غيداء العالم
عندما سقط نظام الشاه في إيران يوم 11 شباط 1979، على أثر الثورة الايرانية التي کانت من الاحداث بالغة الاهمية في القرن العشرين، فإن الشعب الثائر قام بفتح أبواب السجون و أطلقوا سراح السجناء وهم يعتقدون بأن عهد هذا الشعب مع السجون سينتهي و يبدأ عهد جديد مفعم بالحرية و الديمقراطية، لکن الذي حصل بعد أن سيطر رجال الدين على مقاليد الحکم و صادروا الثورة لصالحهم، کانت الکارثة بعينها.
ليس بالامکان القول أن السجون في عهد الشاه کانت قليلة بل ان الشعب الايراني کان يتصور بأن عدد سجون النظام کبيرة جدا، غير أن النظام الديني قد تفوق على نظام الشاه بهذا المضمار، حيث إزدهرت في عهده بناء السجون و تزايدها بصورة کبيرة لکن مع ملاحظات خاصة عن هذه السجون إذ انها تتميز بما يلي:
اولاـ تفتقر للخدمات و المرافق الاساسية بالصورة المطلوبة التي تجعل منها سنا يليق بالبشر.
ثانياـ تکتض بالنزلاء الى الحد الذي لايمکن توفر مکان للنوم و الراحة للسجناء في العديد من السجون، والملفت للنظر أن النوم يتم بالتناوب!
ـ الخدمات العلاجية تکاد أن تکون منعدمة في العديد من هذه السجون حيث تنتشر الامراض و الاوبئة بين السجناء.
ـ يتم إمتهان کرامة و إنسانية السجناء و يخضعون لوجبات منتظمة من التعذيب النفسي و الجسدي.
ويبرز من بين سجون النظام، سجنا ذاق أبناء الشعب الايراني منه الويلات منذ عهد الشاه و لحد يومنا، وفي الوقت الذي کان من المتوقع أن يتم إلغاء هذا السجن او تحويله الى مکان او متحف لتخليد نضال أبناء الشعب ضد دکتاتورية الشاه، لکن شيئا من ذلك لم يحدث بل وإزدادت و تکاثرت السجون لأن نظام رجال الدين کان بحاجة ماسة إليها، من سجن إيفين هذا، تسربت معلومة هامة بشأن قيام مجموعة کبيرة من القوات القمعية للنظام الايراني و بحجة اجراء التفتيش في يوم 17 أبريل نيسان الجاري، بالهجوم على السجناء السياسيون في العنبر 350 و الاعتداء بشکل وحشي عليهم و توجيه الاهانات البالغة لهم و إقتياد 32 فردا منهم وهم مضمخون بالجروح البليغة الى مکان مجهول.
هذا الحدث الانساني الذي هز عوائل السجناء السياسيين و دفعهم للتجمع أمام دار العدل في طهران إحتجاجا على ذلك، في نفس الوقت الذي أعلن فيه سجناء العنبر 350 و سجناء العنابر الاخرى الاضراب عن الطعام إحتجاجا على الهجوم الوحشي و کذلك على مجهولية مصير رفاقهم ال32 الذين إقتادتهم القوات القمعية الى مکان غير معلوم ولايعرفون عنهم شيئا لحد الان، لکن الذي يجب الاشارة إليه والتوقف عنه مليا هو أن معظم اولئك ال32 فردا الذين تم إقتيادهم و کذلك تلك الردهات المحددة التي تم الهجوم عليها في العنبر 350 في سجن إيفين کانت خاصة بسجناء محکومين بتهمة إرتباطهم بمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة.
للسجون في إيران العصر الحديث تأثير کبير على الشارع الايراني، حيث أن الثورة الايرانية ضد نظام الشاه قد تم تحريکها و التمهيد و التحفيز لها من داخل الزنزانات، ويبدو أن نفس القصة و المشهد يتکرران، خصوصا عندما نجد السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية تدعو الشعب الايراني وخصوصا الاجيال الشابة منه الى الانتفاضة ضد النظام إحجاجا على ممارسات النظام القمعية ضد السجناء، ومن المرجح أن تسرب هکذا نبأ من هذا السجن الحساس الذي يعتبر بمثابة باستيل طهران، سوف لن يمر بهدوء و سلام و من الممکن و الوارد جدا حدوث تداعيات و إنعکاسات لها خصوصا وان الاوضاع في إيران تبدو حاليا وکأنها على کف عفريت.
[email protected]
عندما سقط نظام الشاه في إيران يوم 11 شباط 1979، على أثر الثورة الايرانية التي کانت من الاحداث بالغة الاهمية في القرن العشرين، فإن الشعب الثائر قام بفتح أبواب السجون و أطلقوا سراح السجناء وهم يعتقدون بأن عهد هذا الشعب مع السجون سينتهي و يبدأ عهد جديد مفعم بالحرية و الديمقراطية، لکن الذي حصل بعد أن سيطر رجال الدين على مقاليد الحکم و صادروا الثورة لصالحهم، کانت الکارثة بعينها.
ليس بالامکان القول أن السجون في عهد الشاه کانت قليلة بل ان الشعب الايراني کان يتصور بأن عدد سجون النظام کبيرة جدا، غير أن النظام الديني قد تفوق على نظام الشاه بهذا المضمار، حيث إزدهرت في عهده بناء السجون و تزايدها بصورة کبيرة لکن مع ملاحظات خاصة عن هذه السجون إذ انها تتميز بما يلي:
اولاـ تفتقر للخدمات و المرافق الاساسية بالصورة المطلوبة التي تجعل منها سنا يليق بالبشر.
ثانياـ تکتض بالنزلاء الى الحد الذي لايمکن توفر مکان للنوم و الراحة للسجناء في العديد من السجون، والملفت للنظر أن النوم يتم بالتناوب!
ـ الخدمات العلاجية تکاد أن تکون منعدمة في العديد من هذه السجون حيث تنتشر الامراض و الاوبئة بين السجناء.
ـ يتم إمتهان کرامة و إنسانية السجناء و يخضعون لوجبات منتظمة من التعذيب النفسي و الجسدي.
ويبرز من بين سجون النظام، سجنا ذاق أبناء الشعب الايراني منه الويلات منذ عهد الشاه و لحد يومنا، وفي الوقت الذي کان من المتوقع أن يتم إلغاء هذا السجن او تحويله الى مکان او متحف لتخليد نضال أبناء الشعب ضد دکتاتورية الشاه، لکن شيئا من ذلك لم يحدث بل وإزدادت و تکاثرت السجون لأن نظام رجال الدين کان بحاجة ماسة إليها، من سجن إيفين هذا، تسربت معلومة هامة بشأن قيام مجموعة کبيرة من القوات القمعية للنظام الايراني و بحجة اجراء التفتيش في يوم 17 أبريل نيسان الجاري، بالهجوم على السجناء السياسيون في العنبر 350 و الاعتداء بشکل وحشي عليهم و توجيه الاهانات البالغة لهم و إقتياد 32 فردا منهم وهم مضمخون بالجروح البليغة الى مکان مجهول.
هذا الحدث الانساني الذي هز عوائل السجناء السياسيين و دفعهم للتجمع أمام دار العدل في طهران إحتجاجا على ذلك، في نفس الوقت الذي أعلن فيه سجناء العنبر 350 و سجناء العنابر الاخرى الاضراب عن الطعام إحتجاجا على الهجوم الوحشي و کذلك على مجهولية مصير رفاقهم ال32 الذين إقتادتهم القوات القمعية الى مکان غير معلوم ولايعرفون عنهم شيئا لحد الان، لکن الذي يجب الاشارة إليه والتوقف عنه مليا هو أن معظم اولئك ال32 فردا الذين تم إقتيادهم و کذلك تلك الردهات المحددة التي تم الهجوم عليها في العنبر 350 في سجن إيفين کانت خاصة بسجناء محکومين بتهمة إرتباطهم بمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة.
للسجون في إيران العصر الحديث تأثير کبير على الشارع الايراني، حيث أن الثورة الايرانية ضد نظام الشاه قد تم تحريکها و التمهيد و التحفيز لها من داخل الزنزانات، ويبدو أن نفس القصة و المشهد يتکرران، خصوصا عندما نجد السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية تدعو الشعب الايراني وخصوصا الاجيال الشابة منه الى الانتفاضة ضد النظام إحجاجا على ممارسات النظام القمعية ضد السجناء، ومن المرجح أن تسرب هکذا نبأ من هذا السجن الحساس الذي يعتبر بمثابة باستيل طهران، سوف لن يمر بهدوء و سلام و من الممکن و الوارد جدا حدوث تداعيات و إنعکاسات لها خصوصا وان الاوضاع في إيران تبدو حاليا وکأنها على کف عفريت.
[email protected]