الصوت
يعقوب زرقاني *
1
في ماذا أفكّرُ كي أنسى
ما نحنُ عليه
وإلى أينَ أبحرُ والمرسى
لا أُهدى إليه
الشوقُ تغلغلَ في صدري
نيلاً وفراتْ
والحزنُ تشعّبَ في قلبي
صباً وبياتْ
وأنا يا عمري مولودٌ
ويدي بيديه
2
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
واحدودبتْ ... أتلالُ البيادرْ
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
واحدودبتْ ...
كلُّ أصواتِ البلابلْ
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
واحدودبتْ ...
رقصاتُ العصافيرِ ...
أعناقُ السنابلْ
وخيوطُ الفجرِ ...
على رمش عينيكِ المكابرْ
كلُّ شيءٍ أضحى كأنصالِ الخناجرْ
كلُّ شيءٍ حتى
سبّابتَي / ضحكتي الأولى / دمعُ عيني / حنيني في المحاجرْ
صرختي / صمتي / هذياني وهلوستي
كلُّ ما هو طاف ومدفون في ذرى قاع الحناجرْ
كلُّ شيءٍ إلا أنا
رغمَ ما بي
مازلتُ كمئذنة
أنتَظرُ الصوتْ
لم أُغيّرْ وقفتي
ها أنا
بين منفى وسجونْ
أنتظرُ الصوتْ
لا ولا قبلتي
وجهتي أنتِ .. أنتِ
وأنا
ها أنا
أنتَظرُ الصوتْ
تعب الظلُّ مني ولم أتعبْ
بيد أني ... أدري بأنْ
لا صوتَ هنالكَ
يجمعُ عمراً منفياً
يتشظى
بين الجاهلِ والمجهولْ
لا شيء ..
هنالكَ
قد يحيي عشقاً ثورياً
مقتولاً ...
مقتولاً ...
مقتولْ
3
ووصلتُ أخيراً
وإستقرَّ الصوتْ
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
في ماذا أفكّرُ .. في الموتْ ..؟
والموتُ يحيطُ بكلِّ مكانْ
في ماذا أفكّرُ قولي لي
في الأمن ...
أَوَ يأتي بعد الخوفِ أمانْ ..؟!
فأنا لا أدري لا أدري
مجهولٌ هذا الصوت
الموغلُ في وخزي .. مللاً
والموغلُ في ذبحي ضجراً
والموغلُ في صمتٍ وذهولْ
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
مجهولٌ هذا الصوت ...
الصارخُ في حجليكِ ... شجنْ
والضائعُ في خصريكِ .... ومَنْ
مسَّ خصريكِ سيدتي .. وهداهُ التيهْ ...؟
مجهولٌ هذا الصوتُ الغارقُ في عينيكِ مدىً
ومدىً ...
ومدىً ...
ومدىً ...
مجهولٌ ..
مجهولٌ ..
مجهولْ
وأنا كهذا الصوت الآسرِ في نهديكِ عدنْ
مأسورٌ سيدتي كعدنْ
لا ولا أدري أين أؤولْ
هل لي أن أغدو ...
رسماً من حناءٍ فوقَ يديكِ
وأن أنمو زغباً ... أو عطراً
في جسمكِ الحنطيِ المبلولْ
هل لي أن أغفو بين جدائلكِ كندى
فأنا لا أطلبُ ما فوق المعقولْ
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
هل لي ... فأنا لا أعرفُ من أين يجيءْ !
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
هل لي ... فأنا لا أعرفُ ماذا أقولْ !
* شاعر عربي – قصيدة من ’’ بنت الحواجز ‘‘
منشورات ’’ دار الفارابي ‘‘ , بيروت / لبنان.
يعقوب زرقاني *
1
في ماذا أفكّرُ كي أنسى
ما نحنُ عليه
وإلى أينَ أبحرُ والمرسى
لا أُهدى إليه
الشوقُ تغلغلَ في صدري
نيلاً وفراتْ
والحزنُ تشعّبَ في قلبي
صباً وبياتْ
وأنا يا عمري مولودٌ
ويدي بيديه
2
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
واحدودبتْ ... أتلالُ البيادرْ
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
واحدودبتْ ...
كلُّ أصواتِ البلابلْ
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
واحدودبتْ ...
رقصاتُ العصافيرِ ...
أعناقُ السنابلْ
وخيوطُ الفجرِ ...
على رمش عينيكِ المكابرْ
كلُّ شيءٍ أضحى كأنصالِ الخناجرْ
كلُّ شيءٍ حتى
سبّابتَي / ضحكتي الأولى / دمعُ عيني / حنيني في المحاجرْ
صرختي / صمتي / هذياني وهلوستي
كلُّ ما هو طاف ومدفون في ذرى قاع الحناجرْ
كلُّ شيءٍ إلا أنا
رغمَ ما بي
مازلتُ كمئذنة
أنتَظرُ الصوتْ
لم أُغيّرْ وقفتي
ها أنا
بين منفى وسجونْ
أنتظرُ الصوتْ
لا ولا قبلتي
وجهتي أنتِ .. أنتِ
وأنا
ها أنا
أنتَظرُ الصوتْ
تعب الظلُّ مني ولم أتعبْ
بيد أني ... أدري بأنْ
لا صوتَ هنالكَ
يجمعُ عمراً منفياً
يتشظى
بين الجاهلِ والمجهولْ
لا شيء ..
هنالكَ
قد يحيي عشقاً ثورياً
مقتولاً ...
مقتولاً ...
مقتولْ
3
ووصلتُ أخيراً
وإستقرَّ الصوتْ
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
في ماذا أفكّرُ .. في الموتْ ..؟
والموتُ يحيطُ بكلِّ مكانْ
في ماذا أفكّرُ قولي لي
في الأمن ...
أَوَ يأتي بعد الخوفِ أمانْ ..؟!
فأنا لا أدري لا أدري
مجهولٌ هذا الصوت
الموغلُ في وخزي .. مللاً
والموغلُ في ذبحي ضجراً
والموغلُ في صمتٍ وذهولْ
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
مجهولٌ هذا الصوت ...
الصارخُ في حجليكِ ... شجنْ
والضائعُ في خصريكِ .... ومَنْ
مسَّ خصريكِ سيدتي .. وهداهُ التيهْ ...؟
مجهولٌ هذا الصوتُ الغارقُ في عينيكِ مدىً
ومدىً ...
ومدىً ...
ومدىً ...
مجهولٌ ..
مجهولٌ ..
مجهولْ
وأنا كهذا الصوت الآسرِ في نهديكِ عدنْ
مأسورٌ سيدتي كعدنْ
لا ولا أدري أين أؤولْ
هل لي أن أغدو ...
رسماً من حناءٍ فوقَ يديكِ
وأن أنمو زغباً ... أو عطراً
في جسمكِ الحنطيِ المبلولْ
هل لي أن أغفو بين جدائلكِ كندى
فأنا لا أطلبُ ما فوق المعقولْ
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
هل لي ... فأنا لا أعرفُ من أين يجيءْ !
الصوتُ ...
الصوتُ ...
الصوتْ
هل لي ... فأنا لا أعرفُ ماذا أقولْ !
* شاعر عربي – قصيدة من ’’ بنت الحواجز ‘‘
منشورات ’’ دار الفارابي ‘‘ , بيروت / لبنان.