الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انكسار المرايا بقلم:زكية خيرهم

تاريخ النشر : 2014-04-13
انكسار المرايا
بقلم
زكية خيرهم

رقصت أشعة الشمس ، متّشحة برائحة المطر، مرتدية حوافر اللحظات  في تلك السويعات الأخيرة من الغروب. ألوان طيفها تعانق تلك المويجات التي تترامى مع ايقاع سكون مجنون، ثمّ تنسحب بعيدا ممتطية مركب الجزر في وسط تلك الأعماق. تاركة رمال ذلك الشاطئ تلملمُ أشلاء حُلمها المكلوم. كنت أنظر إليها من بعيد، أبحث في ثناياها المقفرة. خطوت نحوها رغم حلول الظلام، غير آبهة بذلك السّكون الموحش ولا بذلك البرد الصقيع. أبحث فيها عن روح تشدّ لي أزري، عن أذن تسمع بوح أصداء كلماتي. عن بعض الطريق التي عشتها في رحلة من حزن. أبحث فيها عن أهلي وعشيرتي.
التفتّ من خلفي، نظرت إلى وجه تلك الرّمال، لم تكن إلاّ قفارا تعزف في سكون، تعاني من عُقدة الإرهاق. تصرخ بلا صوت تتلوّى شغفا، تغرق في بحر خلف عتوّ الأمواج. لم أكن أصدقّ ان جدرانها همُّ وسقفُها تتهاطل منه آهات تشظّت في المدى، وحين جابت وسط علامات التّعجّب، جرتّ دهشتها وخيبتها في أنفة مصطنعة. ألقت بظلالها في متاهات من استفهام، عن أوراق وعن قزح من ألوان، وحبر يتعثّر في أسمال من كلمات مسكونة بصراخ في صمت. حديقة عطشى يلثم ثغرها سائل من علقم تحت سقف تتهاطل منه آهات وصهيل نزوات في شرفات اللهفة.
كنت أراهما يستاقطان من أعلى ناصية السراب. ابتسمت إليها وكأني بذلك أريد اشباع رغبات تساءلاتها وكأنها بذلك تريد ردّ الاعتبار. قلت لها:" إنها قزح من ألوان، وواحدة من الفراشات ، تتشظّى سرّا، تلوذ بأجنحتها الغرقى في اثمك. ترتمي خلف علل الأمواج ، تغرس قصتها فوق زنابق خاوية. تعيش أحلاما اعرف أنها ستستيقظ يوما على قارب الوهم، حيث ضباب الحيرة وتدرك أنّ ذلك الحبر كان يخطّ سوى خرافات قاحلة معهودة منذ الأزل.
هناك في تلك الضفّة الأخرى صرخة لأنثى تحمل رضيعها في صدرها. تداري قلقها اليومي ووحدتها  المخبوءة تحت الرّغبة وذكرى حروبها المتشوّهة. تجرّ ويلاتها في متاهات الصّدى، لا يسمعها ذلك الحبر ولا قزح تلك الألوان. توارويا بعيدا عنها في رعشة من جنون. تائهين في شوارع بعيدة كسيرة. غادرا مسالك العيون وراء كواليس يئنّان جوعا يتأجّج لظى. لهيبما تطفيه تلك الأمواج ليشتعل اعصارا. وبين الشجن والتيه يرقصان فوق أشلاء روح تلك الواقفة من بعيد وطفلها ينتحب تلك المسافات التي تفصله عن ذلك الولهان التائه بين شوارع مواطن ضائعة، يجري بين الزّوايا وراء أحلامه المعطوبة الأمل ،المبتورة المنال.  
غدت روحها احتواء الأزمات وطفلها بين يديها تدثّره بقلبها الحزين، تترقب طيرها الزاجل الذي حطّ عشه على قزح تلك الألوان. في عتمة ذلك المكان تترقب في شواطئ وحشتها البائسة، على أمل رجوعه الذي بات وهما وحلما كاذبا. انهمرت دموعا حرّى على حياتها العرجاء ومصابها المُفتعل. تراءت لها على تلك الرّمال آثار خطوات زمنها الميّت. تتعثّر في وهن تُرمّم ما تبقى لها من روحها المتدلّية وجعا. وعلى كلّ خطوة في مداها حيرة الشّوق في امتداد السّباق.لم يتبقّ شيء. بهث اللون واصفرت الروح وتهاوت كما أوراق الخريف. توجّهت صوب ذلك الغروب الذي اصبحت اشعته تتوارى ببطء خلف مياه البحر وهي ترافقه متجهة لوحشتها الأبدية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف