الأخبار
المستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نعم لتهجير المسيحيين.. بقلم:هادي جلو مرعي

تاريخ النشر : 2014-07-25
نعم لتهجير المسيحيين.. بقلم:هادي جلو مرعي
نعم لتهجير المسيحيين
هادي جلو مرعي
عند دوار السواس يجتمع الصبية ليلعبوا في المكان، ويمارسوا السباحة في الحوض القابع تحت التمثال الكبير لبائع عرق السوس المعروف في الموصل. كنت أظن لفترة إن الموصل مدينة مسيحية بالكامل لفرط مافيها من أديرة وكنائس ومدارس للمسيحيين. في المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات السنية المتشددة كان المسيحيون يهجرون ويغادرون الى مناطق أخرى في بغداد أيام الحرب الطائفية في العام 2006 وبعد تدمير مساجد الشيعة في سامراء، كانت الأسر المسيحية تغادر بعض الأحياء وتنتقل لأخرى تؤمن بالتعايش، كان أبناء الطائفة السنية المغلوبون على أمرهم ضحايا لتنظيم القاعدة الذين توشحوا بوشاح السنة ليهاجموا أبناء الديانات والطوائف الأخرى من مسيحيين وشيعة وتركمان وشبك وأيزيديين وصابئة وسواها من مسميات ترى فيها القاعدة وداعش إنها خارجة عن الدين الذي يؤمن به أتباع الفكر المتشدد. نجحت تنظيمات سنية معتدلة في مواجهة القاعدة لفترات، ومايزال أبناء السنة يقاتلون داعش في مناطق من ديالى وصلاح الدين والموصل والأنبار وهم مصرون على إبعاد التشدد عن ديارهم.
بدأت تنظيمات داعش التكفيرية بحملة منظمة ضد الشيعة في الموصل منذ العاشر من حزيران 2014 وقتلت المئات وهجرت الآلاف من تلعفر التي تقطنها أغلبية تركمانية، وكانت بشاعات داعش غير مسبوقة حيث أبادت الآلاف من السجناء في بادوش، وقامت بقتل المئات في قرى تركمانية في كركوك وصلاح الدين ونينوى، ودمرت مئات المنازل، وهاجمت قرى السنة في صلاح الدين ودمرت منازلهم، وقتلت العشرات من الأبرياء، وكنا كلما تحدثنا عن المأساة قيل لنا،أسكتوا لاتتحدثوا طائفيا، لاتوجد داعش هولاء ثوار عشائر، وليسوا إرهابيين، وكنا نحار ونصدم من طريقة تفكير غريبة لأصدقاء ومثقفين وصحفيين وسياسيين يرون في داعش وهما وتضليلا ، فكيف إذن يتم تهجير التركمان والشيعة والشبك والسجناء؟ مع إن ثوار العشائر لايجدر بهم فعل ذلك بإخوانهم من القوميات والطوائف الأخرى، ثم إن داعش موجودة، وليس ممكنا أن نتهم التركمان، أو الشيعة، أو الشبك بتهجير المسيحيين فقد أفرغت الموصل من كل هذه المسميات، ولم يبق سوى السنة والمسيحيين وداعش، وليس معقولا أن يقوم السنة بتهجير المسيحيين وسلب أموالهم ومقتنياتهم، ومن يقوم بهذا الفعل القذر هم الداعشيون المتطرفون الذين يحملون جنسيات عربية وآسيوية وغيرها عدا عن بعض العراقيين المغرر بهم، أو المنتفعون من الشر.
العالم يسكت عن جرائم داعش في العراق وسوريا، ويتجاهل الحرب الدائرة التي تبيد الناس، وتغير الجغرافيا، وتنفي التاريخ، وتعطل الحياة وتغير مسارها. هناك خارطة جديدة بالفعل للشرق الأوسط وللعالم الإسلامي تحديدا وفي القلب منه البلاد العربية الماضية الى المجهول في ظل صراعات دينية طائفية وطموحات قومية متصاعدة لاتبقي ولاتذر، فحتى المسيحيون يفقدون منازلهم وكنائسهم وأموالهم وكل مايربطهم بأرض الأجداد، بينما يسمح لثلة من القتلة والمرتزقة ليعيثوا في الأرض فسادا، ويأتيك من يعترض على نقدهم، ويبرر لهم، وقد يجاريهم في أفعالهم، وربما إنضم لهم في حربهم ضد الحياة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف