الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الخيانة لا تليق بالفرسان بقلم : الدكتور فراس الديري

تاريخ النشر : 2013-07-24
الخيانة لا تليق بالفرسان..


بقلم : الدكتور فراس الديري

تعلمنا بل شربنا و أكلنا حتى الانتفاخ و التقيئ عن مبادئ الفروسيه و الشهامه حتى اعتقدنا أنه لا فرسان و لا شجعان و لا أبطال إلا منا و فينا. و دون أن أدخل بالعمق بأن بعض قيم العرب و المسلمين بل الشرق بأكمله أصبحت اسطورات لزمان مضى اكل الدهر عليها و شرب و ليتها تعود فينا لتحيي روح الأجداد العظام. قيم نبيله بنت صروح حضارتنا و بنت في ممارستها صروح أمم تلت و ستأتي. كثير من ما درسناه و رضعناه اصبح في كتب التاريخ نستلذ به و نتعالى به على الاخرين كذباً و أفترءاً. هل اصبح الفارس العربي و المسلم كامثال الوليد و الايوبي و أبن زياد و جول جمال و عمر المختار بكل حقيقتهم العظيمه مجرد خيالات على ورق تتطاير في الهواء تراها اعين الحالمين بالمجد العظيم لتعود و تختفي مسرعة الى صفحات الكتاب قبل أن يسدل عليها الستار حتى يأتي حالم اخر و يوقضها في تخيلاته حينما يفتح كتب التاريخ ليبحر في ماض آفلٍ لاجداد عظام لاحفاد حطام. استذكر قصيدة الشاعر عمر ابو ريشه حين قال:

أمتي هل لك بين الأمم
منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق
خجلاً من أمسك المنصرم
أين دنياك التي أوحت إلى
وترى كل يتيم النغم ؟
كم تخطيت على أصدائه
ملعب العز ومغنى الشمم
وتهاديت كأني ساحب
مئزري فوق جباه الأنجم
أمتي كم غصة دامية
خنقت نجوى علاك في فمي

كل ما سبق ذكره في مكان و ما ذهبت اليه الكاتبه العراقيه هيفاء زنكنه في مقالها المعنون " فرسان الضمير و تغريداتهم المذهلة " في مكان آخر من الادعائيه الكاذبه في المحاضرة على الآخرين بالقيم الإنسانية و أخلاق الفرسان في ما لا تقبله أي من الشعوب على نفسها لو قلبت مواقع الرؤيا. هذا و قد دخلت في مقالها في عدة مجالات لتبتعد عن أفكاره الأساسية غير داعمه بالمنطق ما ترنو إلى إيصاله للقارئ في مقال ضعيف الترابط يحور الحقائق.

تقول الكاتبه :
"أخبرني الروائي العراقي محمود سعيد (من
مؤلفاته زنقة بركة) انه يعتبر ادوارد سنودن، الموظف السابق لدى الاستخبارات الأمريكية، بطلا. مما يرتبط بمعنى الفروسية كما درسناها ورسخت في اذهاننا منذ الطفولة أدبا وشعرا. مما يعني ان بطولة وفروسية هذا العصر لاتزال تحمل في ثناياها النبل والقيم والمبادىء . غير انها، في الوقت نفسه، فروسية حديثة. انها مشاعة للجميع ولا تقتصر على النخبة. انها فعل غير رومانسي لأنه يحمل في داخله امكانية الحدوث نتيجة مبادرة شخصية في لحظة وعي عال، ولا تقتصر على قومية معينة او دين او طائفة. انها، ايضا، وبقليل من الانفتاح الذهني، فروسية المواطن العالمي المتجاوز للحدود المحلية، الطامع في ان يصبح العالم وطنه والبشرية شعبه. وهذا ما حاولت الشيوعية في فكرها وتطبيقاتها، ولو لفترة وجيزة، غرزه في النفوس باسم الأممية ( وهو المفهوم الاقرب الى المواطنة العالمية حينها) والتماهي مع كفاح الشعوب، الخ ."

للإيضاح، ادوارد سنودن هو أمريكي الأصل من مواليد كارولاينا الشمالية. و هذا مهم التنبيه اليه أولاً و آخراً عند النظر لما قام به هذا "الفارس المقدام" بل "الخائن الكبير". و هو موظف في مركز الامن القومي من ما يجعله موقع ثقه يتحمل مسؤوليه وطنيه و التزام مهني اقسم على ان يخدم وطنه و شعبه و يدافع عن مصالحهما العليا. و من هنا فهذا الرجل خائن وطنه و شعبه وضع وطنه و شعبه على اقل تقدير في موقع الخطر و العرضه للأذى و قد يكون قد وضع شعوب أخرى في مهب الريح. لست بصدد الدفاع عن العمل الاستخباري فانا لست من محبيه و لا معجبيه و لكن مثل ما عليه من إنتقادات تقليدية و بعضها حقيقي و بعضها ستيريوتيبيكال فلا بد من الوعي و الاعتراف أن في العمل الاستخباري جانب وطني و امني مهم قد يكون نفعه عاماً و لخدمة الإنسانية .! و لابد هنا إلى لفت الانتباه ان العمل الأمني و الاستخباري ليس بالضرورة ان يرتبط بالفكره التقليديه الإجرامية التي تمارسها أجهزة مخابرات كثير من الدول ضد شعوبها و لأهداف لا وطنيه و لا انسانيه.
إن ادوارد سنودن رجل خائن لوطنه و امته بغض النظر أن كان الموضوع متعلق بالشعب و ألامه الأمريكية أو غيرها. و لا يجوز أن نجعل منه فارساً مقداماً تحت شعارات خياليه بل وهميه و مخادعه باسم الإنسانية لأن فلان يعادي فلان و يتمنى الشر لغيره. و أتأسف حينما اتذكر كيف فرح الناقمون الجهله باحتراق مركبه الفضاء تشالنجر عندما هوة الى اجلها فقط لكونها امريكيه ، و ازداد الماً و عجباً حينما ابتهج البعض من الناقميين بجريمة ١١/٩ و التي يندى لها جبين الانسانيه و التي لاتمت للاسلام بشيئ ، فقط لانها اصابت امريكا بل أصابت المجتمع و الحضاره الانسانيه.

تقول الكاتبه واصفةً العمل الخياني لادوارد سنودن:
"انها فعل غير رومانسي لأنه يحمل في داخله امكانية الحدوث نتيجة مبادرة شخصية في لحظة وعي عال، ولا تقتصر على قومية معينة او دين او طائفة. انها، ايضا، وبقليل من الانفتاح الذهني، فروسية المواطن العالمي المتجاوز للحدود المحلية، الطامع في ان يصبح العالم وطنه والبشرية شعبه."

و بالوقت الذي أسست ويكيليكس على أساس واضح لفضح الأسرار قام العمل الامني و المخابراتي للسيد ادوارد على أساس حفظ اسرار المهنه حفاضاً على امن وطنه و شعبه مما يجعل المقارنة بين الشأنيين غير موفق مع تحفضي على أسلوب ويكيليكس في الانفلات و قلة التدارك لخطورة ما تقوم بنشره.

إذا كانت الكاتبه مؤمنه فيما تكتب و تعممه بدون استثناء فما هو قولها بحسين كامل المجيد "نسيب صدام حسين" آنذاك الذي ابلغ الأمريكان بأسرار برنامج أسلحة الدمار الشامل و خان وطنه و امته و أهله .. هل هو أيضاً من فرسان الإنسانية . و ماذا عن الطيار العراقي منير روفا "ابن خالة طارق عزيز" الذي فر بطائرته الميج الى اسرائيل و غيرهم وصولاً الى ابن العلقمي الذي تآمر في سقوط بغداد على يد التتار.

أنه لمن المؤسف ان تنطفئ بصيرة الانسان بسبب الحقد "محقاً كان أم لم يكن" ليحور القيم الاخلاقيه لما ترتجيه أحقاده و باطنه. و أتساءل هل لم يعد عند العرب و المسلميين فرسان لنبحث بين خونة أوطانهم عن "ابطال" لننصبهم فرسان علىينا و على الإنسانية . و نخلط بين مفهوم الخيانة للوطن و مفاهيم قيم الفروسيه ..! لماذا يغالط الحقيقه المواطن العربي و المسلم و يقلب موازين القيم الوطنية و الأخلاقية أمام أبناءنا لتربيتهم و إرضاعهم الغوغائية بدلاً من أن نعلمهم بأن الكبرياء تليق بالفرسان وأن خيانة الوطن و الاهل ليست من شيم الفرسان..!


الدكتور فراس الديري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف