الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أو تسألونني عن الحرب!!بقلم: ناريمان شقورة

تاريخ النشر : 2014-07-23
أوَ تسألونني عن الحرب
عشتُ فرأيت الناس تمشي في جنازاتِهم، رأيت رجلاً يمشي على قدمٍ ليدفن القدم الأخرى ويقرأ عليها الفاتحة، وربما يزورها في المستقبل ليضع عليها الزهور، عشتُ فرأيت الطفل يستيقظ من نومه فينادي: أمي، أبي، محمد، محمود، لياس،انطون، عائشة، مريم، فيجيبه الجيران لا تبكي فالله اختار لهم الأفضل.
عشتُ فرأيت تلك الجميلة التي تحدت وحاربت كل المجتمع الذي أراد أن يزوجها ابن عمها، تغرق في دموعها وهي تودع حبيبها الذي تزوجته بعد عناء وشقاء، لتصبح أرملة فلان.
رأيتُ صغاراً ملوا انتظار الموت في البيت، فخرجوا ليلهوا قليلا على شاطئ البحر، فأبى القتل إلا أن يلاحقهم ليعودوا جثثاً لم تغرق في البحر، بل في الدماء.
رأيتُ المجموعات تنزح من بيوتها إلى مدارس وكالة الغوث ربما لتحمي أرواحها وأجسادها من آلة الحرب فما يلبث أن يجدوا مقاعد في بعض الصفوف الممتلئة بالنازحين مثلهم، فيسمعوا أن بيوتهم التي غادروها تحولت إلى ركامٍ وأنقاض.
رأيت أماً تبكي بحرقة وتصرخ حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل...لماذا لم تغتالوني بدلاً من أحمد وعلاء وحسن ونور!!! لماذا لم تفتتوا بطني التي حملت في كل منهم تسعة أشهر، فخفق فؤادي، وابتسمت شفاهي قبل أن يصرخوا صرخة الحياة!!!!
عشتُ فرأيت الأكبادَ هنا وهناك والقلوب بين الأرض وبين السقف، فظننتُ أنني في ملحمة أو سوق اللحم، فإذ بها أشلاء جعلت آلة الحرب من أصحابها مجهولين!!!
عشتُ وشاهدتُ الناس يتساءلون هل القصف في منطقتنا أم المنطقة المجاورة لأن آلة الحرب جُنّ جنونها فلم تعد تتوقف ففقدوا التمييز لأن الضرب من كل الاتجاهات.
عشتُ وشاهدت أزواجاً انتظروا أطفالهم لسنوات وسنوات وبعد سلسلة علاج زرعوا طفلاً فحصدوا شهيداً دماغه تطاير فتناثر، عيناه في المطبخ وأسنانه مفرقة تحت بقايا الأثات.
عشتُ فرأيتُ رجلا يبكي ويقول:" غادرتني قبل أن ترى لعبتك التي اقترضتُ ثمنها من صديقي لاشتريها لك، هل أدفنها معك فتلعب بها في جنة الله، فهناك الحدائق الواسعة الجميلة، بدلاً من حوش دارنا، أم أضعها في سريرك وأعتني بها، ربما يريحك هذا!!!!
عشتُ فرأيت ثلاجات الموتى تكتظ وتصرخ لا مكان لأي جديد، لا مكان لأي شهيد، عشتُ فرأيت الماراثون نحو الموت والشهادة، عشتُ فرأيت موسوعة جينس امتلأت بالعدّائين الفائزين بالمرتبة الأولى، فلا كأس فوز يمنح لمئات، فكان كأس الشهادة.
عشتُ ورأيت مائدة رمضان مائدةً ملونة ًبالأحمر لكنه ليس الخروب ولا الكاركادي ولا التمر الهندي إنه دماء أهل البيت.
عشتُ ورأيت الآاااه محتارةٌ في أمرها هل هي لمفارقة حبيب!! أم لركام المنزل الذي بني بشقاء ليكون الحلم المحقق المغتال!! أم خوفاً من الآت!! أم ألما على من ظلوا بعد رحيل ذويهم!!!!
عشتُ فرأيت الناس أفواجاً إلى الدار الآخرة، عشتُ ورأيت مقاتلين ينتظرون العدوَ بباسلة لكن آلتهم الحربية أقوى فهي مدعومة بالطيران الحربي فتسرق أرواحهم وتظل أسلحتهم.
عشت ورأيتُ أمطار الصيف صواريخ وقنابل وغازات سامة فكانت الجثث والأشلاء والشظايا.
عشتُ ورأيت الأمهات يقدمن الحلوى احتفالاً بشهادات أبنائهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

أو تسألونني عن الحروب!!!!
ناريمان شقورة
23-7-2014 صباح الأربعاء
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف