الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السيسى أجهض 25 يناير وانتصر لـمبارك بقلم:عبد الباري عطوان

تاريخ النشر : 2013-08-26
السيسى أجهض 25 يناير وانتصر لـمبارك بقلم:عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان يكتب:
 السيسى أجهض 25 يناير وانتصر لـمبارك
 
عبد الباري عطوان
لم يخطر في بالي مطلقا، أن أرى الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي أذلّ مصر والمصريين لأكثر من ثلاثين عاما يغادر السجن بريئاً من كل التهم الموجهة إليه، وان يذهب دم أكثر من ( 1000 ) ألف شهيد سقطوا احتجاجا على ظلمه وفساد حكمه هدرا.
ولكنها الحقيقة للأسف الشديد، وقد رأينا بأعيننا طائرة عمودية تنقله من سجن طره إلى المستشفى العسكري حيث جرى إعداد جناح ملكي خاص به مجهز بكل وسائل الراحة.
إنها الهزيمة الأكبر للثورة الشعبية المصرية بل لا نبالغ إذا قلنا إنها نقطة نهاية مأساوية لها، أرادها حكم العسكر الذي أعاد بانقلابه مصر إلى الوراء أربعة عقود على الأقل ان لم يكن أكثر.
هذا هو التفويض الذي أراده الفريق أول عبد الفتاح السيسى من قطاع عريض من الشعب المصري، تفويض بإجهاض الثورة المصرية ورد الاعتبار لرئيس لفظه الشعب كله ونظامه، لأنه سحق كرامته، ونهب ومجموعة اللصوص حوله كل ثرواته، وقزم دور مصر، وحولها إلى دولة تابعة تتعيش على الصدقات، وفتات المعونات الأجنبية، وهي الدولة الإقليمية العظمى التي كانت تقدم المساعدات للآخرين، وتضرب مثلا في عزة النفس والكبرياء الوطني.
اعترف بأنني خالفت الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في تشكيكه بالقضاء المصري ونزاهته ومصداقيته واستقلاله، ولم اتفق مع بعض أنصاره الذين نظموا احتجاجات و اعتصامات أمام مقر المحكمة الدستورية، لان بعض القضاة وقفوا ضد بعض تجاوزات الرئيس مبارك وحكمه وتصدوا لمحاولة تطويعهم، ولكن الآن، وبعد أن شهدت الرئيس مبارك يغادر السجن، وأنصاره يوزعون الحلوى ويرقصون طربا في الشوارع وابتهاجا، أيقنت انه كان على حق في موقفه تجاه هذا القضاء ورجالاته، وزدت يقينا عندما قبل السيد عدلي منصور رئيس هذه المحكمة الدستورية أن يكون شاهد زور على الانقلاب العسكري ويقبل ان يكون واجهة له كرئيس مؤقت للجمهورية ولا يقدم استقالته فهو القاضي الذي يمثل الانتصار للعدالة احتجاجا على مقتل وإصابة الآلاف مثلما فعل نائبه الدكتور محمد ألبرادعي الذي لم يتحمل وزر هذه المجازر وفضل ليس فقط الاستقالة وإنما الانسحاب من المشهد المصري كليا والعودة إلى فيينا.
انه حكم العسكر الذي قلب المعادلات كلها في مصر وخدع شعبها، وانتزع التفويض الذي أراده، لتوفير الغطاء الشعبي والديني والسياسي لانقلابه، واستخدام هذا التفويض المزور والمغشوش لإجهاض الثورة المصرية، وتبييض صفحة رئيس فاسد ورجالاته.
لن أفاجأ شخصيا، وبعد هذا الإفراج، وإذا ما قرأت غدا، إن النيابة العامة أمرت بإطلاق سراح نجليه علاء وجمال، وإعادة محاكمة حبيب العدلي وزير الداخلية الأسبق، فمثل هذه المقدمات لا يمكن إلا أن تؤدي إلى هذه النتائج.
فهل يعقل أن يصبح رئيس خلعه الشعب حرا طليقا يخرج من السجن في طائرة ويبسط له السجاد الأحمر، بينما يظل رئيس منتخب اختاره الشعب عبر انتخابات حرة نزيهة خلف القضبان بتهم ملفقة؟ هل هذه هي عدالة العسكر؟
نسأل عن رأي القادة الليبراليين، وزعماء جبهة الانقاذ، حماة الديمقراطية، ودعاة الدولة المدنية عن رأيهم في هذه الخطوة، وهم الذين أيدوا الانقلاب العسكري، ووفروا الشرعية "الثورية" له عن موقفهم في الانقلاب وفي هذا الإفراج في الوقت نفسه  نسألهم عن رأيهم في عودة حالة الطوارئ التي ظلوا على مدى عشرات السنوات يطالبون بإلغائها، لما يرتكب تحت ظلها من جرائم قمعية، قبل ان نسألهم عن رأيهم في قتل أكثر من (3000) ثلاثة آلاف ، وإصابة أكثر من (15000) خمسة عشر ألف معتصم مسالم في ميداني رابعة العدوية والنهضة وأمام مقر قيادة الحرس الجمهوري، نشعر بالغصة الشديدة، ونحن نرى ردة الفعل الباردة من قبل هؤلاء تجاه تبرئة رئيس حول مصر إلى عزبة خاصة به وأولاده ومجموعة من رجال الأعمال الفاسدين، وأقام دولة لهم داخل الدولة، وجعل أكثر من أربعين مليونا من المصريين الطيبين يعيشون تحت خط الفقر أي يقل دخلهم عن دولارين في اليوم.
انه يوم اسود في تاريخ مصر وشعبها وثورتها التي أعادت الأمل للفقراء والمعدومين، وبشرت بفجر جديد من الكرامة والعزة لكل أبناء المنطقة العربية بل والعالم الإسلامي، فمصر هي الزعامة والقاطرة الوحيدة المؤهلة لقيادة الأمة العربية، إلى مشروع النهضة الذي يتطلع إليه أبناؤها.
فليمد الرئيس مبارك لسانه من طائرته العمودية إلى الشعب المصري شماتة واستفزازاً، وليحتفل نجلاه وأمهما وكل أفراد عصابة الفساد والقمع بهذا الانتصار الكبير الذي ما كان ليتحقق في ظل حكم ديمقراطي نزيه.
ولتفرح الدول الخليجية، التي اعترضت منذ اللحظة الأولى على الثورة المصرية وحاربتها، وحرضت أمريكا على إجهاضها وعدم إطاحة مبارك ونظامه وسجنه بالتالي باعتباره شيخ القبيلة، ولان شيخ القبيلة لا يهان، فقد أعطت ضغوطها وتدخلاتها وأموالها ثمارها التي نراها اليوم، وكان الفريق صاحي خلفان أبعد نظرا منا عندما توقع هذه النهاية بثقة واقتدار.
ربيعنا العربي جاء ربيعا مغشوشا نجحت القوى الغربية وحلفاؤها العرب في تفريغه من كل طموحاته في التغيير الديمقراطي الحقيقي، وبما يخدم مصلحة إسرائيل وأمنها واستقرارها وتجذير احتلالها لأرضنا ومقدساتنا، وترسيخ الهيمنة الأمريكية على مقدراتنا وثرواتنا.
إنها وصمة عار في تاريخنا جميعا، انه يوم حزين مؤلم ليس فقط بالنسبة إلينا الذين فرحنا بالثورات، وإنما أيضا لكل الشهداء الذين ضحوا بحياتهم لفرض التغيير المأمول بدمائهم الزكية الطاهرة.
تحيّة تقدير للأحرار والكاتب الصحفى القدير/عبد الباري عطوان .
أحرار الوطن العربى شموس تفضح ظلم الخونة وليل العبيد.
سهام حقّ فى قلب الغدر والخيانة .
مشاعل نور تحرق ظلم الطغاة ، وتضئ طريق انتصار الشعوب.
[email protected]
.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف