الأخبار
قناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المفترق بقلم:محمود حسونة

تاريخ النشر : 2014-04-20
المفترق بقلم:محمود حسونة
متكومون عند المفترق بصمت الذي يعرف كل الأمور ، متكومون بلا حراك كأنهم قطعوا من جدران المدينة ، عيونهم تحدّق ولا ترى ، عيونهم تبحث عن وقت يسندهم ، ملابسهم الثقيلة لا تقدر على رد البرد العنيد ، التعب و البرد والنعاس يسري في الأٌقدام ويتلوى في الركب ليصير ارتجافا ...

يمارسون حضورهم القهري ولكن ليس كبقية الأشياء،الكوفيات التي تعصر الدماغ لا توقف صخب التفكير ، إذا لمحتهم ترى نموذجا للقهر ، الأذرع الناشفة المعروقة تمتد أمامهم كسيوف مشرعة ، الأسئلة تتكسر في عيونهم المبطنة كالسر العظيم ... تحلقوا حول مائدتهم ، لقمة لقمتان تكفي !!

الطعم في الفم بلا طعم ، الماء في الحلق بطعم الوقت المحترق ... مثقفون ، لكن ذلك لا يخصهم ، لأنهم لا يخصون أحدا ...

عيونهم الشاخصة تستغيث من وحل هائل ، الرتابة جعلتهم يتوحدون مع كل الوقت في وقت ، لا فرق بين صباح ومساء ، لا فرق بين يوم ويوم ، النعاس المزمن يمتد في الأبدان صراخا ...

أمامهم يمتد انحدار أسود عريض ملطخ بالزيت المحروق ، وعن يسارهم أشجار عارية تمد أغصانها في وجه المدينة ، وخلفهم جدار خشن يغرس نتوءاته في لحم الظهر لتوصل البرد إلى الفقرات ... مرا يمر الوقت ... طال انتظارهم ، هل اليوم هو اليوم ؟؟ هل هم أنفسهم ؟؟ هل المفترق هو المفترق ؟؟ مرا يمر الوقت ليزداد الصراخ في عيونهم ، يتحدب الظهر ويلتصق بالركب ...

تمر الوجوه أمامهم لهاثا وعبثا ... بائع جرائد ، أطفال يبحثون أو يضيعون ، مسنون يمارسون هواية الشقاء ، إناث بثياب خانقة ... تتوقف سيارة فارهة ، يداعب صاحبها ربطة عنقه المتهدل كعنق بقرة هرمة ، يحدّق أحدهم فيه بعيون قاسية ويصرخ : إنه هو !! ، لا لا ليس هو !! بلى إنه هو ... إنه خدعة ، كل شيء يخصه خدعة ...

أعمدة الكهرباء منتصبة كهامات منتصرة في مكان لا يليق ... تقفز الشاحنات من قاع المنحدر منتظمة كتوابيت الموت ، تجأر بصوتها ، عجلاتها الضخمة تبطح أسفلت الشارع ، تصدم عيونهم ، تجذبهم ، يدورون مع محركاتها ، يسحقون تحت عجلاتها ، في الرأس دوار ، في الرأس نعاس ، في الرأس حنق ... تقترب منهم ، تقف قبالتهم تلطم بسخامها وجوههم ، يقفون بأجساد معصورة والألم يزعق في الأبدان ، ينحشرون في بطنها لتغادر المفترق .


محمود حسونة ( أبو فيصل )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف