الأخبار
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تُنشئ مخيمات لإيواء النازحين العائدين إلى غزة وشمالهاعودة حرب الإبادة والتهجير"العمل لوقف حرب أوكرانيا".. تفاصيل مكالمة هاتفية بين ترمب وبوتين(حماس) تجري مشاورات في القاهرة بشأن اتفاق غزةمصر والأردن في موقف موحّد: رفض التهجير والتأكيد على ضرورة إعادة إعمار غزة فوراًمصر تعتزم طرح تصور لإعادة إعمار غزة يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضهالعاهل الأردني: مصر والدول العربية سيقدمون خطة بشأن غزة(حماس): مخطط ترحيل شعبنا لن ينجح.. وملتزمون بالاتفاق ما التزم الاحتلال بهصحيفة (معاريف): المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية ترى أن حماس لم تنتهك الاتفاق حتى الآناستمرار الخروقات.. شهيد وإصابة حرجة برصاص الاحتلال غرب رفح"الصحة" بغزة: الاحتلال يتعمّد عرقلة سفر الحالات المرضية عبر معبر رفح"الإعلامي الحكومي" بغزة: الجهات المختصة تتابع محاولات التلاعب بالأسعار وتحذّر المخالفينلابيد يوجه رسالة لنتنياهو: لقد نفذ الوقت اذهب إلى الدوحة وأحضر المختطفينمسؤولو مستوطنة (كيسوفيم) يعلنون مقتل محتجز في غزةلليوم 22 على التوالي: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها مخلفاً شهداء ودمار
2025/2/13
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نوافذ على بعض ما مضى من العمر : امهات تعز على الوصف بقلم: د سمير ايوب

تاريخ النشر : 2014-07-02
سنبدء من حيث لا نكتمل الا بالحديث عنهن ، ممن اعتنينا بنبل متفان ، بكل تفاصيل حاجاتنا ، مذ كنا نحبو صغارا ، من امهاتنا . امهات بادرنا وكن السباقات ، في نقش ورسم ووشم ، ادق تفاصيل طفولتنا وصبانا ، وبواكير شبابنا . ممن كن يتقن فهم ما في صدورنا ، من نبرات اصواتنا ، بعيدا عما يضحكنا او يبكينا .
في احضانهن ، لم نكن مجرد رعايا ، او مواطنين من الدرجة الاولى ، بل امراء متوجين . في احضانهن ، عانقنا دفئا ، ما كان ينضب ، وبلا مقابل . ياما تَقلَّصْنا من البرد فيها ، وغطسنا في نوم عميق في ثناياها . وهن يقاومن بصبر جميل ، قشعريرة برد عات . كان لتلك الاحضان ، نكهة امومة تَعِز على الوصف .
كنا نرى الحياة في عيونهن ، تتشكل معانيها ودروبها وعناوينها ، من حب لم يكن للحظة واحدة ، بالتخاطر عن بعد ، او بالتخابر السلكي او اللاسلكي ، او حتى بالريموت او بالماسيجات . حب كان كالحادي المنادي ، له انغام معجونة بعطر الرضا الطازج ، وغير المُتَذمِّر او المُمَنِّن .
امهات تَوَحَمْن في حَمْلِهِنَّ على سَفَط راحة ، او بطيخ او كمشة زعرور ، او على ما هو ابسط من هذا بكثير ، فلم يكن للايباد او الايفون او الجلاكسي ، في افق رغائبهن على الاطلاق .
امهات ، حرصن على العمل ، حتى اللحظات الاخيرة من الحمل . كنا نُفيق في الصباحات الباكرة ، صيفا وشتاءا ، لنجدهن قد مارسن عِشقَهُن الصباحي ، في تفقد الجاجات والطابون وبير الماء والحطب . اوقاتهن لم يكن بها متسع ، لمسلسلات تركية تلوت وجدانهن . ولم تكن عقولهن مكتظة بمهند وشياطين مهند . ولا في اجندتهن ، مواعيد الكوافيره او المنكيره او البديكيره . متعتهن كانت في غسل فوط اطفالهن ، ونشرها على الحبال او الاسيجة او الشبابيك . وفي المساء ، تجديل الشعربالكراميل ، وتمليسه بزيت الزيتون . وفي وضع كحل في العيون ، او وشم اخضر على الشفاه ووسط الذقون . ولم يكن يدرين – يرحمهن الله – ان الكحل والوشم ، يكتسبان شيئا من جمال وجوههن ، ورونق لمعان الطيبة والرضا في عيونهن .
امهات كنا معهن ، كثيرا ما نتبعثر اول الليل في نومنا ، في كل مناحي البيت ، وعند الصباح ، نكتشف دائما اننا في الفراش المخصص لنا . علمننا لعبة النبله والمِقلاع والبَنانير والطاق طاق طاقِيَّه . علمننا كيف نذهب الى منازل رفاق اللعب ، سيرا على الاقدام . وننادي ببساطة امام الابواب : شِلْ العَب وشِلْ العب ، ويا مِتْعَشي قوم نِلْعِب . في زمانهن كان لنا بيت واحد وعائلة واحده . ولم نكن في عطل نهاية الاسبوع ، نَباتُ مَرّة عند امِّنا المُطَلّقة ، ومرة اخرى ، عند ابانا المخلوع .
امهاتنا اقمارنا ، سماواتُهن مكتظة بالنجوم التي انجبتها . وهل نجمنا العالم الرائع علي نايفه واخوانه العلماء الا أمثلة مؤكدة حية ، على جهد لم تتأخر ثماره ؟ يرحمهن وابائنا الله . اجرهم كان على قدر مشقتهم
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف