الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سماء مفقودة بقلم: أحمد الخميسي

تاريخ النشر : 2014-04-21
سماء مفقودة بقلم: أحمد الخميسي
سماء مفقودة  

قصة قصيرة
أحمد الخميسي

    حدث ذلك صباح يوم مشمس منذ قرون طويلة تحت ظلال قلعة ضخمة حين راح  عصفور صغير يتواثب بين أقدام جنود ونساء وسقائين وباعة يدفعون عربات يدوية وهو يضرب بمنقاره بينهم ليفسح لنفسه مجالا. صبي كان يمشي يده بيد أمه لمح العصفور فصاح مدهوشا "عصفور على الأرض"! جذبته أمه فواصل سيره إلي الأمام وهو يتلفت خلفه. بعد قليل توقفت الأم عند خان متواضع لتبادل بقمحها  مترين من القماش. وبينما هي تساوم التاجر كان العصفور قد وصل إلي الخان. انحنى الصبي وقرب فمه من رأس العصفور يستفسر منه " لماذا تمشي على الأرض؟ أنت عصفور لم لا تطير؟! ". أشاح العصفور ببصره في ناحية ثم قال وطرف جناحه يرتعش بأسف " كنت أود أن أطير لكن ليس ثمت  سماء". قالها وأطرق لحظة، وعاد يشق طريقه بين أقدام السائرين بوثباته القصيرة السريعة. تطلع الصبي إلي أعلى يتحقق من وجود السماء فشاهد فراغا غائما.
    منذ ذلك الصباح جرى نهر الزمن طويلا، وتعاقب على سطحه ملوك وأمراء وعمت فيضانات واندلعت حروب وتفشت أوبئة وارتفعت مصانع وشيدت جسور، وتوهجت واحترقت مليارات المشاعر، واعتادت سلسلة من أحفاد العصفور أن تكون سماؤهم برك المياه ووحل الشوارع. زمنا بعد زمن ألفت مناقيرهم ضرب الأسفلت بحثا عن فتات الطعام وقطرات المياه. وجرى نهر الزمن أبعد فأبعد فتحولت الأجنحة إلي أذرع، والسيقان الدقيقة إلي أرجل غليظة، وكبرت الصدور لتغدو رئات تنفخ الهواء بضجر، وجرى نهر الزمن فلم يعد بوسع كائن أن يميز من بين البشر العصافير القديمة التي صارت تمشي بالبدل والفساتين وترفع مظلات تحميها من المطر.   
    اليوم قبيل الغروب بقليل وقف عصفور بقميص نصف كم وسروال أزرق أمام محل يسأل صاحبه عملا. أجابه الرجل من دون أن ينظر ناحيته" لاتوجد وظائف". أحبطه الرد. مكث في مكانه مهموما. استدار وتابع سيره على الرصيف يغمغم. رأى محلا آخر مفتوح الأبواب. سأل عملا أي عمل. لم يجد جوابا. توقف يتأمل حياته. تلفت حوله بحيرة. وفجأة سرت على سطح جلده ارتجافة الريش القديمة في الريح. اندفع إلي الأمام مشتعلا بالحزن واليأس بخطوات نزقة متلاحقة أقرب إلي وثبات جده العصفورالأكبر. تصلب أنفه كالمنقار يزاحم به السائرين. خايلته بعنف حبة قمح واحدة وقطرة ماء. هزته إلي السماوات الرحبة فطرته العريقة فشب على أصابع قدميه ورفرف بذراعيه لأعلى بحثا عن السماء المفقودة.

                                               ***
أحمد الخميسي. كاتب مصري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف