جودة بلغيث شاعرة تونسية تعزف الشعر عبر نافلة الحلم
حوار: محمد زيدان
الى جانب كونها زوجة وأم فهي أيضاً كاتبة وشاعرة وأستاذة تعمل في مجال التعليم. شاركت في العديد من المؤتمرات الشعرية والثقافية وترأست جمعية المتوسط لتنمية الثقافات. لها حضور دائم في العمل الثقافي والأدبي في تونس وأصدرت
ديوانها الشعري الأول مطلع هذا العام تحت عنوان "نافلة الحلم". التقتها دنيا الوطن على هامش ملتقى الشعراء العرب الثاني في تونس وكان بينهما هذا الحوار.
بداية نرحب بك استاذة جودة بلغيث عبر موقع دنيا الوطن ونطلب منك أن تعرفينا بــ "جودة بلغيث".
كلّما طُلب منّي أن أقدّم نفسي أرتبك وأقف حائرة ذاهلة إذ ماذا سأقول عنّي وكيف أقدّم نفسي وهل ما سأخبر به عنّي
سيُفيد أحدا ما ؟ لكنّني غالبا ما أقول انّني امرأة تونسيّة اختار لها والداها من الأسماء "جودة" ليقترن باللّقب العائليّ بلغيث.
وهكذا فأنا جودة بلغيث تونسيّة الجنسيّة من مدينة نابل، متزوجة وأمّ لشابّين رائعين و أمارس مهنة التّعليم كمربيّة بالمدارس الابتدائية زاولت تعليمي الابتدائيّ بالجزائر بمدينة "تَبِسّة" بالشّرق الجزائريّ ثمّ واصلت تعليمي الثّانويّ بتونس والتحقت بكليّة الآداب و العلوم الانسانيّة
حيث درست مدّة سنتين اختصاص لغة عربيّة و حصلت على شهادة السّنة الأولى من أستاذيّة العربيّة واضطررت للانقطاع
عن التّعليم لظروف عائليّة قاهرة
أعشق كلّ الفنون إلى جانب السّفر غير أنّني لا أجد راحتي و مُتعتي إلاّ في الاهتمام بالأدب بكلّ أنواعه قراءة وكتابة
كيف كانت بداية الشّاعرة جودة بلغيث مع الشّعر؟
لا أذكر بالضّبط متى بدأتُ كتابة الشّعر لكنّني أذكر أنّ علاقتي بالحرف متينة منذ كنت بالمرحلة الثّانويّة إذ كتبت أولى قصائدي و كانت قصائد عموديّة لكنّني لم أجمِّع ما كتبته بل أكثر من ذلك
لقد أحرقت نصوصي جميعها في لحظة جنون عاصف وانقطعت عن الكتابة.
بعد الثّورة سنة 2011 عدت إلى الكتابة رغم أنّني حاولت ألاّ أفعل و عبّرت عن ذلك في هذا النّصّ الّذي أتحدّث فيه عن الصّراع الّذي وقع بيني وبين قلمي وهذا جزء منه: " ينوءُ قلمي
بحِملِه، يتلوى، يعتصر، يريد أن يلفظ كلّ أعبائه، أشدّ لجامه وأحكم عقاله وأزجُّ به في قعر زنزانة انفراديّة علّه يتوب إلى رشده ويرجِع عن غيّه و يستكين و يٌبقي أسرار الرّوح بين ثنايا الرّصاص لكنّه يأبى إلاّ أن يُذيبه" . غير أنّني لم أسع إلى نشر نصوصي في الجرائد أو المجلاّت لكن هناك طرفة وقعت لي لكي أبدأ بنشر نصوصي على الفضاء الاجتماعي الفيس بوك
تتمثّل في أنّ الرّوائيّ الكبير و الكاتب القصصيّ التّونسيّ إبراهيم الدّرغوثي طلب منّي أحد نصوصي ليقرأه و يعطيني رأيه لكنّه حالما قرأه نشره على صفحته مباشرة فكانت مفاجأة بالنّسبة لي و طبعا منذ ذلك اليوم جعلت أنشر نصوصي على هذا الفضاء
الافتراضيّ و كنت أفاجأ في كلّ مرّة بأخذها و نشرها في مواقع و مجلاّت إلكترونيّة مغربيّة و فلسطينيّة وأردنيّة وكذلك في جرائد ورقيّة بتونس مثل جريدة " المغرب "إلى جانب قراءات نقديّة لهذه النّصوص من طرف نقّاد من العراق و فلسطين خاصّة و نُشرت بجرائد ورقيّة كجريدة " العراق اليوم" العراقيّة وجريدة "الحياة الفلسطينيّة" كما نُشر مقال حول كتاباتي بعنوان "رحلة في عوالم الّشاعرة جودة بلغيث" بجريدة" الوطن" الورقيّة بسلطنة عمان.
بخصوص مشاركاتي في مهرجانات في الحقيقة دعيتُ إلى الكثير من الأمسيات الشّعريّة و التّظاهرات الأدبيّة و أبرزها ملتقى " نساء شاعرات" بتاريخ
4 و5 و6 ماي 2013.
كما دعيت إلى تمثيل تونس بمهرجان عالميّ بالمغرب الأقصى و لكنّني اعتذرت
هل تأثّرت جودة بلغيث بشعراء عرب وعالميين؟
لا يمكنني أن أذكر شاعرا معيّنا تأثّرت به ذلك أنّني قرأت ولازلت أقرأ للكثيرين من بينهم المتنبي وابن زيدون و أبو القاسم
الّشابي و بدر شاكر السّيّاب و طاغور و نزار قباني و أدونيس وإنسي الحاج و محمود درويش و محمد الغزي و حافظ محفوظ وكذلك الحلاّج و ابن الرّوميّ وبودلار و بول إلُوار و اليوت وغيرهم كثيرا.
لا يمكنني أن أجزم أنّني تأثّرت بأحدهم لكنّ الأكيد أنّك تجد أثرا لهم جميعا في كتاباتي نظرا للتّراكم النّاتج عن فعل القراءة
مثلما يقع لكلّ الكتّاب لكنّني أقول أنّ كلّ شاعر له أسلوبه الخاصّ و طريقته الّتي تميّزه عن غيره، وطبعا أترك الأمر للنّقاد ليبيّنوا ذلك.
كيف ترين حركة الشّعر الحديث في العالم العربي ؟
بالنّسبة لحركة الشّعر الحديث في العالم العربيّ لقد بدأت تستقرّ بعد ما عرفته من تغييرات جذريّة و مدّ و جزر ذلك أنّنا مثلا لم نعد نجد تلك البيانات الّتي يستهلّ بها الشّعراء مجموعاتهم الشّعريّة ، هذه البيانات الّتي اعتمدت على مبدأي المراجعة و التّأسيس ، المراجعة لما هو سائد من تقنيات و رؤية و تأسيس لما هو جديد باعتبار الشّعر فعل حرّ لا يحاكي الواقع بل يتجاوزه إلى الحياة في معناها المطلق والإنسانيّ. ومن هذا المنطلق يمكن القول بأنّ ملامح الحركة الشّعريّة العربيّة الحديثة بدأت تتوضّح و تستقلّ عن مفهوم الحداثة في الأدب الغربيّ وذلك مردّه التّجريب عن وعيّ تام بخصوصيات الأدب الغربي و العربيّ . غير أنّه يمكن التّوسع كثيرا في هذا السّؤال لأنّه سؤال مركب في حدّ ذاته سواء من ناحية التّجربة النّصيّة أو من ناحية الجهاز النّقدي ذلك أنّ الابداع الادبيّ هو حركة ثورية.
هل يستطيع الشّعر تغيير الشّعب؟
الشّعر ديوان العرب و كان له دور كبير في توجيه النّاس و تنظيم العلاقات في ما بينهم و تحديد مواقفهم من قضيّة ما. لكنّ الواضح اليوم أنّ الشّعر فقد هذا الدّور تاركا المجال لوسائط أخرى.فالشّعب لم يعد يقرأ أو يسمع الشّعر و الدّليل على ذلك أنّ
الأمسيات الشّعريّة تبقى حكرا على الكتّاب والشّعراء تقريبا. فجمهور الشّعر نقُص بشكل كبيرو نتيجة لذلك تأثير الشّعر ينقص و طبعا لا يمكننا الجزم بأنّ الشّعر يمكنه تغيير الشّعب مادام الشّعب لا يسمع و لا يقرأ شعرا و نكاد نجزم انّ هناك قطيعة بين
الكتاب و الدّيوان و القارئ و نظرا لما تقدّم فأنّى للشّعر تغيير الواقع .
و رغم كلّ ما تقدّم فأنا لست متشائمة لأنّ الحراك الثّقافيّ الّذي حدث مؤخّرا أقصد بعد الثّورات في البلدان العربيّة حيث كثُرت المنتديات الثّقافيّة و تعدّدت الجمعيّات الّتي تُعنى بالأدب قصّةً وروايةً و شعرا إلى جانب الصّحوة الإعلامية خاصّة الصّحافة المكتوبة و المجلاّت الإلكترونيّة الّتي تروّج للكتب و الكتّاب إلى
جانب استعمال الشّعراء لمواقع التّواصل الاجتماعيّة على الأنترنات لنشر كتاباتهم جعل النّصوص الشّعريّة تصل بسهولة إلى المتلقي ممّا خلق عددا هامّا من قراء الشّعر رغم أنّنا
لا نراهم يحضرون الأمسيّات الشّعريّة.
فكلّ ذلك سيُعيد البريق للشّعر ويجعله يستعيد دوره في توعيّة الشّعوب و قيادتها نحو غد أفضل.
هناك نشاطات ثقافية وأدبية عديدة في تونس، هل لك أن تعطينا نبذة سريعة حول مشاركتك فيها هذا العام؟
بدأت الموسم الثّقافي الأدبيّ لسنة 2013 - 2014
بأمسيّة في نادي الإبداع و النّقد بدار الكتب الوطنيّة الّذي يترأسه الكاتب الكبير عزّ الدّين المدني إلى جانب القاصّة نافلة ذَهَب بحضور عدد كبيير من الدّكاترة و الأساتذة الجامعيين و الكتّاب و الشّعراء. كما أنّه خلال شهر أكتوبر صدر ديواني الأوّل " نافلة الحلم " و قمت بتوقيعه في افتتاح الصّالون الثّقافي بسوسة لهذا الموسم مع مجموعة من المبدعين. كذلك وقع تكريمي بمناسبة عيد المرأة العالميّ يوم 08 مارس 2013 كما تابعت
فعاليّات الملتقى الثّاني للشّعراء العرب بنابل (مدينتي )ثمّ شاركت في مهرجان الحريّة العربيّ في دورته الثّالثة بمدينة
سيدي بوزيد إلى جانب مشاركاتي في العديد من الأمسيات الشّعريّة بتونس العاصمة و العديد من المدن التّونسيّة،
كذلك لديّ دعوة للمشاركة في مهرجان أدبيّ بمدينة المهديّة و ملقى أدبيّ بتونس العاصمة .
كما وقعت دعوتي للمشاركة بمهرجان بمدينة النّاظور بالمغرب الأقصى واعتذرت بالنّسبة لهذه السّنة.
كيف توفّق جودة بلغيث بين نشاطاتها الثقافية والأدبية وعملها كمدرسة وبين الحياة المنزلية كأم وزوجة؟
في الحقيقة الأمر ليس سهلا و لكنّني أحاول دائما أن أقوم بواجباتي كأمّ و زوجة على أكمل وجه ، كما أهتمّ بعملي كمدرّسة و أسعى إلى القيام بدوري كما ينبغي لينتفع تلاميذي ، امّا بخصوص نشاطاتي الأدبيّة و الثّقافيّة فإنّني أمارسها في ساعة
متأخّرة من اللّيل و أقصد منها الكتابة و القراءة ذلك أنّني أكون قد قمت بكلّ واجباتي نحو عائلتي كما أحضر الأمسيات وأشارك في المهرجانات خلال العطل.
نلاحظ ظهور كم كبير من الشاعرات في العالم العربي، هل ساهم ذلك في تغيير نظرة المجتمع العربي نحو المرأة؟
أظنّ أنّ العدد الكبير من الشّاعرات في العالم العربيّ مردُّه إلى ارتفاع نسبة التعليم لدى المرأة العربيّة و بلوغها مستويّات عالية في التّعلّم و خروجها للعمل في جميع المجالات ممّا مكّنها من التّعبير عن نفسها و عمّا تعيشه و كذلك التّعبير عن مشاغل الإنسان عموما و هموم الوطن وأفراحه إلى غير ذلك من المواضيع الّتي طرحتها واهتمّت بها في كتاباتها و طبعا ذلك ساهم في تغيير نظرة المجتمع العربيّ إلى المرأة باعتبارها مبدعة و باعتبارها تساهم في ايجاد حلول للنّهوض بالمجتمع و تطويره.
ما هي مشاريع جودة بلغيث المستقبلية؟
إن شاء اللّه سأقوم بطبع ديواني الثّاني الّذي اخترت له كعنوان " ألوان الفجر.. حدائق اللّيل" كما سأحاول الانتهاء من كتابة مجموعتي القصصيّة و توضيبها ثمّ طبعها إلى جانب إعداد مخطوط لديوان خاصّ ب " الومضة " الشّعريّة
حوار: محمد زيدان
الى جانب كونها زوجة وأم فهي أيضاً كاتبة وشاعرة وأستاذة تعمل في مجال التعليم. شاركت في العديد من المؤتمرات الشعرية والثقافية وترأست جمعية المتوسط لتنمية الثقافات. لها حضور دائم في العمل الثقافي والأدبي في تونس وأصدرت
ديوانها الشعري الأول مطلع هذا العام تحت عنوان "نافلة الحلم". التقتها دنيا الوطن على هامش ملتقى الشعراء العرب الثاني في تونس وكان بينهما هذا الحوار.
بداية نرحب بك استاذة جودة بلغيث عبر موقع دنيا الوطن ونطلب منك أن تعرفينا بــ "جودة بلغيث".
كلّما طُلب منّي أن أقدّم نفسي أرتبك وأقف حائرة ذاهلة إذ ماذا سأقول عنّي وكيف أقدّم نفسي وهل ما سأخبر به عنّي
سيُفيد أحدا ما ؟ لكنّني غالبا ما أقول انّني امرأة تونسيّة اختار لها والداها من الأسماء "جودة" ليقترن باللّقب العائليّ بلغيث.
وهكذا فأنا جودة بلغيث تونسيّة الجنسيّة من مدينة نابل، متزوجة وأمّ لشابّين رائعين و أمارس مهنة التّعليم كمربيّة بالمدارس الابتدائية زاولت تعليمي الابتدائيّ بالجزائر بمدينة "تَبِسّة" بالشّرق الجزائريّ ثمّ واصلت تعليمي الثّانويّ بتونس والتحقت بكليّة الآداب و العلوم الانسانيّة
حيث درست مدّة سنتين اختصاص لغة عربيّة و حصلت على شهادة السّنة الأولى من أستاذيّة العربيّة واضطررت للانقطاع
عن التّعليم لظروف عائليّة قاهرة
أعشق كلّ الفنون إلى جانب السّفر غير أنّني لا أجد راحتي و مُتعتي إلاّ في الاهتمام بالأدب بكلّ أنواعه قراءة وكتابة
كيف كانت بداية الشّاعرة جودة بلغيث مع الشّعر؟
لا أذكر بالضّبط متى بدأتُ كتابة الشّعر لكنّني أذكر أنّ علاقتي بالحرف متينة منذ كنت بالمرحلة الثّانويّة إذ كتبت أولى قصائدي و كانت قصائد عموديّة لكنّني لم أجمِّع ما كتبته بل أكثر من ذلك
لقد أحرقت نصوصي جميعها في لحظة جنون عاصف وانقطعت عن الكتابة.
بعد الثّورة سنة 2011 عدت إلى الكتابة رغم أنّني حاولت ألاّ أفعل و عبّرت عن ذلك في هذا النّصّ الّذي أتحدّث فيه عن الصّراع الّذي وقع بيني وبين قلمي وهذا جزء منه: " ينوءُ قلمي
بحِملِه، يتلوى، يعتصر، يريد أن يلفظ كلّ أعبائه، أشدّ لجامه وأحكم عقاله وأزجُّ به في قعر زنزانة انفراديّة علّه يتوب إلى رشده ويرجِع عن غيّه و يستكين و يٌبقي أسرار الرّوح بين ثنايا الرّصاص لكنّه يأبى إلاّ أن يُذيبه" . غير أنّني لم أسع إلى نشر نصوصي في الجرائد أو المجلاّت لكن هناك طرفة وقعت لي لكي أبدأ بنشر نصوصي على الفضاء الاجتماعي الفيس بوك
تتمثّل في أنّ الرّوائيّ الكبير و الكاتب القصصيّ التّونسيّ إبراهيم الدّرغوثي طلب منّي أحد نصوصي ليقرأه و يعطيني رأيه لكنّه حالما قرأه نشره على صفحته مباشرة فكانت مفاجأة بالنّسبة لي و طبعا منذ ذلك اليوم جعلت أنشر نصوصي على هذا الفضاء
الافتراضيّ و كنت أفاجأ في كلّ مرّة بأخذها و نشرها في مواقع و مجلاّت إلكترونيّة مغربيّة و فلسطينيّة وأردنيّة وكذلك في جرائد ورقيّة بتونس مثل جريدة " المغرب "إلى جانب قراءات نقديّة لهذه النّصوص من طرف نقّاد من العراق و فلسطين خاصّة و نُشرت بجرائد ورقيّة كجريدة " العراق اليوم" العراقيّة وجريدة "الحياة الفلسطينيّة" كما نُشر مقال حول كتاباتي بعنوان "رحلة في عوالم الّشاعرة جودة بلغيث" بجريدة" الوطن" الورقيّة بسلطنة عمان.
بخصوص مشاركاتي في مهرجانات في الحقيقة دعيتُ إلى الكثير من الأمسيات الشّعريّة و التّظاهرات الأدبيّة و أبرزها ملتقى " نساء شاعرات" بتاريخ
4 و5 و6 ماي 2013.
كما دعيت إلى تمثيل تونس بمهرجان عالميّ بالمغرب الأقصى و لكنّني اعتذرت
هل تأثّرت جودة بلغيث بشعراء عرب وعالميين؟
لا يمكنني أن أذكر شاعرا معيّنا تأثّرت به ذلك أنّني قرأت ولازلت أقرأ للكثيرين من بينهم المتنبي وابن زيدون و أبو القاسم
الّشابي و بدر شاكر السّيّاب و طاغور و نزار قباني و أدونيس وإنسي الحاج و محمود درويش و محمد الغزي و حافظ محفوظ وكذلك الحلاّج و ابن الرّوميّ وبودلار و بول إلُوار و اليوت وغيرهم كثيرا.
لا يمكنني أن أجزم أنّني تأثّرت بأحدهم لكنّ الأكيد أنّك تجد أثرا لهم جميعا في كتاباتي نظرا للتّراكم النّاتج عن فعل القراءة
مثلما يقع لكلّ الكتّاب لكنّني أقول أنّ كلّ شاعر له أسلوبه الخاصّ و طريقته الّتي تميّزه عن غيره، وطبعا أترك الأمر للنّقاد ليبيّنوا ذلك.
كيف ترين حركة الشّعر الحديث في العالم العربي ؟
بالنّسبة لحركة الشّعر الحديث في العالم العربيّ لقد بدأت تستقرّ بعد ما عرفته من تغييرات جذريّة و مدّ و جزر ذلك أنّنا مثلا لم نعد نجد تلك البيانات الّتي يستهلّ بها الشّعراء مجموعاتهم الشّعريّة ، هذه البيانات الّتي اعتمدت على مبدأي المراجعة و التّأسيس ، المراجعة لما هو سائد من تقنيات و رؤية و تأسيس لما هو جديد باعتبار الشّعر فعل حرّ لا يحاكي الواقع بل يتجاوزه إلى الحياة في معناها المطلق والإنسانيّ. ومن هذا المنطلق يمكن القول بأنّ ملامح الحركة الشّعريّة العربيّة الحديثة بدأت تتوضّح و تستقلّ عن مفهوم الحداثة في الأدب الغربيّ وذلك مردّه التّجريب عن وعيّ تام بخصوصيات الأدب الغربي و العربيّ . غير أنّه يمكن التّوسع كثيرا في هذا السّؤال لأنّه سؤال مركب في حدّ ذاته سواء من ناحية التّجربة النّصيّة أو من ناحية الجهاز النّقدي ذلك أنّ الابداع الادبيّ هو حركة ثورية.
هل يستطيع الشّعر تغيير الشّعب؟
الشّعر ديوان العرب و كان له دور كبير في توجيه النّاس و تنظيم العلاقات في ما بينهم و تحديد مواقفهم من قضيّة ما. لكنّ الواضح اليوم أنّ الشّعر فقد هذا الدّور تاركا المجال لوسائط أخرى.فالشّعب لم يعد يقرأ أو يسمع الشّعر و الدّليل على ذلك أنّ
الأمسيات الشّعريّة تبقى حكرا على الكتّاب والشّعراء تقريبا. فجمهور الشّعر نقُص بشكل كبيرو نتيجة لذلك تأثير الشّعر ينقص و طبعا لا يمكننا الجزم بأنّ الشّعر يمكنه تغيير الشّعب مادام الشّعب لا يسمع و لا يقرأ شعرا و نكاد نجزم انّ هناك قطيعة بين
الكتاب و الدّيوان و القارئ و نظرا لما تقدّم فأنّى للشّعر تغيير الواقع .
و رغم كلّ ما تقدّم فأنا لست متشائمة لأنّ الحراك الثّقافيّ الّذي حدث مؤخّرا أقصد بعد الثّورات في البلدان العربيّة حيث كثُرت المنتديات الثّقافيّة و تعدّدت الجمعيّات الّتي تُعنى بالأدب قصّةً وروايةً و شعرا إلى جانب الصّحوة الإعلامية خاصّة الصّحافة المكتوبة و المجلاّت الإلكترونيّة الّتي تروّج للكتب و الكتّاب إلى
جانب استعمال الشّعراء لمواقع التّواصل الاجتماعيّة على الأنترنات لنشر كتاباتهم جعل النّصوص الشّعريّة تصل بسهولة إلى المتلقي ممّا خلق عددا هامّا من قراء الشّعر رغم أنّنا
لا نراهم يحضرون الأمسيّات الشّعريّة.
فكلّ ذلك سيُعيد البريق للشّعر ويجعله يستعيد دوره في توعيّة الشّعوب و قيادتها نحو غد أفضل.
هناك نشاطات ثقافية وأدبية عديدة في تونس، هل لك أن تعطينا نبذة سريعة حول مشاركتك فيها هذا العام؟
بدأت الموسم الثّقافي الأدبيّ لسنة 2013 - 2014
بأمسيّة في نادي الإبداع و النّقد بدار الكتب الوطنيّة الّذي يترأسه الكاتب الكبير عزّ الدّين المدني إلى جانب القاصّة نافلة ذَهَب بحضور عدد كبيير من الدّكاترة و الأساتذة الجامعيين و الكتّاب و الشّعراء. كما أنّه خلال شهر أكتوبر صدر ديواني الأوّل " نافلة الحلم " و قمت بتوقيعه في افتتاح الصّالون الثّقافي بسوسة لهذا الموسم مع مجموعة من المبدعين. كذلك وقع تكريمي بمناسبة عيد المرأة العالميّ يوم 08 مارس 2013 كما تابعت
فعاليّات الملتقى الثّاني للشّعراء العرب بنابل (مدينتي )ثمّ شاركت في مهرجان الحريّة العربيّ في دورته الثّالثة بمدينة
سيدي بوزيد إلى جانب مشاركاتي في العديد من الأمسيات الشّعريّة بتونس العاصمة و العديد من المدن التّونسيّة،
كذلك لديّ دعوة للمشاركة في مهرجان أدبيّ بمدينة المهديّة و ملقى أدبيّ بتونس العاصمة .
كما وقعت دعوتي للمشاركة بمهرجان بمدينة النّاظور بالمغرب الأقصى واعتذرت بالنّسبة لهذه السّنة.
كيف توفّق جودة بلغيث بين نشاطاتها الثقافية والأدبية وعملها كمدرسة وبين الحياة المنزلية كأم وزوجة؟
في الحقيقة الأمر ليس سهلا و لكنّني أحاول دائما أن أقوم بواجباتي كأمّ و زوجة على أكمل وجه ، كما أهتمّ بعملي كمدرّسة و أسعى إلى القيام بدوري كما ينبغي لينتفع تلاميذي ، امّا بخصوص نشاطاتي الأدبيّة و الثّقافيّة فإنّني أمارسها في ساعة
متأخّرة من اللّيل و أقصد منها الكتابة و القراءة ذلك أنّني أكون قد قمت بكلّ واجباتي نحو عائلتي كما أحضر الأمسيات وأشارك في المهرجانات خلال العطل.
نلاحظ ظهور كم كبير من الشاعرات في العالم العربي، هل ساهم ذلك في تغيير نظرة المجتمع العربي نحو المرأة؟
أظنّ أنّ العدد الكبير من الشّاعرات في العالم العربيّ مردُّه إلى ارتفاع نسبة التعليم لدى المرأة العربيّة و بلوغها مستويّات عالية في التّعلّم و خروجها للعمل في جميع المجالات ممّا مكّنها من التّعبير عن نفسها و عمّا تعيشه و كذلك التّعبير عن مشاغل الإنسان عموما و هموم الوطن وأفراحه إلى غير ذلك من المواضيع الّتي طرحتها واهتمّت بها في كتاباتها و طبعا ذلك ساهم في تغيير نظرة المجتمع العربيّ إلى المرأة باعتبارها مبدعة و باعتبارها تساهم في ايجاد حلول للنّهوض بالمجتمع و تطويره.
ما هي مشاريع جودة بلغيث المستقبلية؟
إن شاء اللّه سأقوم بطبع ديواني الثّاني الّذي اخترت له كعنوان " ألوان الفجر.. حدائق اللّيل" كما سأحاول الانتهاء من كتابة مجموعتي القصصيّة و توضيبها ثمّ طبعها إلى جانب إعداد مخطوط لديوان خاصّ ب " الومضة " الشّعريّة