الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نور الإسلام في التوجيه التربوي والنفسي للمتعلم المسلم بقلم: حسين خلف موسى

تاريخ النشر : 2014-02-03
" نور الإسلام في التوجيه التربوي والنفسي للمتعلم المسلم "
بقلم الباحث والمحلل السياسى
: حسين خلف موسى
إن ما يدعو للفخر حقا أن يسبق الإسلام كل مناهج البحث العلمى الحديثة باربعة عشر قرنا من الزمان ، فيرسى قواعد واسس تنشئة الفرد فى جميع نواحيه تنشئة صالحة ، ويحدد طرق وقايته من الإضطرابات التربوية والنفسية والعقلية و الاخلاقية والسلوكية .
فالدين الاسلامى هو الدين الوحيد الذى اهتم بسلامة النفوس والارواح قدر اهتمامه بسلامة الاجسام ، فاذا كان علم النفس الحديث يسعى لتحقيق سعادة الانسان وحسن تكيفه مع نفسه ومع المجتمع الذى يعيش فيه ، والى تمتعه بالشعور بالرضا والثقة بالنفس ، فان الاسلام كان له فضل السبق فأولى كل هذه الجوانب عناية فائقة حتى يحقق السعادة للفرد والمجتمع بل للبشرية جمعاء ، فقد دعاء الى الزهد والقناعة وطلب العلم وبين طرق تحصيله ، كما حث على تربية المسلم على كثير من القيم والعادات الفاضلة كالمحبة والإخاء وتحمل المسئولية .

وبذلك يكون التوجيه الاسلامى فى صورته العامة يعنى : مساعدة الفرد على فهم نفسه وفهم مشكلاته الخاصة ، ومعرفة امكانياته المختلفة لاستغلال قدراته وحل مشكلاته وفق اهداف معينة لمساعدته على تحقيق النمو المتكامل ليصبح عضوا نافعا فى المجتمع .

والمدرسة الاسلامية وهى فى طريقها لتحقيق ذلك تقوم على مجموعة من الاسس التربوية والنفسية التى تساعد على توجيه المتعلم المسلم ومن اهمها :

- ان التوجيه يبدا من الفرد للفرد حيث يسعى التوجيه لتحقيق رغباته وإشباع حاجاته فى إطار التشريع الاسلامى . يقول تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ) .

- ان عملية التوجيه التربوى والنفسى عملية متممة ومكملة لعملية التعليم والتعلم – وحيث ان عملية التوجيه تعطى للعملية التربوية دافعا لتجعلها أكثر فاعلية – لذا دعا الاسلام الى مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين ، ومساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة على تحديد صعوباتهم وذلك عن طريق التوجيه التروبى والنفسى .


- ان المدرسة الاسلامية فى توجيهها تقوم على مبدا عدم تكليف المتعلم فوق طاقته ، وذلك حتى لا يشعر المتعلم بالاحباط لان وجود هوة كبيرة بين مستوى طموح الفرد ومستوى قدراته الطبيعية تجعله يشعر بالفشل مما يفقده الشعور بالثقة بالنفس و يجعله يسخط على المجتمع . يقول تعالى ( لا يكلف الله نفسا الإ وسعها ) البقرة /286

- كما يهدف الاسلام الى تربية المتعلم على الايجابية وعدم الوقوف موقفا سلبيا من العملية التعليمية حتى تسود روح الايجابية فى المجتمع الاسلامى ولا يركن الفرد الى التراخى والكسل ، حيث شجع الاسلام على طلب العلم فى كل مكان حتى ولو كان فى الصين ، ومن هنا يغرس مبدا هام وهو مبدا التعلم الذاتى .

- تنظر المدرسة الاسلامية فى توجيهها للمتعلم على انه فرد فى جماعة له حقوق وعليه واجبات تجاه الجماعة وتجاه نفسه . يقول تعالى ( انما المومنون اخوة فاصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) الحجرات /10

الاسلام والاساليب التربوية :

من الاصول التى قامت عليها تربية الانسان فى الاسلام الفطرة السوية التى تؤمن بالله ربا وخالقا وتعترف له بالوحدانية ، وذلك لان الله تعالى جبل البشرية على التوحيد وفطرها على الايمان وبذر فى اصل خلقتها وفى طبيعة تكوينها معرفة الله عز وجل . يقول تعالى ( فطرت الله التى فطرالناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون ) . الروم / 30

ومع ان الانسان مفطور على التوحيد إلا انه قد ينحرف عن الفطرة السوية حين يعرض عن الطريق القويم ، فتستهويه الشياطين ، وعلى اثر ذلكينسى الانسان اصل خلقته ويتناسى حقيقة مهمته ، وينبع عن ذلك ان يشقى الانسان فى حياته وينحدر فى اخلاقه ، فيصدق عليه قوله تعالى ( ثم رددناه اسفل سافلين ) التين /5
ولخطورة المعصية وفداحة اٌثارها على مستقبل الانسان فردا كان او جماعة فقد تدخلت عناية الله سبحانه وتعالى بهذا الانسان فرسمت له طريق الخير ، ودعته اليه وسلكت فى ذلك مجموعة من الاساليب التربوية منها اسلوب ضرب المثل .

والمثل فى معنى بسيط يعنى " ابراز المعنى فى صورة رائعة موجزة ، لها وقعها فى النفس سواء كانت تشبيها او قولا مرسلا .
ولقد حفل القران الكريم بكثير من الامثال منها على سبيل المثال لا الحصر :
- قوله تعالى ( لو انزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) . الحشر /21

- وقوله تعالى ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ) العنكبوت /41

- وقوله تعالى ( وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال ) ابراهيم /45

وحين يستعرض المتدبر للقران الكريم الايات التى ضربت فيها الامثلة يقف على امريين هما :
1- ان الله سبحانه وتعالى بين فى بعض الايات الحكمة من المثل ففى سورة الحشر مثلا ، يبين الله تعالى الحكمة من ضرب المثل بالجبل . فالحكمة هنا ظاهرة وهى الفكير والتامل فى بيان قدر القران الكريم عند الجبل والبشر .
2- الدعوة الى التفكير والاعتبار ساعة ضرب المثل كما فى قوله تعالى ( وتلك الامثال نضربه للناس وما يعقلها الا العاملون ) العنكبوت /43
الاهمية التربوية لضرب المثل :
1- انها تقرب المعانى الغائبة عن الافهام كقوله تعالى ( وحور عين كامثال اللؤلؤ المكنون ) . الواقعة / 23
2- الترغيب فى فعل امر معين حث عليه الله ورسوله او الترهيب من عمل مشين .
3- انها تقوم ببيان بعض الحقائق من اجل ترسيخها فى الذهن .

ومن هنا نصل الى انه ما من شئ يدعوا اليه الاسلام الحنيف الا ويساهم فى تحقيق قيمة نفسية وتربوية فهو عقل عقل المتعلم وحسه وقلبه ، وهو فى طريقه لتحقيق ذلك يستند على مجموعة من الاسس التوجيهية والتربوية والنفسية التى تساهم بسكل فعال فى نهضة العملية التعليمية ورقيها لتحقيق اهدافها وهى عبادة الله وعمارة الكون
المراجع :
1-احمد عبد الحميد غراب ، الشخصية الانسانية فى ضوء القران الكريم ( القاهرة : الهيئة المصرية للكتاب ، 1985)
2- احمد فواد الاهوانى ،التربية فى الاسلام ( القاهرة : دار المعارف ،1968)
3- احمد محمود عبد المنطلب ، التربية الاسلامية بين الواقع والمامول ( سوهاج ،دار محسن للطباعة ، 1990)
4- صابر طعيمة ، منهج الاسلام فى تربية النشئ وحمايته ( بيروت :دار الجبل ،1994) .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف