
أنا حقيقتكم / فراس البلاصي
( آخ من ظلم الزمن .. ليش يا دنيا أموت وأنذل قدام العلن .. لا أخ أتسند عليه .. ولا أخت تحضني بحنان... ولا حد اشكيلو همومي غير نفسي والحزن ... زهقت يا دنيا وحيد .... وبالموت ما حد رح يحمل الكفن ..."!! التوقيع : فراس البلاصي
( سألقى عليكم واجبا أليما ومخزيا )
لا زلنا مجتمع بلا رحمة ولا شفقة ، رغم التطور الفني الهائل ، هناك تخلف قيمي هائل ، يصنفونا بالعالم الثالث ونحن من عالم لا متناهي في الظلم ، مجتمع تنقصه سلوكيات القيم وتكثر فيه مظاهر النفاق ، كل ما يخصنا خدعة ، نخدع أنفسنا أولا قبل أن نخدع الآخرين ، نتظاهر بالتدين و لا نتزين بأخلاق الدين ، منافقون دجالون ، نمتهن كل شي ء ، نتضرع لله نطلب الرحمة والعدل والرزق وقلوبنا ممتلئة بالغل والحسد والحقد !!! تحتار في شأن هذا المجتمع ، نرفع أكفنا نطلب النصر والظفر ، ونحن لم ننتصر على شياطين الجهل والنفاق والخداع المعششة في قلوبنا ، مهزومون في داخلنا هزمتنا النعرات والجاهلية السوداء ، لا نرحم ضعيف ولا نوقر كبير، نمتهن كرامة الإنسان ونطلب العزة من الله ، ما زلنا نتباهى بصلفنا وغرورنا وأموالنا وعيالنا نحن في جاهلية ، نؤدي الشعائر كطقوس في رياء ونفاق ولا أثر لها في سلوكنا ، نقطع الرحم ونحنث باليمين ونظلم !!!
السؤال الذي يزعق فينا ، ويصفع وجوهنا و أقفيتنا بقسوة ، ما ذنب فراس البلاصي ،؟؟ لماذا جلدناه بلا رحمة ؟؟!! ما تهمته ؟؟ّ!! نحن لم نجلده فراس ، بل نحن جلدنا ووبخنا واحتقرنا أنفسنا ، التي نتباهى بها وهي مليئة بالخبايا العفنة !! فراس ليس من صنع يده ، هو وليد حالة من حالات نزواتنا الخبيئة والتي نخجل أن نعترف بها ، التي نتستر عليها ليذهب أمثال فراس ضحية بريئة لها ، بالضبط كالقانون الأهوج الذي يبرئ اللصوص ويعاقب الشاهد !! ويقول له لماذا تشهد على الجريمة يا مغفل ؟؟!! فراس حالة من حالات عبثنا المختبئة وللأسف ، فراس كان ضحية ضعيفة لأكثر من مرة ، وربما لمليون مرة ، أقساها وأفظعها حضوره للدنيا ككل البشر ، لكنه عوقب بقسوة على حضوره ، الذي لم يكن بقراره ، بل ولم يُستشر ، لم نعاقب الذين كانوا سببا في حضوره ، اختفوا كالأشباح ، اختفوا لأنهم الأقوياء فهم أقوى منه ، اختفوا بإذن منا فنحن الذين أخفيناهم لنبقى أكثر زينة وزيف ، ودسنا عليه فهو ( الحقير) الذي كشف حقيقتنا القذرة ، لقد حضر فراس من الخطأ ، وكأنه هو الخطأ ، عاقبناه على أنه هو الخطأ والكل يعرف ويدرك تماما أنه ليس الخطأ ، بل هو الصواب الفاضح للخطأ ، هو الذي يشير لنا على الخطأ ويبينه لنا بوضوح ، فراس وبخنا وأظهر حقيقتنا بتجلي فأردنا أن ننتقم منه بدلا عن أنفسنا ونعاقبه هو على أفعال نستحي منها ، لنبقى هكذا مخدوعين وخادعين ، استحق فراس منا الجلد والعقاب !!! لأنه كشف عنّا الغطاء الذي نسستتر وراءه ونمارس مع شياطيننا كل القذارة ، ثم نخدع أنفسنا والآخرين ونظهر كأننا أنقيا وأتقياء ونخفي خبايانا الدنيئة ، نحن ظلمنا أنفسنا قبل كل شيء .
عاقبنا فراس مرة أخرى يوم أجبرناه على اختيار الخلاص الخطأ ، لم نتحمل وجوده ، فوجوده يستفزنا ويظهر حقيقتنا التي نرتعب منها ، في كل مرة يعرينا ، يظهر فتظهر حقيقتنا ، ولأننا تعودنا على التخفي والخداع ، و فراس يفضحنا ، فراس يجلدنا ، يهتف فينا دائما ينادي بالصواب ، هو أكثر واحد يعرف خفايانا هو الشاهد على جبننا وحقارتنا ، كلما ظهرنا أمامه ، كان يصفعنا ، فراس لم يغب فهو يحوم على رؤسنا وينادي بصوت مسموع أنتم خداع ، أنا بينكم لأفضح الخطأ لكنكم مصممون على التضليل والخداع وأول ما تخدعوا هي أنفسكم !!! كم مرة حاول أن يثبت لنا أنه بريء أنه إنسان مثلنا ينتمي لنا بأبوين غابا لأنهم خجلوا منه فهو الشاهد الوحيد عليهم ، رفضوه لأنه أصّر على الحقيقة .
كم مرة نادى فراس فينا بأنه الحقيقة ويشهد عليها !! كم صرخ فينا أنني منكم وبينكم ولكم أنا حقيقتكم !!، لا تظلموني لأنني كشفت المستور والمخفي من سلوككم ، سيبقى فراس يوكز ضميرنا ، يوبخنا ، ويعري خطايانا التي نصر على إخفاءها ، وهي موجودة فينا تطفو على السطح مرة بعد مرة لتأتي المرة التي نخضع فيها ونعترف ونقر بخطيئتنا .
ساعات مُرة مصحوبة بأفظع شعور يمكن أن يستشعره الإنسان إنه الاغتراب والامتهان ،ألم فكري ونفسي فظيع ، ، أخيرا قرر فراس نهاية دوره كشاهد على جريمة اقترفناها نحن ، لقد غاب العدل عند القاضي وعند الحضور !!
يبيّن القاص الانجليزي وليم موريس في إحدى قصصه القصيرة : أنّ مجهولي النسب ( اللقطاء ) أشخاص متميزون، فلا بد أن أمهم كانت فاتنة ورائعة جدا إلى الحد الذي فتنت به رجلا لم يستطع أن يقاوم الرغبة في مراودتها. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ، لا بد أن ذلك الرجل كان على درجة عالية من الذكاء والموهبة والشخصية بحيث لم تستطع تلك المرأة غير أن تستسلم له. فيولد ( اللقيط ) من أبوين متميزين. قد نتفق مع ما قاله وليم مورس وقد لا نتفق ، ولكن نتفق جميعا على أنّ ( مجهول النسب ) إنسان بيننا ، ولا غير ذلك ، وإلا فلماذا تفسح ألمانيا بعظمتها ليكون المستشار الأول لها ( اللقيط ) هلموت شميت ؟؟!! هذا ما صرح به هو للرئيس الفرنسي فالري جيسكار دستان !!!
بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )
( آخ من ظلم الزمن .. ليش يا دنيا أموت وأنذل قدام العلن .. لا أخ أتسند عليه .. ولا أخت تحضني بحنان... ولا حد اشكيلو همومي غير نفسي والحزن ... زهقت يا دنيا وحيد .... وبالموت ما حد رح يحمل الكفن ..."!! التوقيع : فراس البلاصي
( سألقى عليكم واجبا أليما ومخزيا )
لا زلنا مجتمع بلا رحمة ولا شفقة ، رغم التطور الفني الهائل ، هناك تخلف قيمي هائل ، يصنفونا بالعالم الثالث ونحن من عالم لا متناهي في الظلم ، مجتمع تنقصه سلوكيات القيم وتكثر فيه مظاهر النفاق ، كل ما يخصنا خدعة ، نخدع أنفسنا أولا قبل أن نخدع الآخرين ، نتظاهر بالتدين و لا نتزين بأخلاق الدين ، منافقون دجالون ، نمتهن كل شي ء ، نتضرع لله نطلب الرحمة والعدل والرزق وقلوبنا ممتلئة بالغل والحسد والحقد !!! تحتار في شأن هذا المجتمع ، نرفع أكفنا نطلب النصر والظفر ، ونحن لم ننتصر على شياطين الجهل والنفاق والخداع المعششة في قلوبنا ، مهزومون في داخلنا هزمتنا النعرات والجاهلية السوداء ، لا نرحم ضعيف ولا نوقر كبير، نمتهن كرامة الإنسان ونطلب العزة من الله ، ما زلنا نتباهى بصلفنا وغرورنا وأموالنا وعيالنا نحن في جاهلية ، نؤدي الشعائر كطقوس في رياء ونفاق ولا أثر لها في سلوكنا ، نقطع الرحم ونحنث باليمين ونظلم !!!
السؤال الذي يزعق فينا ، ويصفع وجوهنا و أقفيتنا بقسوة ، ما ذنب فراس البلاصي ،؟؟ لماذا جلدناه بلا رحمة ؟؟!! ما تهمته ؟؟ّ!! نحن لم نجلده فراس ، بل نحن جلدنا ووبخنا واحتقرنا أنفسنا ، التي نتباهى بها وهي مليئة بالخبايا العفنة !! فراس ليس من صنع يده ، هو وليد حالة من حالات نزواتنا الخبيئة والتي نخجل أن نعترف بها ، التي نتستر عليها ليذهب أمثال فراس ضحية بريئة لها ، بالضبط كالقانون الأهوج الذي يبرئ اللصوص ويعاقب الشاهد !! ويقول له لماذا تشهد على الجريمة يا مغفل ؟؟!! فراس حالة من حالات عبثنا المختبئة وللأسف ، فراس كان ضحية ضعيفة لأكثر من مرة ، وربما لمليون مرة ، أقساها وأفظعها حضوره للدنيا ككل البشر ، لكنه عوقب بقسوة على حضوره ، الذي لم يكن بقراره ، بل ولم يُستشر ، لم نعاقب الذين كانوا سببا في حضوره ، اختفوا كالأشباح ، اختفوا لأنهم الأقوياء فهم أقوى منه ، اختفوا بإذن منا فنحن الذين أخفيناهم لنبقى أكثر زينة وزيف ، ودسنا عليه فهو ( الحقير) الذي كشف حقيقتنا القذرة ، لقد حضر فراس من الخطأ ، وكأنه هو الخطأ ، عاقبناه على أنه هو الخطأ والكل يعرف ويدرك تماما أنه ليس الخطأ ، بل هو الصواب الفاضح للخطأ ، هو الذي يشير لنا على الخطأ ويبينه لنا بوضوح ، فراس وبخنا وأظهر حقيقتنا بتجلي فأردنا أن ننتقم منه بدلا عن أنفسنا ونعاقبه هو على أفعال نستحي منها ، لنبقى هكذا مخدوعين وخادعين ، استحق فراس منا الجلد والعقاب !!! لأنه كشف عنّا الغطاء الذي نسستتر وراءه ونمارس مع شياطيننا كل القذارة ، ثم نخدع أنفسنا والآخرين ونظهر كأننا أنقيا وأتقياء ونخفي خبايانا الدنيئة ، نحن ظلمنا أنفسنا قبل كل شيء .
عاقبنا فراس مرة أخرى يوم أجبرناه على اختيار الخلاص الخطأ ، لم نتحمل وجوده ، فوجوده يستفزنا ويظهر حقيقتنا التي نرتعب منها ، في كل مرة يعرينا ، يظهر فتظهر حقيقتنا ، ولأننا تعودنا على التخفي والخداع ، و فراس يفضحنا ، فراس يجلدنا ، يهتف فينا دائما ينادي بالصواب ، هو أكثر واحد يعرف خفايانا هو الشاهد على جبننا وحقارتنا ، كلما ظهرنا أمامه ، كان يصفعنا ، فراس لم يغب فهو يحوم على رؤسنا وينادي بصوت مسموع أنتم خداع ، أنا بينكم لأفضح الخطأ لكنكم مصممون على التضليل والخداع وأول ما تخدعوا هي أنفسكم !!! كم مرة حاول أن يثبت لنا أنه بريء أنه إنسان مثلنا ينتمي لنا بأبوين غابا لأنهم خجلوا منه فهو الشاهد الوحيد عليهم ، رفضوه لأنه أصّر على الحقيقة .
كم مرة نادى فراس فينا بأنه الحقيقة ويشهد عليها !! كم صرخ فينا أنني منكم وبينكم ولكم أنا حقيقتكم !!، لا تظلموني لأنني كشفت المستور والمخفي من سلوككم ، سيبقى فراس يوكز ضميرنا ، يوبخنا ، ويعري خطايانا التي نصر على إخفاءها ، وهي موجودة فينا تطفو على السطح مرة بعد مرة لتأتي المرة التي نخضع فيها ونعترف ونقر بخطيئتنا .
ساعات مُرة مصحوبة بأفظع شعور يمكن أن يستشعره الإنسان إنه الاغتراب والامتهان ،ألم فكري ونفسي فظيع ، ، أخيرا قرر فراس نهاية دوره كشاهد على جريمة اقترفناها نحن ، لقد غاب العدل عند القاضي وعند الحضور !!
يبيّن القاص الانجليزي وليم موريس في إحدى قصصه القصيرة : أنّ مجهولي النسب ( اللقطاء ) أشخاص متميزون، فلا بد أن أمهم كانت فاتنة ورائعة جدا إلى الحد الذي فتنت به رجلا لم يستطع أن يقاوم الرغبة في مراودتها. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ، لا بد أن ذلك الرجل كان على درجة عالية من الذكاء والموهبة والشخصية بحيث لم تستطع تلك المرأة غير أن تستسلم له. فيولد ( اللقيط ) من أبوين متميزين. قد نتفق مع ما قاله وليم مورس وقد لا نتفق ، ولكن نتفق جميعا على أنّ ( مجهول النسب ) إنسان بيننا ، ولا غير ذلك ، وإلا فلماذا تفسح ألمانيا بعظمتها ليكون المستشار الأول لها ( اللقيط ) هلموت شميت ؟؟!! هذا ما صرح به هو للرئيس الفرنسي فالري جيسكار دستان !!!
بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )