هاشتاق "غزة تحت القصف"
يتحول الى حلبة اشتباك بين نشطاء العرب
الناشط والمدون : أحمد سمرة
يعاني قطاع غزة من حالة عدم استقرار على الصعيد الميداني بشكل شبه دائم ..فموجات التصعيد المتبادلة بين الغزيين واسرائيل لا تكاد تنتهي , حيث عشنا على مدار الأسبوع الماضي آخر محطات هذا التصعيد والتي بدأت باستهداف اسرائيل لنشطاء في المقاومة الفلسطينية أسفر عنه استشهاد ثلاثة مقاتلين ينتمون لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تلاه اطلاق رشقات صاروخية في عملية حملت اسم كسر الصمت كما أطلقت عليها سرايا القدس التي أكدت في وقت لاحق التوصل لاتفاق تهدئة بشكل أسرع ربما من صواريخها كما وصف محللون .
بالنسبة للغزيين فجميع مكونات المشهد التي أوردتها لا يزيد عن كونه حلقة باتت روتينية في حياتهم اليومية .. ليس غريبا ذلك فالحروب الطاحنة في غزة أصلا باتت اعتيادية حتى صار لسان حالهم "الحروب في الشتاء .. والأعراس في الصيف" كما
يعلق أحدهم .
اللافت هذه المرة بعيدا عن مسرح الأحداث هو ما شهدته مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما موقع تويتر الأكثر استخداما على مستوى دول الخليج والمغرب العربي فلقد تصدرت أحداث التصعيد الأخير أبرز ما تناوله رواد الشبكات الاجتماعية خلال
مشاركاتهم وذلك تحت هاشتاق حمل اسم #غزة_تحت_القصف .
الهاشتاق الذي تجاوزت عدد المشاركات خلاله أكثر من 120 ألف مشاركة خلال أقل من
70 ساعة شهد تنوعا واسعا في جنسيات المشاركين معظمهم من دول الخليج العربي الأمر الذي لم نعد نشهده في الماضي القريب لا سيما بعد تزاحم المنطقة بالأحداث والتجاذبات التي جعلت القضية الفلسطينية تتدحرج قليلا الى الوراء في سلم أولويات الرأي العام العربي .
في جولة سريعة على مشاركات المغردين ترى أن الأمر بدأ بتضامن فعلي مع أهالي قطاع غزة ومعاناتهم سرعان ما يأخذ الأمر منحنى تصاعدي في اتجاه آخر بعيدا ربما عن مدلول الاسم الذي يحمله الهاشتاق وهو غزة تحت القصف .
عدد من المشاركات التي دعا أصحابها لإسرائيل أن ينصرها الله على حماس ذات المرجعية الإخوانية فجّر جدلا واسعا بين رواد الشبكة الاجتماعية لا سيما بعد الاستقطاب السياسي الحاد في منطقة الخليج العربي اثر تفاقم الخلافات السعودية القطرية والتي ترجمت مؤخرا بحركة سحب السفراء .
غزة وقضيتها أصبحت محورا للفرز بين معسكرين ومنبرا للمزايدة بين طرفين, الأول يعتبر أن دعم غزة هو شهادة يفخر بها حاملها في اشارة إلى الموقف القطري , والآخر يرى ان حماس "الإخوانية" وسياساتها وراء معاناة أهل غزة وضياع القضية .
الهاشتاق الذي يفترض انه خصص لأجل التضامن مع الغزيين شهد حملة من التخوين والتجريح والاتهام بالتصهين تلخصت في تغريدة للشيخ نبيل العوضي أكد خلالها أن غزة تكتوي بنيران صهاينة اليهود والعرب على حد سواء .
ربما من مصلحة غزة أن تُذكر في حوار دائر بين أشقائها العرب , لكن أسوء ما في الامر أن تبدأ ثقافة الكراهية بالظهور لا سيما بعد أن قطع الربيع العربي شوطا طويلا تغيرت خلاله معالم المنطقة فكريا وسياسيا وثقافيا , هذه الثقافة وبغض
النظر عن عناصرها أو جهة من يسعى لنشرها ستكون وبالا على شعوب المنطقة بمختلف توجهاتها وانتماءاتها .
يتحول الى حلبة اشتباك بين نشطاء العرب
الناشط والمدون : أحمد سمرة
يعاني قطاع غزة من حالة عدم استقرار على الصعيد الميداني بشكل شبه دائم ..فموجات التصعيد المتبادلة بين الغزيين واسرائيل لا تكاد تنتهي , حيث عشنا على مدار الأسبوع الماضي آخر محطات هذا التصعيد والتي بدأت باستهداف اسرائيل لنشطاء في المقاومة الفلسطينية أسفر عنه استشهاد ثلاثة مقاتلين ينتمون لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تلاه اطلاق رشقات صاروخية في عملية حملت اسم كسر الصمت كما أطلقت عليها سرايا القدس التي أكدت في وقت لاحق التوصل لاتفاق تهدئة بشكل أسرع ربما من صواريخها كما وصف محللون .
بالنسبة للغزيين فجميع مكونات المشهد التي أوردتها لا يزيد عن كونه حلقة باتت روتينية في حياتهم اليومية .. ليس غريبا ذلك فالحروب الطاحنة في غزة أصلا باتت اعتيادية حتى صار لسان حالهم "الحروب في الشتاء .. والأعراس في الصيف" كما
يعلق أحدهم .
اللافت هذه المرة بعيدا عن مسرح الأحداث هو ما شهدته مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما موقع تويتر الأكثر استخداما على مستوى دول الخليج والمغرب العربي فلقد تصدرت أحداث التصعيد الأخير أبرز ما تناوله رواد الشبكات الاجتماعية خلال
مشاركاتهم وذلك تحت هاشتاق حمل اسم #غزة_تحت_القصف .
الهاشتاق الذي تجاوزت عدد المشاركات خلاله أكثر من 120 ألف مشاركة خلال أقل من
70 ساعة شهد تنوعا واسعا في جنسيات المشاركين معظمهم من دول الخليج العربي الأمر الذي لم نعد نشهده في الماضي القريب لا سيما بعد تزاحم المنطقة بالأحداث والتجاذبات التي جعلت القضية الفلسطينية تتدحرج قليلا الى الوراء في سلم أولويات الرأي العام العربي .
في جولة سريعة على مشاركات المغردين ترى أن الأمر بدأ بتضامن فعلي مع أهالي قطاع غزة ومعاناتهم سرعان ما يأخذ الأمر منحنى تصاعدي في اتجاه آخر بعيدا ربما عن مدلول الاسم الذي يحمله الهاشتاق وهو غزة تحت القصف .
عدد من المشاركات التي دعا أصحابها لإسرائيل أن ينصرها الله على حماس ذات المرجعية الإخوانية فجّر جدلا واسعا بين رواد الشبكة الاجتماعية لا سيما بعد الاستقطاب السياسي الحاد في منطقة الخليج العربي اثر تفاقم الخلافات السعودية القطرية والتي ترجمت مؤخرا بحركة سحب السفراء .
غزة وقضيتها أصبحت محورا للفرز بين معسكرين ومنبرا للمزايدة بين طرفين, الأول يعتبر أن دعم غزة هو شهادة يفخر بها حاملها في اشارة إلى الموقف القطري , والآخر يرى ان حماس "الإخوانية" وسياساتها وراء معاناة أهل غزة وضياع القضية .
الهاشتاق الذي يفترض انه خصص لأجل التضامن مع الغزيين شهد حملة من التخوين والتجريح والاتهام بالتصهين تلخصت في تغريدة للشيخ نبيل العوضي أكد خلالها أن غزة تكتوي بنيران صهاينة اليهود والعرب على حد سواء .
ربما من مصلحة غزة أن تُذكر في حوار دائر بين أشقائها العرب , لكن أسوء ما في الامر أن تبدأ ثقافة الكراهية بالظهور لا سيما بعد أن قطع الربيع العربي شوطا طويلا تغيرت خلاله معالم المنطقة فكريا وسياسيا وثقافيا , هذه الثقافة وبغض
النظر عن عناصرها أو جهة من يسعى لنشرها ستكون وبالا على شعوب المنطقة بمختلف توجهاتها وانتماءاتها .