوطنين الصهاينة التي تذرع بها الكيان الصهيوني لشن عملية "الجرف الصامد" ضد الفلسطينيين. فالمعروف عن حركة حماس وعن الكثير من الفصائل الأخرى المنخرطة في الصراع مع إسرائيل (سواء الفلسطينية أوغير الفلسطينية)، انه إذا تم تنفيذ اي عملية اختطاف لجنود، فإنهم يقومون بالإعلان عنها وبالإبقاء عليهم حتى يتم التفاوض على تبادل أسرى. وهذا ما لم يحدث هذه المرة؛ فحماس لم تعترف - بل نفت قولا واحدا، بالإضافة تم قتل الجنود فما هي مصلحتها المباشرة في ذلك؟
ثانيا: يقوم البعض بإلقاء اللوم على حركة حماس لرفض المبادرة التي اقترحتها مصر لوقف إطلاق النار والتي تطالب حماس كذلك بتسليم اسلحتها - مما يعني تصفية المقاومة في فلسطين، غافلين أن هذا جزء من معادلة أوسع وأشمل يتم العمل عليها منذ إستهداف سورية في العام 2011 للإطاحة بالرئيس الدكتور بشار الأسد - المناهض لإسرائيل والحليف للمقاومة في الوطن العربي، للتخلص من الأخيرة إلى الأبد ولإحتواء إيران وقوتها الصاعدة، وليتم بذلك إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط - وهو الهدف الذي اجهضته المقاومة اللبنانية عام 2006.
فعندما بات التخلص من نظام الأسد حلم بعيد المنال، بسبب الصمود غير المسبوق وبسبب نجاحه في التصدي للإرهاب لأربع سنوات على التوالي وبسبب فوزه في الإنتخابات الرئاسية في يونيو 2014 وبسبب استخدام الفيتو الروسي والصيني ضد التدخل العسكري في سورية، باتت مصالح أمريكا وإسرائيل حتما مهددة - فكان عليهم إستهداف المقاومة بطريقة أخرى وخاصة بعد قيام حكومة وحدة وطنية بين فتح وحماس، لذلك وجدنا انفسنا امام سيناريو خطف الثلاثة مستوطنين الصهاينة ثم حرق الفلسطيني محمد أبو خضير على يد المستوطنون الصهاينة، ومن ثم الحرب الدامية على قطاع عزة.
ثالثا: فيما يخص جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها جيش العدو الصهيوني في حق قطاع غزة من إستهداف للمدنيين العزل والبنية التحتية والمستشفيات والمدارس ومن قتل شيوخ ونساء وأطفال ابرياء ومن إستخدام أسلحة محرمة دوليا، فكل ذلك إنما يمثل إنتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الإنساني ولأتفاقيات جنيف الأربعة.
في النهاية، تحية تقدير إلى شعب غزة الباسل على صبرهم ومقاومتهم وصمودهم في وجهة العدوان الغاشم، الذي حرق الأخضر واليابس ولكن دون التمكن من النيل من مبادئهم ولا كرامتهم ولا عزتهم التي تروى بالدماء كل يوم على مرأى ومسمع من العالم بأكمله.
بقلم: إنجي دياب