الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دماء وجرحى وقتلى في ساحة شابلا!!بقلم: يحيى يوسف الندوي

تاريخ النشر : 2014-06-30
دماء وجرحى وقتلى في ساحة شابلا!!

بقلم: يحيى يوسف الندوي

(الحلقة الأولى)
1.
-أين أنت أخي؟ ألا تخرج معنا؟ هيا أسرع وشف: ما أجمل المنظر! وما أكثر عدد المشتركين في الحصار!
-سأخرج اخوتي وأشترك معكم في هذا الحصار! أين أنتم الآن؟ أين موضع جلوسكم؟ هل أنتم في المدخل الجنوبي أم الشرقي أم الغربي أم الشمالي؟
- نحن هنا في غابتلي أكبر مدخل من مداخل العاصمة داكا!
-حسنا، أنا سأخرج بعد الظهر. إذا أذنت أمي!

2.
هذا الحصار جاء من الطلاب والمعلمين وكبار الشيوخ والعلماء الأفاضل وكذلك من عامة الناس الذين يحبون الدين والرسول صلى الله عليه وسلم. هذا الحصار ضد من أهانوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا كذا وكذ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم، إن يقولون إلا كذبا. وكذلك هذا الحصار ضد من لا يعترفون بدستورية القرآن الكريم ولا يعترفون بأحكام الورث المبينة في القرآن الكريم. قالوا: للرجال نصيبان وللنساء نصيب! كلا! لا نعترف إلا بالمساواة! ولهن مثل الذي لهم! لا بد من تغيير أحكام الورث! .......
وهناك أسباب شتى لهذا الحصار.

3.
المحاصرون ُمنعوا من الدخول، منعتهم الحكومة قولا وفعلا. ولكن الطلاب والعلماء والشيوخ وعامة الناس في بنغلاديش عزموا كل العزم على الحضور في داكا يحاصرونها من كل ناحية. والميعاد: من الصباح المبكر إلى الزوال! ولكن، كيف يتحقق الحصار؟ كيف يصلون إلى العاصمة داكا؟ وجميع الطرق الموصلة إلى العاصمة أغلقت وسدت! لا قطارَ ولا سفينةَ ولا حافلةَ! حتى منعت السيارات في الشوارع العامة والخاصة!
أمر عجيب! بدأ الحصار قبل أن يبدأ! هذا الحصار الخاص من الحكومة لرد ذلك الحصار العام! يا ترى، ماذا سيحدث؟ هل الحكومة تنجح في إفشال هذا الحصار العام؟ هل المحاصرون سيعلنون: للأسف الشديد، إن الحكومة الطاغية الظالمة المستبدة قد أفشل برامجنا! أيها المجتمعون! سنعلن عن برامج أخرى في أقرب وقت ممكن إن شاء الله!
أم ماذا؟

4.
اجتمعوا في محطات القطار ومواقف الحوافل وموانئ السفن ولكن دون جدوى! القطار قليل التواجد! السفن أيضا قليل التواجد! أما الحوافل فهي واقفة في المواقف! فركب بعض الناس القطار والسفن، أما الباقون أخذوا يسيرون إلى داكا في ظلام الليل مشاة وهي في أقصى مسافة!
الله أكبر! يا لها من همم عالية!!
نعم غدا حصار، وخرجوا هذه الليلة المظلمة العميقة ذاكرين الله كثيرا! بين الحواجز والموانع! بين العراقيل و التهديدات!
عطشوا فشربوا! جاعوا فأكلوا! تعبوا فاستراحوا!
لا! ليس معهم اسلحة مدمرة شاملة! بل لا يملكون إلا السواك والسبحة والمصلى وعصى، لماذا هذه العصى؟ عملا على السنة!
وكان معهم بعض الوجبات الخفيفة، المكسرات والبسكيت ....!
خرجوا متحمسين لدين الله وحاملين حب الرسول والقرآن في قلوبهم وصدورهم وأفكارهم وعواطفهم!
كل لسان ذاكر بأسماء الله الحسنى!
كل صوتٍ مجلجلٌ بـ هتافات مجد الإسلام ورسالته السرمدية الخالدة العامة الشاملة!
كل قلب عامر بحب الله وبحب الرسول!
كل عين تتلألأ فها عصمة الأنبياء ونور النبوة وحلم الشهادة ونيل الآخرة!

5.
قضيت صلاة الفجر في مداخل داكا الأربعة مع جماعةٍ حضر فيها ملايين المصلين ثم بدأ الحصار فورا من غير إبطاء!
جلسوا على أماكنهم المحددة المرسومة من أمراء تنظيم حفاظة الإسلام!
وفي الوقت ذاته خرج الناس من داخل العاصمة أيضا نحو مواقع الحصار صغارا وكبارا! من غير اكتراث لـعراقيل القوة الأمنية وشتى الأحزاب لرابطة عوامي، الحاكمة المستبدة المسيطرة على جميع مجالات المكاتب والمعامل وحتى المحاكم!
الناس يظلمون ولا يتظلمون! ولا يشتكون!
إلا إلى الله الواحد القهار!
إلى ذي القوة المتين إلى أحكم الحاكمين!
إلى عدالة السماء!
الذي لايخاف لديه أحد!
ولا يعود منه خائبا!

6.
من هؤلاء المحاصرون؟
المتحمسون لدين الله!
المتفاخرون بالافتداء!
المتحابون في الله!
جلهم شباب المدارس الدينية وأساتذتهم الأفاضل!
يرأسهم كبار العلماء والمشايخ في بنغلاديش.
وأميرهم جميعا سماحة الشيخ العلامة أحمد الشفيع حفظه الله لنا. وهو من تلاميذ الشيخ العلامة حسين أحمد المدني رحمه الله.
وصل الشيخ من شيتاغونغ إلى داكا قبل تفاقم الظروف، وهو الآن مقيم في الجامعة الإسلامية لالباغ بـداكا، يدير الحصار، يأمر وينهى ويرشد!

7.
الساعة تشير الآن إلى الحادية عشرة صباحا، وكان أمرا مقضيا أن الحصار سيستمر إلى الزوال ثم كل فريق من الشرق والغرب والشمال والجنوب يعقد حفلة تستغرق أقل من ساعة، يتحدث فيها المسئولون عن خططهم القادمة ثم تختتم الحفلة بعد الدعاء فينتشر الجميع إلى مأواهم ومثواهم ومنازلهم.
ولكن الأمر قد انقلب!
ولكن الظروف قد تفاقمت!
ولكن الماكرين قد مكروا!
ولكن المدبرين قد دبروا!
لو كانوا يعلمون أن العاقبة للمتقين!!

8.
الحصار ضعف وتضائل! وانتشرت في القوم الفوضى! واختلفت الآراء!
قال قائل: الحكومة أذنت لنا بالاجتماع في ساحة شابلا، لا بد أن ننتقل من هنا إلى شابلا!
وزاد على ذلك زائد وقال: هيا أسرعوا إلى شابلا! أفلا نجتمع هناك؟
وبعض المسئولين أنكروا أن يجتمعوا في شابلا وارتابوا وترددوا في العاقبة الحسنى والنتيجة المترقبة!
ولكن السيول لا تمنعها سدود من الرمال!
ففاض الطلاب الشباب والمعلمون المتحمسون إلى قلب العاصمة ـــــ ساحة شابلا، التي هي محاصرة بالمباني الشاخة الكثيفة!

9.
وأنا في البيت بعد، أحسب ألف حساب! أأخرج أم لا؟ فإذا جوالي يصوت ويصوت، كأنه صوت الدبابات في ساحات الوغى!
-السلام عليكم ورحمة الله
-وعليكم السلام ورحمة الله، أما خرجت أخي بعد؟
-سأخرج!
-تأخرت جدا!
-نعم، لأني لا اتعود على مثل هذا الاشتراك دون إذن أمي!
-ستأذن!
-إن شاء الله!
-بإذن الله!
-بارك الله فيك!
-وفيك!
-أين أنتم الآن؟
-ها نحن قد قربنا من شابلا!
-سنلتقي بإذن الله!
-صحبتكم السلامة!

10.
-أماه! أنا أخرج!
- لا يا بني! إن الظروف سيئة جدا، لا تخرج! لا تجعلني في قلق وتحير، الأمر جد خطير!
-بل أخرج! على الأقل سأطل على الطرق، لأرى ماذا هناك!
-بنيَّ يا غالي! أنا أخاف عليك!
-لا تخافي أماه، سأعود إن شاء الله!
-في أمان الله! في رعاية الله! فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف