الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كوب شاي بالنعناع مع شيفا بقلم محمد البرقي

تاريخ النشر : 2013-06-16
في يوم حار من أيام يونيو, قررت أن يكون لقاءنا المنتظر على المقهى الشهير في الشارع الشهير في المكان الشهير..و ماتستنوش إني أدلكم على المكان عشان ما ألاقيكمش قاعدين لي هناك كل شوية, ماتنسوش إني إنسان محب للوحدة و الهدوء.

فعلا رفيقي المنتظر ما إتأخرش, و رغم إن ظهوره كان لافت للإنتباه بجلد النمر على أكتافه و الثعابين اللي بتنط من تحت هدومه كل شوية, و الشوكة الثلاثية اللي طولها قده تقريبا و ماسكها في إيده..طبعا لو أهملنا لونه الأزرق .
بدى له هيبة و عَظَمَة رغم ذلك شكلها مصطنع و كلاشيه جدا وسط سرعة و رتابة الحياة الحديثة, في ظروف تانية لو شوفت شخص عامل كده هتدي له 2 جنيه في إيده و تمشي.
إن فكرة الإنسان عن العظمة مرادفة لكركبة الآلهة بشوية مرفقات عجيبة..و لحد الآن مش عارف ليه ماوصلتلهمش فكرة بديهية كالتالية "إذا كان عظيما , فسيبدوا عظيما لوحده,بدون وسائل مساعدة"..

مش مهم دلوقتي المفاهيم البشرية عن العَظَمَة و القدرة هي أمور يطول الحديث فيها و وقتي مع رفيقي (شيفا) قليل و محدود..
حاولت ألطّف الجو بدعابة, فشاورت على الشوكة في إيده و قلت له:
- سارقها من (بوسيدن) دي؟

مافهمش الدعابة, على ما يبدو إن آلهة الهندوس روح الدعابة بتاعتهم مش سلسلة..

بصوت جهوري وهو بيقعد على الكرسي اللي قدامي:

- عمت مساء أيها الفاني.

مِلت عليه بجسمي العلوي و همست:
- آآه شيفا, إحنا في وسط الشارع..مش من المستحب إنك تمارس ألاعيبك السحرية مش من المفضّل إن حد ياخد باله مننا.
شيفا: ألاعيبي السحرية؟.
أنا: اه , يعني جو الصوت الجهوري و الثعابين و السحالي و الكلام ده مش بياكل مع الناس دلوقتي,ممكن في أفلام ديزني ..و بعدين إنت ماجيتش بلونك العادي ليه بدل الأزرق..و انت أزرق ليه أصلا؟.
شيفا: عشان (فيشنو) أزرق و إحنا - أنا و (كريشنا) - تجسيد (فيشنو) , و كمان عشان اللون الأزرق هو اللون الأكثر إنتشارا على الكوكب.
أنا: طبعا , و ياترى ساعتها إنت كنت في مرصد (هابِل) , ولا عشان إنت اللي خلقت الكوكب فعارف؟.
شيفا: الحقيقة مش أنا اللي خلقت الكوكب.
أنا: أفندم؟ , مش انت الإله الرئيسي من خمس آلههة؟. المفترض تكون - بما إنك الكبير- الخالق بقى.
شيفا: لا أنا "المدمر" , و (براهما) هو الخالق و سيد الآلههة. بالمناسبة أنا واحد من خمس تمثيلات أو تجسيدات للإله مش خمس آلهة منفردين.
أنا: يعني (براهما) خَلَق..و هو سيد الآلههة, في نفس الوقت خلاك إنت الاله الرئيسي لمجموعة من خمس تجسيدات؟.
شيفا: بالضبط كده.

بدأت أهرش في رأسي, الموضوع ملخبط شوية بس هأحاول أكون متفاهم و أتقبله..
أنا: طب أنا هأشرب شاي بالنعناع..ثواني هأطلبه و أجي لك.
شيفا: مش هتطلب لي حاجة أشربها؟..ده قلة ذوق منك.
أنا: (شيفا), إنت تصوير لإله , و مش عارف خدت بالك ولا لأ ولا اللي بيعبدوك خدوا بالهم بس إنت تصوير قشري, اللي عمل صورتك مارسمش ولا تخيّل لك أي تشريح داخلي, يلزمك بالجوع أو العطش او شبكة عصبية تنقل الاحساس..الحقيقة أنا اصلا مش فاهم إنت بتشوفني و تناقش و بتجيب الكلام منين و إزاي , بس أنا عدّيْت الموضوع بمزاجي.

ابتدا يزعق لي :
- إلزم حدودك, و إلا هتندم.
واجهته بالحقيقة:
- لو إنت قوي, و "مدمر" زي ما بتقول, إيه اللي يخليك محتاج لكل الناس دي يعبدوك؟..انت من غيرهم مش أكتر من صورة, هدي أعصابك و هجيب لك حاجة معايا.

هدي فعلا, و إستريح في كرسيه أكتر..ناديت على الصبي و طلبت 2 شاي بالنعناع.. و رجعت لنقاشنا عقبال ما الطلب يجهز..

أنا: إنت عارف إن شكلك شمال بالميكياج ؟, هو اللي رسمك مش عارف يتخلص من "الفيمينسم" اللي فيه؟.
شيفا: كل صور الآلهة القديمة بتبين الآلههة الرجال سيس , و الإناث أقويا جدا, و كلهم حكمة.

ضحكت جدا من كلمة "سيس", لسبب ما إتصورت إنه مش هيعرف المصطلحات الحديثة دي, بما إنه قديم و كده..

أنا: بس أنا لسة واخد بالي إنك بإيدين بس مش بـ 5000 إيد و كل إيد بتعمل حاجة زي ما بيرسموك غالبا, ده طبعا بخلاف البتاعة الريش و الحاجة اللي شبه الطبلة اللي بتعلقها دايما على الشوكة بتاعتك راحوا فين؟.
شيفا: مالهمش لازمة طول الوقت, أما موضوع إيدي ده فأنا أصلا بإيدين بس, و تعدد الأيادي ده رمز للتفوق على الزمان و سعة قدرتي.
أنا: تعرف يا (شيفا) , تصرف واحد و انت واضح فيه قدرتك هتكون أحسن من مليون واحد بيرمز و يلمح, و بعدين إنت عارف إننا كبشر يعني معرضين لتواتر وجهات النظر و تفسيرنا للظواهر و خصوصا إنك ما وضحتش ولا إتكلمت خالص.
شيفا: أتكلم ليه؟, المفترض إن كل حاجة واضحة و العالم كله دليل عليا!!.
أنا: دليل عليك اه, و خصوصا إنه مش إنت اللي عملته, هو ده مش يعتبر إرجاع فضل لغير صاحبه؟..سيبك المهم إبنك الفيل-إنسان ده راح فين و إتجوزت مين؟.

وصل صبي القهوة و معاه طلباتنا, وبدأت على الفور في شرب الشاي بينما (شيفا) بص لكبايته بدون أي تعابير.
إضطرينا نسكت مؤقتا.. و كملنا..

شيفا: إبني؟ ,اه..قصدك (جنيشا) إله الحكمة, الحقيقة ماقالوش هو أنا إتجوزت مين..كل اللي أعرفه إنه ظهر في القرن الرابع و الخامس من فترة الجوبتا.
أنا: ؟؟؟؟؟؟ يعني إبنك و مش عارف إنت جبته إزاي؟, و مسمي نفسك إله؟..ماعلينا..المهم عندي أسئلة أنا كبشري ضعيف بقى و إتيحت ليّا الفرصة الرائعة دي أسألك , ليه مثلا خلقتوا الكون و الكوكب ده؟ يعني فجأة إنتوا قاعدين في اللامكان-زمان و قررتوا تعملوا الكوكب ؟ ولا إيه؟.
شيفا: لا (براهما) نبت من زهرة اللوتس و بعد كده, حما السماء و خلق الـ.....
أنا: إستنى إستنى إستنى..نبت من زهرة لوتس؟ هو كان في حاجة قبل ماتيجوا؟ طب ده ممكن يحصل ليك بما إنك إله مش خالق, إزاي تحصل لخالق و إله؟.
شيفا: ماقالوش الحقيقة..!
أنا: هل عندك أي إجابة فعلية على أي سؤال؟, هل عندك فكرة اللي حصل بسببك ,أي حاجة بتفسرها تفسير منطقي؟.
شيفا: لأ.
أنا: الحقيقة, لازم أسيبك دلوقتي, ورايا حاجات كتير مهمة, أشوفك بعدين..أو الأحسن ما أشوفكش تاني..سعدت بمقابلتك اللي إنتظرتها كتير..و ماكانتش زي ما إتوقعت.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف