سعيدة الدويري أيت جامع " فنانة تدمن التشكيل و تعب من معتق الألوان" حوار مع فنانة تشكياية
احمد شميس
"الريشة قلب سعاد النابض على اللوحة و الألوان أحاسيسها"
سعيدة الدويري أيت جامع فنانة مسكونةبلغة الألوان ،مهووسة بمزاوجتها بالأبيض إلى أن تبلغ منها ما يحيل على بهاء البيادي ليلا وعلى لمعان الصحاري نهارا،فيجعلها مسربلة في تمازجها كما حبات الرمل. لم يتعبها التجوال ولم يثنيها عن التنقل بين الصمت و الفيافي ،حيث تتوطن في تموج و انسياب طبيعيين باذخين الكثبان الرملية،
في أشكال فنية من طبيعة عذراء لا يدرك قيمتها الجمالية أو يتلمس الروح الثاوية خلف كتلها البلورية سوى، من جبل على عشق الصحراء حتى العطش كما هو حال هذه الفنانة التشكيلية المراكشية مولدا و نشأة ،الطواريقية من جهة الأب،الامازيغية من جهة الأم.خليط إثنو ثقافي أعطى تشكيلة منفتحة على أفاق مختلفة، تمتح منها جميعها لتغتني رؤية فنية،و تنبثق ابداعا لكل اللغات التي ترى و تقرأوتشاهد.
لم تذهب سعيدة لفن التشكيل إلا لأنه داهمها قاصدا منها موهبة لم تدرك أنها تسكنها إلا متأخرة.فهي لم تسقط من علياء أكاديمية معلومة،لأنها لم تلتحق أصلا لا بمعهد و لا بكلية للفنون الجميلة ، حيث يعكف الطلبة الدارسون على تعلم "كيف تترجم أحاسيسك إلى قطرا ندى" أو كيف تعمل " لتصنعمن الألوان ظلا لشجرة وارفة أو لسماء ليل مدينة ساحلية أو صحراوية سيان ".فسعيدة ، ترى أنها خلقت لأجل الفن التشكيلي ،لأنه حل بها هكذا حلولا تصوفيا كأنه حلول "الهو" في "الأنا" لدى هؤلاء الزهاد المتعبدون .
تتوفر سعيدة ايت جامع الدويري اليوم على مرسم بقلب مسكنها، لا يدخله إلا المهتمين من الفنانين التشكيليين و الاصدقاء المقربين من لغة الفرشات و التواصل عبر الالوان. شاركت ولاتزال في ما يقام من معارض مع فنانين مغاربة كما من مختلف الجنسيات و الثقافات و الافاق الفنية. أثناء حديث صديقين، أسرت لي أنها ما إن "القت بأول خط على بياض القماش حتى امنت أنه كان أول الغيث من غزارة إبداعات، تناسلت تواترا مع الوقت ،وهي تتزايد عددا وتتبلور اسلوبا فنيا خالصا مخلصا لجدور بث الأب في روح الطفلة التي كانت تخطط على الورق كلمات الشوق لرحالة لا مستقر له إلا حيث الواحات الظليلة و ماء النبع البعيد في الحرية. و بعد أول معرض لها، بصالة البيت و امام انظار جمهور الاسرة و العائلة الصغيرة ، قيل لها:
- لمن هذا الإبداع اللبيب؟
-قالت هو مجرد أول الدفق من احساس اشعر بأنه استبد بي حتى أني ثملت بفعله ، لحد إن لا راد لما يمارسه علي من رهبة و سلطة مغرية سوى تخضيب أي بياض محايد ،بحناء الانتماء ،ووشم اللذة ، وتموجات الفكرة المنبثقة من جامح " خيال " .الفنانة التي اوي بداخلي و أقيم برؤيتها ". قالتها، و هي تتأمل فرشتها أو "وصيفتها الوفية" كما اعتادت تسمية فرشات عودتها و تعودت معها على جعل الصفحة البيضاء ملاذا للون الهارب بحيادها نحو المعنى.
اللود بالفن التشكيلي و تفاعلية الالوان شكل بالنسبة لسعيدة الدويري "نهيلة"من نبع طوارقيضارب في ثقافة هؤلاء الرجال الزرق، أمازيغ الصحراء، أو إيموهاغ كما يسمون نفسهم بأنفسهم تفضيلا،أي الرجال الشرفاء الاحرار:
عشاق الشعر/تسيسواي
رواة تينفوسين/ القصص المروية
منشدو اساهاغ/ الفن الغنائي
من ثمة كان اللجوء للرسم،للغة الزخرف ،للأشكال ،للألوان ...انفلاتة إبداعية تفردت بها بعدما استبدت بها،وذلك في تلقائية لم تلبث أن أغنتها بالممارسة والاحتكاك ،و بموازاتهما بالميل نحو المضي بعيدا في البحث عن المغامرة في قلب المبادرة ،و من إشارات الخيال و إشراقاته العابرة كالوميض.
السؤال الاول:من هي سعاد التشكيلية ؟
سعيدة الدويري :سعاد شخصية عصامية بسيطة تلقائية مرحة تجمع بين الأصالة و المعاصرة ولدت و تربت في وسط عائلي تمتد جذوره العريقة الى الصحراء بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى بحيث يغلب عليها الطابع الصحراوي على كل لوحاتها مما أضفى عليها نوعا من التميز و التفرد عن باقي الفنانين الاخرين
السؤال الثاني:كيف وجدت سعاد نفسها في لغة الألوان و حركات ريشات الرسم ؟
سعيدة الدويري : سعاد و الالوان و الرسم كيان متكامل تستلهم ألوانها من الطبيعة غالبية الالوان هي ألوان دافئة الاحمر البرتقالي و الازرق اللون الاخير احالة الى الطوارق الرحل الذي كان والدها منهم
الريشة قلب سعاد النابض على اللوحة و الالوان أحاسيسها
السؤال الثالث:ماذا يمثل التشكيل بالنسبة اليك هل هو لغة أم ملجأ؟
سعيدة الدويري : التشكيل بالنسبة لسعاد هي لغة و ردة فعل كذلك ضد العنصرية و التمييز عنصرية المحيط و الشارع على اعتبار أن لون البشرة شديد السمرة تريد بذلك من خلال لوحاتها تمرير رسالة مفادها أن الجمال ليس حكرا على لون دون آخر
السؤال الرابع:ما الغاية من ولوج سعاد لفن التشكيل ؟وهل هي رغبة خلق لوحة تحظى بإعجاب بعض من جمهور عريض؟ أم أن الامر يرتبط بما يتجاوز ذلك نحو آفاق أخرى؟
سعيدة الدويري : ليست هناك غاية تسمو عن الفن في حد ذاته و لكنني سأتكلم عن حلم أجل حلم سعاد في أن يكون لديها رواق خاص و مرسم تستقبل فيه كل المواهب الشابة التي تفتقر الامكانيات لمواكبتها و دعمها و توجيهها و الأخذ بيدها حتى تصبح كائنا مبدعا له بصمته الخاصة
السؤال الخامس:أين تموقعين نفسك ضمن الساحة التشكيلية ؟
سعيدة الدويري :الفن لا حدود له الفن عالمي كوني لا يحتاج الى أن نعبر عنه فهو سفير نفسه و كذلك الفنان بريشته و ابداعاته و احاسيسه طبعا من الضروري أن ينتمي لأحد المدارس التشكيلية هي التي تصنفه و البصمة التي يضعها على لوحاته هي التي تميزه و يبقى الحكم الأخير لمرتادي هذا الفن من نقاد و محبين



احمد شميس
"الريشة قلب سعاد النابض على اللوحة و الألوان أحاسيسها"
سعيدة الدويري أيت جامع فنانة مسكونةبلغة الألوان ،مهووسة بمزاوجتها بالأبيض إلى أن تبلغ منها ما يحيل على بهاء البيادي ليلا وعلى لمعان الصحاري نهارا،فيجعلها مسربلة في تمازجها كما حبات الرمل. لم يتعبها التجوال ولم يثنيها عن التنقل بين الصمت و الفيافي ،حيث تتوطن في تموج و انسياب طبيعيين باذخين الكثبان الرملية،
في أشكال فنية من طبيعة عذراء لا يدرك قيمتها الجمالية أو يتلمس الروح الثاوية خلف كتلها البلورية سوى، من جبل على عشق الصحراء حتى العطش كما هو حال هذه الفنانة التشكيلية المراكشية مولدا و نشأة ،الطواريقية من جهة الأب،الامازيغية من جهة الأم.خليط إثنو ثقافي أعطى تشكيلة منفتحة على أفاق مختلفة، تمتح منها جميعها لتغتني رؤية فنية،و تنبثق ابداعا لكل اللغات التي ترى و تقرأوتشاهد.
لم تذهب سعيدة لفن التشكيل إلا لأنه داهمها قاصدا منها موهبة لم تدرك أنها تسكنها إلا متأخرة.فهي لم تسقط من علياء أكاديمية معلومة،لأنها لم تلتحق أصلا لا بمعهد و لا بكلية للفنون الجميلة ، حيث يعكف الطلبة الدارسون على تعلم "كيف تترجم أحاسيسك إلى قطرا ندى" أو كيف تعمل " لتصنعمن الألوان ظلا لشجرة وارفة أو لسماء ليل مدينة ساحلية أو صحراوية سيان ".فسعيدة ، ترى أنها خلقت لأجل الفن التشكيلي ،لأنه حل بها هكذا حلولا تصوفيا كأنه حلول "الهو" في "الأنا" لدى هؤلاء الزهاد المتعبدون .
تتوفر سعيدة ايت جامع الدويري اليوم على مرسم بقلب مسكنها، لا يدخله إلا المهتمين من الفنانين التشكيليين و الاصدقاء المقربين من لغة الفرشات و التواصل عبر الالوان. شاركت ولاتزال في ما يقام من معارض مع فنانين مغاربة كما من مختلف الجنسيات و الثقافات و الافاق الفنية. أثناء حديث صديقين، أسرت لي أنها ما إن "القت بأول خط على بياض القماش حتى امنت أنه كان أول الغيث من غزارة إبداعات، تناسلت تواترا مع الوقت ،وهي تتزايد عددا وتتبلور اسلوبا فنيا خالصا مخلصا لجدور بث الأب في روح الطفلة التي كانت تخطط على الورق كلمات الشوق لرحالة لا مستقر له إلا حيث الواحات الظليلة و ماء النبع البعيد في الحرية. و بعد أول معرض لها، بصالة البيت و امام انظار جمهور الاسرة و العائلة الصغيرة ، قيل لها:
- لمن هذا الإبداع اللبيب؟
-قالت هو مجرد أول الدفق من احساس اشعر بأنه استبد بي حتى أني ثملت بفعله ، لحد إن لا راد لما يمارسه علي من رهبة و سلطة مغرية سوى تخضيب أي بياض محايد ،بحناء الانتماء ،ووشم اللذة ، وتموجات الفكرة المنبثقة من جامح " خيال " .الفنانة التي اوي بداخلي و أقيم برؤيتها ". قالتها، و هي تتأمل فرشتها أو "وصيفتها الوفية" كما اعتادت تسمية فرشات عودتها و تعودت معها على جعل الصفحة البيضاء ملاذا للون الهارب بحيادها نحو المعنى.
اللود بالفن التشكيلي و تفاعلية الالوان شكل بالنسبة لسعيدة الدويري "نهيلة"من نبع طوارقيضارب في ثقافة هؤلاء الرجال الزرق، أمازيغ الصحراء، أو إيموهاغ كما يسمون نفسهم بأنفسهم تفضيلا،أي الرجال الشرفاء الاحرار:
عشاق الشعر/تسيسواي
رواة تينفوسين/ القصص المروية
منشدو اساهاغ/ الفن الغنائي
من ثمة كان اللجوء للرسم،للغة الزخرف ،للأشكال ،للألوان ...انفلاتة إبداعية تفردت بها بعدما استبدت بها،وذلك في تلقائية لم تلبث أن أغنتها بالممارسة والاحتكاك ،و بموازاتهما بالميل نحو المضي بعيدا في البحث عن المغامرة في قلب المبادرة ،و من إشارات الخيال و إشراقاته العابرة كالوميض.
السؤال الاول:من هي سعاد التشكيلية ؟
سعيدة الدويري :سعاد شخصية عصامية بسيطة تلقائية مرحة تجمع بين الأصالة و المعاصرة ولدت و تربت في وسط عائلي تمتد جذوره العريقة الى الصحراء بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى بحيث يغلب عليها الطابع الصحراوي على كل لوحاتها مما أضفى عليها نوعا من التميز و التفرد عن باقي الفنانين الاخرين
السؤال الثاني:كيف وجدت سعاد نفسها في لغة الألوان و حركات ريشات الرسم ؟
سعيدة الدويري : سعاد و الالوان و الرسم كيان متكامل تستلهم ألوانها من الطبيعة غالبية الالوان هي ألوان دافئة الاحمر البرتقالي و الازرق اللون الاخير احالة الى الطوارق الرحل الذي كان والدها منهم
الريشة قلب سعاد النابض على اللوحة و الالوان أحاسيسها
السؤال الثالث:ماذا يمثل التشكيل بالنسبة اليك هل هو لغة أم ملجأ؟
سعيدة الدويري : التشكيل بالنسبة لسعاد هي لغة و ردة فعل كذلك ضد العنصرية و التمييز عنصرية المحيط و الشارع على اعتبار أن لون البشرة شديد السمرة تريد بذلك من خلال لوحاتها تمرير رسالة مفادها أن الجمال ليس حكرا على لون دون آخر
السؤال الرابع:ما الغاية من ولوج سعاد لفن التشكيل ؟وهل هي رغبة خلق لوحة تحظى بإعجاب بعض من جمهور عريض؟ أم أن الامر يرتبط بما يتجاوز ذلك نحو آفاق أخرى؟
سعيدة الدويري : ليست هناك غاية تسمو عن الفن في حد ذاته و لكنني سأتكلم عن حلم أجل حلم سعاد في أن يكون لديها رواق خاص و مرسم تستقبل فيه كل المواهب الشابة التي تفتقر الامكانيات لمواكبتها و دعمها و توجيهها و الأخذ بيدها حتى تصبح كائنا مبدعا له بصمته الخاصة
السؤال الخامس:أين تموقعين نفسك ضمن الساحة التشكيلية ؟
سعيدة الدويري :الفن لا حدود له الفن عالمي كوني لا يحتاج الى أن نعبر عنه فهو سفير نفسه و كذلك الفنان بريشته و ابداعاته و احاسيسه طبعا من الضروري أن ينتمي لأحد المدارس التشكيلية هي التي تصنفه و البصمة التي يضعها على لوحاته هي التي تميزه و يبقى الحكم الأخير لمرتادي هذا الفن من نقاد و محبين



