الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سهرة مع أحمد سعد بقلم: راضي كريني

تاريخ النشر : 2014-04-22
22-4-2014
سهرة مع أحمد سعد
راضي كريني
في 19-4-2010 غادرَنا أحمد سعد، الذي كان يشغل رئيس تحرير الاتحاد، والناطق الرسميّ باسم الحزب الشيوعيّ الإسرائيليّ و...
كانت لقاءاتنا وإيّاه منذ اشتدّت سواعدنا، شبه يوميّة، وأجملها جلسة نهاية الأسبوع التي كانت تجمعنا مع العديد من الرفاق، من مختلف الأعمار، والتي كنّا نطرح فيها موضوعًا للنقاش و"نفصفصه" حتّى تكتمل الآراء ويرتفع منسوب القناعات، ويختمر الجوع والعطش لأبسط أنواع الطعام والشراب و...
كان أحمد سعد يزرع جوانب طرقاتنا بورود على شكل الورد ليجعل رؤى أحلامنا أملا واقعيّا، و...
وفي إحدى الليالي الصيفيّة، على شاطئ الزيب المنعش للخيال، وللشطحات الفكريّة، ابتدأ الحوار بطرح سؤال من رفيقنا رفيق أبو سيخ: إلى أي حدّ يشكّل إهمال الحكومات الإسرائيليّة للأقليّة العربيّة الفلسطينيّة الإسرائيليّة خطرًا على مستقبل إسرائيل؟ فعلّق علي أبو سيخ: سأل طفل أباه عن السياسة الإسرائيليّة؛ فردّ أبوه عليه: أنا أمثّل رأس المال، وأمّك تلعب دور الحكومة، وجدك يمثّل النقابات العمّاليّة، والشغّالة الطبقة العاملة، وأخوك الصغير المستقبل الواعد و... وفي إحدى الليالي امتلأت أجواء غرفة الطفلين برائحة الخراء، إنتاج الطفل الصغير/المستقبل الواعد و... وفي الصباح رفع الابن شكواه؛ فاعترض الأب/رأس المال على احتجاجاته، ولامه على عدم طرق باب أمّه/الحكومة عند بداية الخراء؛ فردّ الطفل بأنّه فعل .. ووجد أمّه/الحكومة غارقة في النوم، ولم تنتبه لاستغاثاته، وأبوه/رأس المال كان "مشغولا" مع الشغّالة، وجدّه/النقابات يراقب من وراء الستار انشغال ابنه بالشغّالة، وأخوه الصغير/المستقبل الواعد كلّه خراء ... فضحكنا، ثمّ بدأنا بالجدّ للإجابة على السؤال.
تعمل السلطات الإسرائيليّة على أن تبقى الأقليّة العربيّة مهمّشة وخاضعة للسيادة، هذا ما أدّى إلى أن لا تأخذها الأكثريّة اليهوديّة بالحسبان في حياتها اليوميّة .. وممّا وسّع الفجوة الاقتصاديّة (وكان أحمد يشدّد على الاقتصاديّة) والاجتماعيّة والسياسيّة بين المجتمعين، إلى درجة إنكار الأكثريّة اليهوديّة لحقوق الأقليّة، وبالذات حقّها في المشاركة في الحياة السياسيّة الرسميّة والتعبير عنها و... رأينا كيف تعاطفت الأكثريّة مع اليمين الذي عاب على حكومة العمل-ميرتس (1992-1996) اعتمادها على أصوات عربيّة لتمرير اتّفاق أوسلو في الكنيست (البرلمان الإسرائيليّ)، وكيف أخذت تفتّش عن زعيم جيّد لليهود فقط، ووجدوه في بيبي نتنياهو صانع التوتّر والخوف ورافض السلام!
"إنعمت بصيرة" الأكثريّة اليهوديّة عن رؤية خطر الابتعاد عن الأقليّة في الحياة اليوميّة على مستقبلها، خصوصا وأنّ تطوّر الأقليّة ومستوى معيشتها لا يتوقّفان عند أبواب الأكثريّة؛ فالأقليّة العربيّة مفتوحة على التمدّن والحضارة والتطوّر العالمي، وقادرة على الاستعانة بالمعاهدات والمواثيق (الملتزمة بها إسرائيل) والمنظّمات الدوليّة التي نشأت بعد الحرب العالميّة الثانيّة للدفاع عن حقوق الإنسان؛ كي تلزم حكومات إسرائيل باحترام حقوقها، كما تحترم حكومات الكثير من الدول الأقليّات اليهوديّة المتواجدة فيها على الأقل.
90% من دول العالم مركبّة من مجتمعات أكثريّة وأقليّة، وإسرائيل فقط تعمل، بعكس جميع هذه الدول، على توسيع الفجوة ورقعة الانقسام بين الأكثريّة اليهوديّة والأقليّة العربيّة فيها، وبين الشعب الإسرائيليّ ككلّ والشعوب العربيّة المحيطة بها...دَخْل العربيّ الفلسطينيّ يعادل أقل من 10% من دخل الإسرائيليّ، بينما دخل المكسيكيّ يعادل أكثر من 25% من دخل الأمريكيّ في الولايات المتّحدة، ودخل البولوني يعادل ثلث الألمانيّ و... لم تتوقف السياسة الإسرائيليّة الرسميّة على توسيع الفجوة بين دخلي الفلسطينيّ والإسرائيليّ فحسب؛ بل عمّقت الانقسام الديمغرافي، وأخلّت بالاتزان الجيوسياسيّ في المنطقة، وجعلت من إسرائيل سجنًا (محاطة بالأسوار لا بالعدل) غريبا في المنطقة؛ فهل تحمي الأسوار السجن؟!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف