الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حاضر مرتجف بقلم : محمود حسونة

تاريخ النشر : 2014-04-16
حاضر مرتجف بقلم : محمود حسونة
في النص القرآني : ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) وفي الحديث الشريف: ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) .
لولا أنّ هذبنا ديننا الحنيف لبقينا في مراتع الجاهلية ، وسنبقى في جاهليتنا الأخلاقية ، من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن شرعنا . يقول تعالى :( ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير )
إنّ الصراحة ونقد الذات بالعدل ، هي الطريق الصواب للتصحيح ، بعيدا عن المداهنة و الترقيع و التغافل عن الخلل وتجميله ، لكي لا تتضخم العلل ، فيكون الإصلاح قاسيا وعسيرا ، فالمؤمن من يقول الحق, ولو على نفسه .
نحن مجتمع غلظة وفظاظة وقسوة وصلف إلا من رحم الله ، خشونة الألفاظ ، تصحر في النفوس ، تعالي فارغ ، ونزاقة وعصبية مريضة ، نقسو على بعضنا وعلى أنفسنا وعلى الشجر والطير و الحيوان ، نتلاكم بالكلمات والقبضات ، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة ، جُفاة في الخُلُق ، إذا خاطبته اكفهرَّ وعبس ، نتلاقي بوجوه غبرة قلقة مكفهرة ، تلاحظ والعصبية و النزاقة في معظم معاملاتنا وسلوكنا : الزوج مع زوجته ، الأب مع أولاده ، رب العمل مع عماله ، نلوّث طهارة النفس ، بالغل والحقد والحسد والكبر، ( لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا ) . زد على ذلك الهمز واللمز والغيبة والنميمة والنفاق ، إذا غضبنا لعنّا وشتمنا بأقذع و أفحش القول ،هذه ليست لغة شخص لا يخجل بتوقيعه الصريح عليها ، هذه لغة جيل كامل منّا ،هذه آداب الغضب والفجور كسلوك مشين في معاملة الناس. عصر الآباء و الأجداد المضيء بالأخلاق صار ذكريا.
وإن خاصمنا فجرنا ، والناس بسيوف في أفواههم وجنوبهم ، الهراوة ملازمة لنا نخبئها تحت جلودنا لوقت المنازلة الكبرى لننهال بها على الخصم دون تأني أو تروي !! نغلق أبوابنا ونوافذنا وأنفسنا عن الآخرين ، لا علاقة لنا بهم !!! صورة مؤلمة لنا بتفاصيل محزنة ومخيبة لما نحن فيه ، من تفشى جاهلية أخلاقية ، بؤس يومي عام ، وحزن حميم على غياب التراحم والمودة بين أنفسنا ، صورة قبيحة تمر أمامنا ، نراها بوضوح ونعاني منها ، يمكن أن نسميها عالما متوحشا غليظا ، كم هو قاس مشهدنا مهما نثرنا عليه الأزهار والورود ، و مهما أُرفقناه بكلمات الفخر أو الرثاء ، حاضر مرتجف خليط من بؤس وبأس ويأس . إلى ماذا يؤدي ؟! بالتأكيد إلى الانهيار الكلّي و غوصا في الوحل ، نقارن فنجد أن الآخرون أكثر رحمة واحترام لنا ، ليس لأنهم يخافون منا ، ولكن لأنهم يحترمون القوانين !!
هل صدق فينا قول ابن خلدون قبل مئات السنين ( أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش و أسبابه فيهم ، فصار لهم خُلقاً و جبلةً ) ، و ( أنهم لخلق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقياداً بعضهم لبعض للغلظة ) ؟؟!!
أين نحن من أخلاق الدين ؟! أين رقة وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وبشاشة اللقاء ،و التأدب مع الآخرين ، والإحسان للجار ، والحوار الهادئ ، والحياة المنظمة ، و الالتزام بالمواعيد ،و ترتيب شؤون الحياة .
( الدين المعاملة ) هذا الحديث الشريف يصلح لأن يكون العنوان الكبير لديننا الحنيف ، وجوهر الدين ، حديث شريف من نبي كريم ،خفيف على اللسان ، ومؤثر في حياة الإنسان نعرفه حق المعرفة ، ونقرأه ، ونفهمه جيدا ، لكن أين نحن من التطبيق ؟! وضوح كامل في نص صريح ، ومع ذلك ما زلنا نحيد عنه ونسيء لبعضنا بالغيبة والطعن و النميمة والغمز ( ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء ) نؤدي العبادات من صلاة وصوم وغيرها من الفرائض ، بمعنى نؤدي حق الله عز وجل في العبادة ، وننسى حق عبيده في المعاملة الحسنة ، لينطبق علينا الحديث الشريف ( أتدرونَ ما المُفلِس؟ ـ المفلس بالمفهوم العام: من لا درهم له, ولا دينار؛ لا يملك مالاً إطلاقاً ـ فقالوا: المفْلس فينا من لا درهم له, ولا متاع, فقال: إن المفلس من يأتي يوم القيامة؛ بصلاة, وصيام, وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيت حسناته ـ قبل أن يقضى ما عليه ـ أخذ من خطاياهم؛ فطرحت عليه، ثم يُطرح في النار)
الدين عبادات تعاملية تصح بها العبادات الشعائرية، الدين يدعونا لكل ما هو نبيل من صدق ، وأمانة ، وعفة وطهارة يد ولسان، ورحمة ، وتواضع عندئذ تصح الصلاة, والصوم, والحج, والزكاة. الدين طاعة ومعاملة .
إن العلامة المميزة في المؤمن صدقه, وأمانته, وعفته وتواضعه ، هذه الصفات النبيلة للمسلم (: المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه (الإنسان يتألق بمعاملاته , فإذا صحت معاملاته أحبّه الناس , فهمنا السقيم للدين أن نعطي حق الله وننسى حق الناس . عندنا شعائر فقط , أما الاستقامة والمعاملة فلا . ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ) ، ( الراحمون يرحمهم الرحمن ) ، و ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .
نحن بحاجة لمعاهد ومراكز لتدريب الناس على حسن المعاملة ، وبحاجة لمؤسسات لتخريج أناس يحملون الرقة والرحمة والتواضع ، وبحاجة لمراكز لتدريس المسئولين اللياقة واللباقة مع الناس ، وبحاجة لمؤسسات لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية بحاجة إلى تطبيق صادق للشريعة ، لنتخلص من القسوة والجفاء التي تظهر على وجوهنا وتعاملنا ، أين منهج الدين القويم ؟! : ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) ، ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) ، ( فاصفح الصفح الجميل ) يقول المثل الهندي : ( المرعى أخضر ولكن القطيع مريض )

بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )


الحديث السابق يبين لنا حقيقة الدين :

الله عز وجل لا يتعامل مع التمنيات يتعامل مع العمل الصادق :
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف