سنبدء من حيث لا نكتمل الا بالحديث عنهن ، ممن اعتنينا بنبل متفان ، بكل تفاصيل حاجاتنا ، مذ كنا نحبو صغارا ، من امهاتنا . امهات بادرنا وكن السباقات ، في نقش ورسم ووشم ، ادق تفاصيل طفولتنا وصبانا ، وبواكير شبابنا . ممن كن يتقن فهم ما في صدورنا ، من نبرات اصواتنا ، بعيدا عما يضحكنا او يبكينا .
في احضانهن ، لم نكن مجرد رعايا ، او مواطنين من الدرجة الاولى ، بل امراء متوجين . في احضانهن ، عانقنا دفئا ، ما كان ينضب ، وبلا مقابل . ياما تَقلَّصْنا من البرد فيها ، وغطسنا في نوم عميق في ثناياها . وهن يقاومن بصبر جميل ، قشعريرة برد عات . كان لتلك الاحضان ، نكهة امومة تَعِز على الوصف .
كنا نرى الحياة في عيونهن ، تتشكل معانيها ودروبها وعناوينها ، من حب لم يكن للحظة واحدة ، بالتخاطر عن بعد ، او بالتخابر السلكي او اللاسلكي ، او حتى بالريموت او بالماسيجات . حب كان كالحادي المنادي ، له انغام معجونة بعطر الرضا الطازج ، وغير المُتَذمِّر او المُمَنِّن .
امهات تَوَحَمْن في حَمْلِهِنَّ على سَفَط راحة ، او بطيخ او كمشة زعرور ، او على ما هو ابسط من هذا بكثير ، فلم يكن للايباد او الايفون او الجلاكسي ، في افق رغائبهن على الاطلاق .
امهات ، حرصن على العمل ، حتى اللحظات الاخيرة من الحمل . كنا نُفيق في الصباحات الباكرة ، صيفا وشتاءا ، لنجدهن قد مارسن عِشقَهُن الصباحي ، في تفقد الجاجات والطابون وبير الماء والحطب . اوقاتهن لم يكن بها متسع ، لمسلسلات تركية تلوت وجدانهن . ولم تكن عقولهن مكتظة بمهند وشياطين مهند . ولا في اجندتهن ، مواعيد الكوافيره او المنكيره او البديكيره . متعتهن كانت في غسل فوط اطفالهن ، ونشرها على الحبال او الاسيجة او الشبابيك . وفي المساء ، تجديل الشعربالكراميل ، وتمليسه بزيت الزيتون . وفي وضع كحل في العيون ، او وشم اخضر على الشفاه ووسط الذقون . ولم يكن يدرين – يرحمهن الله – ان الكحل والوشم ، يكتسبان شيئا من جمال وجوههن ، ورونق لمعان الطيبة والرضا في عيونهن .
امهات كنا معهن ، كثيرا ما نتبعثر اول الليل في نومنا ، في كل مناحي البيت ، وعند الصباح ، نكتشف دائما اننا في الفراش المخصص لنا . علمننا لعبة النبله والمِقلاع والبَنانير والطاق طاق طاقِيَّه . علمننا كيف نذهب الى منازل رفاق اللعب ، سيرا على الاقدام . وننادي ببساطة امام الابواب : شِلْ العَب وشِلْ العب ، ويا مِتْعَشي قوم نِلْعِب . في زمانهن كان لنا بيت واحد وعائلة واحده . ولم نكن في عطل نهاية الاسبوع ، نَباتُ مَرّة عند امِّنا المُطَلّقة ، ومرة اخرى ، عند ابانا المخلوع .
امهاتنا اقمارنا ، سماواتُهن مكتظة بالنجوم التي انجبتها . وهل نجمنا العالم الرائع علي نايفه واخوانه العلماء الا أمثلة مؤكدة حية ، على جهد لم تتأخر ثماره ؟ يرحمهن وابائنا الله . اجرهم كان على قدر مشقتهم
في احضانهن ، لم نكن مجرد رعايا ، او مواطنين من الدرجة الاولى ، بل امراء متوجين . في احضانهن ، عانقنا دفئا ، ما كان ينضب ، وبلا مقابل . ياما تَقلَّصْنا من البرد فيها ، وغطسنا في نوم عميق في ثناياها . وهن يقاومن بصبر جميل ، قشعريرة برد عات . كان لتلك الاحضان ، نكهة امومة تَعِز على الوصف .
كنا نرى الحياة في عيونهن ، تتشكل معانيها ودروبها وعناوينها ، من حب لم يكن للحظة واحدة ، بالتخاطر عن بعد ، او بالتخابر السلكي او اللاسلكي ، او حتى بالريموت او بالماسيجات . حب كان كالحادي المنادي ، له انغام معجونة بعطر الرضا الطازج ، وغير المُتَذمِّر او المُمَنِّن .
امهات تَوَحَمْن في حَمْلِهِنَّ على سَفَط راحة ، او بطيخ او كمشة زعرور ، او على ما هو ابسط من هذا بكثير ، فلم يكن للايباد او الايفون او الجلاكسي ، في افق رغائبهن على الاطلاق .
امهات ، حرصن على العمل ، حتى اللحظات الاخيرة من الحمل . كنا نُفيق في الصباحات الباكرة ، صيفا وشتاءا ، لنجدهن قد مارسن عِشقَهُن الصباحي ، في تفقد الجاجات والطابون وبير الماء والحطب . اوقاتهن لم يكن بها متسع ، لمسلسلات تركية تلوت وجدانهن . ولم تكن عقولهن مكتظة بمهند وشياطين مهند . ولا في اجندتهن ، مواعيد الكوافيره او المنكيره او البديكيره . متعتهن كانت في غسل فوط اطفالهن ، ونشرها على الحبال او الاسيجة او الشبابيك . وفي المساء ، تجديل الشعربالكراميل ، وتمليسه بزيت الزيتون . وفي وضع كحل في العيون ، او وشم اخضر على الشفاه ووسط الذقون . ولم يكن يدرين – يرحمهن الله – ان الكحل والوشم ، يكتسبان شيئا من جمال وجوههن ، ورونق لمعان الطيبة والرضا في عيونهن .
امهات كنا معهن ، كثيرا ما نتبعثر اول الليل في نومنا ، في كل مناحي البيت ، وعند الصباح ، نكتشف دائما اننا في الفراش المخصص لنا . علمننا لعبة النبله والمِقلاع والبَنانير والطاق طاق طاقِيَّه . علمننا كيف نذهب الى منازل رفاق اللعب ، سيرا على الاقدام . وننادي ببساطة امام الابواب : شِلْ العَب وشِلْ العب ، ويا مِتْعَشي قوم نِلْعِب . في زمانهن كان لنا بيت واحد وعائلة واحده . ولم نكن في عطل نهاية الاسبوع ، نَباتُ مَرّة عند امِّنا المُطَلّقة ، ومرة اخرى ، عند ابانا المخلوع .
امهاتنا اقمارنا ، سماواتُهن مكتظة بالنجوم التي انجبتها . وهل نجمنا العالم الرائع علي نايفه واخوانه العلماء الا أمثلة مؤكدة حية ، على جهد لم تتأخر ثماره ؟ يرحمهن وابائنا الله . اجرهم كان على قدر مشقتهم