الأخبار
بلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع الشعب الفلسطيني.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولى
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هجمة اسرائيلية وخيارات فلسطينية محدودة بقلم : بديع عويس

تاريخ النشر : 2014-04-23
هجمة اسرائيلية وخيارات فلسطينية محدودة
البروفسور موشيه روى كيف أخذه أبوه عام الف وتسعمئة وواحد وخمسين ، وقال له ( انه زرع أجهزة تنصت في المجلس الاسلامي الاعلى – فندق بلاس الذي بني عام الف وتسعمئة وستة وثلاثين – في قاعة الاجتماعات ) وقد كان مهندس تلفونات يعمل لدى الحاج أمين الحسيني في الوقت الذي كان مرتبطاً بالهاجاناة ؛ بغرض التنصت على الفلسطينيين والانجليز .
موجات الاستيطا ن الاسرائيلي ( الناعم ) تواترت حتى وصلت أعداد اليهود الى اربعمئة الف ، استفاق الفلسطينيون وهم يرزحون تحت نير الانتد اب البريطاني ، انتفضوا معبرين عن غضبهم اتجاه سياسة الانجليز المنحازة بدون تحفظ الى تمكين اليهود من الاستيطان ، وترك الابواب مشرعة امام المنظمات الصهيونية للاستيلاء على الارض ؛ وبالتالي تشريد اصحابها .
اتسعت رقعة التوتر ، وشملت صدامات مع اليهود ، سارع الانجليز الى تكليف السير بل بتشكيل لجنة ؛ عرفت باسمه ( لجنة بل ) عام الف وتسعمئة وسبعة وثلاثين ، تقدمت بتوصيات ؛ تقسّم فلسطين ، نسبة 17 % منها لليهود ؛ تمهيداً لنكبة عام 1948 ، وفاء لوعد بلفور .
الولايات المتحدة الامريكية وريثة بريطانيا في قوة نفوذها ، لم تبتعد عن اسرائيل ، بل عززت تحالفها معها ولم تتوقف رعايتها لها حتى يومنا ، وزير خارجيتها كيري يرعى المفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل ، كوسيط ، يحذر من تصعيد ابو مازن من اصراره على اللجوء الى الامم المتحدة .في حين ان الاسرائيليين ازدادوا منعة ؛ بفضل اللجان الدولية الداعمة لتفوقهم على محيطهم الاقليمي ، والقرارات الدولية التي اسست لوجودهم ، ورعت تعاظم قوتهم ، والقرارات الدولية المقيَّدة بفيتو امريكا أو من يتبع لها من الدول العظمى ؛ ولذلك هي تمعن بغطرستها على المستوى الشعبي ( المستوطنين ) والمستوى الرسمي . بلدية القدس تنفذ قرارها ، ترسل المفتشين المختصين بالتنفيذ ، يصادرون عشرات البسطات في الحي العربي _ باب العمود _ بما تحتويه من مواد غذائية تعارض الشريعة اليهودية الخاصة بعيد الفصح ،وهم لا يخفون فرحتهم بان من وعد بتهويد القدس قد أوفى بوعده ، لكن سؤالاً يُطرح : ماذا يكون دور البلدية في حالة تقديم دراسة قانونية تحظر بيع المأكولات في الاحياء اليهودية خلال شهر رمضان ؛ حفاظاً على مشاعر المسلمين ؟ ساحات الاقصى مستباحة من قبل عشرات المسوطنين ، ترافقهم وحدات خاصة من قوات الشرطة ، والمسجد الاقصى اقتحمه مئة وعشرون مستوطنا ، أعقبها مواجهات عنيفة مع المصلين والشبان المسلمين في ساحات الاقصى ومحيطه . حافلات تقل المستوطنين الى قبر يوسف في نابلس ؛ بحماية قوة كبيرة من الجيش ، يتصدى لهم شبان المدينة ، والجيش الاسرائيلي يستخدم قنابل ا لغاز لتفريقهم . لم تتوقف هجمات المستوطنين عند هذا الحد ، بل تجاوزتها الى التعدي على السيارات في الطرق الرئيسة ، الواصلة بين المدن والقرى الفلسطينية ، وقطع اشجار الزيتون وحرقها .
الاستخبارات الاسرائيلية ليست بعيدة عن هذا المشهد ، فهي تؤدي دورها ايضاً ، اعلنت عن اعداد تصور للوضع الاقليمي خلال العام المقبل ، تتابع الى اين تتجه المفاوضات والى اين يسير ابو مازن ، وتقيّم ما مدى توفر عوامل النهوض في انتفاضة ثالثة او عدم توفرها ، وترصد التطور العسكري في غزة ؛ ولذلك وفرت خيارات متعددة لمرحلة قادمة ؛ على المستوى الامني والسياسي ،اسرائيل تجري اتصالات واسعة مع دول اقليمية وغربية لمواجهة مخاطر حل السلطة الفلسطينية فيما اذا اتخذت القيادة الفلسطينية قرارا بذلك . مسئولون كبار في قيادة المنطقة الوسطى التقوا مؤخراً مع مسؤولي الاجهزة الامنية في السلطة الفلسطينية لم يستبعدوا في لقاءاتهم تجريد الاجهزة الامنية من سلاحها ، بعد أن ابطلوا مفعول بطاقات الشخصيات المهمة ، وبعد ما صرّح به بينيت : أن لا أحد سيتشبّث بأبو مازن اذا قرّر حل السلطة .

اسرائيل أعدّت تصوّراً للوضع الاقليمي خلال العام المقبل ؛ حتى وصلت الى نتيجة : أن حماس اصبحت على قناعة بخطورة الاسلحة التي تمتلكها على أمن اسرائيل ؛ رغم الحصار الخانق ، وصعوبة الوضع الاقتصادي ، وأن الجيل الجديد في الضفة الغربية يتذكر معاناته المعيشية من نقص الطاقة ، واجتياح الدبابات ، وهو يدرك ما تعانيه غزة في حصارها ؛ الامر الذي يحول دون تصعيد الاحداث ، الا انهم لا يستبعدون ( بو عزيزي ) فلسطيني يشعل ربيعا في فلسطين .
الجانب الفلسطيني كبقية دول الجوار العربي ؛ فهو أسير لمدى احتقان الشارع او عدمه ، ومدى قدرته على تفعيل قرارات الامم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية ، وكذلك مدى التقارب بين فصائل العمل الوطني في غزة او في الضفة الغربية . السلطة الفلسطينية لم تعلن الانسحاب من المفاوضات حتى 29 – 4 نهاية التسعة شهور المتفق عليها مع الجانب الاسرائيلي ، وهي لم تغلق الباب أمام المصالحة مع حماس في غزة . فقد اوكل الرئيس ابو مازن مهمة البحث في المصالحة الى لجنة خماسية ، توجهت الى غزة حيث تجري النقاش في جلسات حوار يشارك فيها د . أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ، تهدف الى تنفيذ اتفاق القاهرة . السلطة في الجمع بين تحقيق هدف المصالحة مع حماس من جهة وبين المفاوضات الدائرة بينها وبين اسرائيل من جهة أخرى ؛ لن يكون الخيار عندها سهلاً - خاصة انّ اسرائيل تماطل ولا تلتزم باستحقاقات وقّعت عليها ، في ظلّ سلطة ليس بينها وبين حماس علاقات تقلق اسرائيل ، فكيف اذا اضفنا خطوطاً حمراً عند حماس لا تتجاوزها .
رغم كل العقبات ؛ ابو مازن لم ينس البعد العربي للقضية الفلسطينية ، فهو على تواصل مع الجامعة العربية ، حتى يستنفذ الخيارات المتاحة في مقابل الخيارات المتعددة عند الاسرائيليين ، هو يعلم علم اليقين ان ما لديه من قدرات ؛ يستمدها من شعب يخضع للاحتلال ، تكمن قوته في صبره وأمله ويقينه ؛ بأنه صاحب حق مغتصب ، وأن الانتماء العربي العاطفي يمر في مرحلة لن تكون خاتمة المراحل في عمر الشعوب ، تعقبها مراحل النهوض القومي .
الفلسطينيّون قبل غيرهم من العرب ، مطلوب منهم الّا تقرّ لهم عين قبل ان يكونوا صادقين حين يعلنون عن سعيهم لدحر الاحتلال او انهاءالانقسام او بناء التنظيمات او تشكيل الاحزاب او صناعة الفرد والمجتمع ،هم يدركون ان الاغطية منزوعة عنهم امام اعدائهم قبل اصدقائهم .الرأس المرفوعة يجب أن تطعم معدة جائعة ؛ أو تجوع معها .

بقلم : بديع عويس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف