يـوم الشـجـرة
بقلم محمد نمر مفارجة
يحتفل بيوم الشجرة في الخامس عشر من كانون الثاني من كل عام بيوم الشجرة في فلسطين وعدد من الدول في المنطقة وفي هذه المناسبة يجري التعبير عن أهمية الزراعة والأشجار . تأتي هذه الذكرى هذا العام بينما بلغت معدلات الأمطار مستوى قياسي ومبشر بموسم خير وفير .
عيد الشجرة :
يعتبر هذا اليوم يوم الشجرة العالمي يحتفل فيه بزراعة وحماية الغطاء النباتي في أغلب دول العالم، ويهدف هذا اليوم إلى زيادة رقعة المساحات الخضراء، وترميم الغابات الطبيعية بزراعة أشجار جديدة مع إعطاء المزيد من الاهتمام بالأشجار المزروعة وحمايتها وترميم المساحات المزروعة وزرع مساحات خضراء جديدة، بالإضافة إلى حماية الغابات الطبيعية من التعديات . اقترح الصحافي مورتون من ولاية نابراسكا الأمريكية يوما لزراعة الاشجار في اجتماع مجلس زراعة نابراسكا في 4 شهر كانون الثاني1872 واحتفل بيوم الاشجار في 10 نيسان في تلك السنة. اليوم في أمريكا يحتفل الأمريكيون بيوم الشجرة بزراعة الاشجار لكن يحتفلون بطرق أخرى أيضا. المدارس أحيانا تعلم الاطفال عن البئية وموضوعات مثل صيانة البيئة.
في كل من الأردن وفلسطين يصادف عيد الشجرة 15كانون الثاني بينما عيد الشجرة في سورية يصادف الخميس الأخير من كل عام وفي تونس الاحتفال بعيد الشجرة الأحد الثاني من شهر نشرين الثاني وفي مصر يوم الشجرة، هو 15 آذار . وفي الجزائر 21آذار . في أستراليا 30 تموز و جمهورية الصين الشعبية 12 آذار . و في المانيا 25 نيسان وفي إيران 5 آذار . وفي اليابان يوم الخضراوات 29نيسان . وفي فنزويلا آخر يوم أحد من شهر أيار . وفي المكسيك هو ثاني يوم خميس من شهر تموز.
رمزية عيد الشجرة :
تكتسب الأشجار والنباتات عامة رمزيتها العظيمة من أهميتها في الحياة عامة وحياة الإنسان خاصة . على كوكب الأرض تبرز أهمية النبات في حماية البيئة وحفظ مكوناتها الضرورية لإستمرار الحياة على هذا الكوكب . في دورة الحياة يشكل غاز ثاني أكسيد الكربون مصدر تغذية للنبات من خلال عملية التمثيل الضوئي وبالتالي يلعب النبات دورا رئيسيا في الحفاظ على توازن هذا الغاز الذي يصبح ساما اذاإرتفعت نسبته في الطبيعة ويطلق غاز الأوكسجين الضروري للحياة . وخلال عملية التمثيل الضوئي يعمل النبات على إمتصاص الطاقة الشمسية وتخزينها في أنسجته .
وفي حياة البشرية يشكل النبات مصدرا لغذاء الإنسان والحيوانات كما انه ميدان لفرع إقتصادي رئيسي هو قطاع الزراعة والذي يشكل احد اهم فروع النشاط الإقتصادي للمجتمعات البشرية وكياناتها السياسية ودولة بدون زراعة هي دولة ضعيفة غير مستقرة وغير قابلة للإستمرار او التطور وشعوب كثيرة تعرضت للإنقراض بسبب ضعف الزراعة ومثال ذلك الهنود الحمر في أمريكا الذين تعرضوا للعزل في محميات مغلقة من قبل الأوروبيين وقضي عليهم بسبب الجوع والمرض حيث كانت اعدادهم قبل قرون نحو مائة مليون بينما عددهم الآن بضعة مئات من الآلاف .
الزراعة في فلسطين :
بعد حرب عام 1948 سيطرت إسرائيل على نحو 80% من فلسطين التاريخية وفي هذه الأرض المغتصبة كان معظم الغطاء النباتي والزراعة في فلسطين . كانت الزراعة في فلسطين دائما القطاع الإقتصادي الرئيسي قبل 1948 وبعده ولكن بعد حرب 1967 وإحتلال كامل الأراضي الفلسطينية حدثت تغييرات كبيرة تراجع معها دور الزراعة خاصة والإقتصاد الوطني عامة وتحول معظم سكان الريف الزراعيين الى عمال في المشاريع الإسرائيلية . وبعد إنشاء السلطة الفلسطينية إستمر التراجع في الإقتصاد الوطني بما في ذلك قطاع الزراعة وتحول مئات آلاف المزارعين والتجار وأصحاب الحرف والمهن والصناعيين وعمال المشاريع الإسرائيلية الى جيش الموظفين لدى السلطة الفلسطينية . كان ذلك تحولا كبيرا في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية حيث تدهور الإقتصاد الوطني الإنتاجي وظهرت طبقات وفئات إجتماعية جديدة تمثلت في فئات العاملين في أجهزة السلطة ودوائرها والعاملين في المنظمات الأهلية والمنتفعين من السلطة وخاصة العاملين في التجارة الخارجية وقطاعات العقارات من أراضي وإسكانات وغيرها كما ظهرت تغييرات في الثقافة العامة من عادات وتقاليد وقيم بإتجاه الثقافة الإستهلاكية غير المنتجة وأصبح التمسك بالأرض وتقديسها في أدنى مستوياته وأصبح من السهل بيع الأراضي والتفريط بها .
وتواجه الزراعة مشكلات كبيرة هي في الواقع مشكلات الوضع الفلسطيني العام حيث إنعدام السيادة والحرمان من حق تقرير المصير وندرة الموارد بسبب الإحتلال والسيطرة الإسرائيلية مما يتسبب في إستحالة التنمية الإقتصادية الشاملة بما في ذلك التنمية الزراعية . ولكن ذلك لايمنع من بذل الجهود لمحابهة الواقع الزراعي ومشكلاته من قبل الجمهور الفلسطيني وفي مقدمته جمهور المزارعين وأبناء الريف أصحاب المصلحة الحقيقية والمباشرة وذلك يتطلب مستوى متنامي من التعبئة والتنظيم .
بقلم محمد نمر مفارجة
يحتفل بيوم الشجرة في الخامس عشر من كانون الثاني من كل عام بيوم الشجرة في فلسطين وعدد من الدول في المنطقة وفي هذه المناسبة يجري التعبير عن أهمية الزراعة والأشجار . تأتي هذه الذكرى هذا العام بينما بلغت معدلات الأمطار مستوى قياسي ومبشر بموسم خير وفير .
عيد الشجرة :
يعتبر هذا اليوم يوم الشجرة العالمي يحتفل فيه بزراعة وحماية الغطاء النباتي في أغلب دول العالم، ويهدف هذا اليوم إلى زيادة رقعة المساحات الخضراء، وترميم الغابات الطبيعية بزراعة أشجار جديدة مع إعطاء المزيد من الاهتمام بالأشجار المزروعة وحمايتها وترميم المساحات المزروعة وزرع مساحات خضراء جديدة، بالإضافة إلى حماية الغابات الطبيعية من التعديات . اقترح الصحافي مورتون من ولاية نابراسكا الأمريكية يوما لزراعة الاشجار في اجتماع مجلس زراعة نابراسكا في 4 شهر كانون الثاني1872 واحتفل بيوم الاشجار في 10 نيسان في تلك السنة. اليوم في أمريكا يحتفل الأمريكيون بيوم الشجرة بزراعة الاشجار لكن يحتفلون بطرق أخرى أيضا. المدارس أحيانا تعلم الاطفال عن البئية وموضوعات مثل صيانة البيئة.
في كل من الأردن وفلسطين يصادف عيد الشجرة 15كانون الثاني بينما عيد الشجرة في سورية يصادف الخميس الأخير من كل عام وفي تونس الاحتفال بعيد الشجرة الأحد الثاني من شهر نشرين الثاني وفي مصر يوم الشجرة، هو 15 آذار . وفي الجزائر 21آذار . في أستراليا 30 تموز و جمهورية الصين الشعبية 12 آذار . و في المانيا 25 نيسان وفي إيران 5 آذار . وفي اليابان يوم الخضراوات 29نيسان . وفي فنزويلا آخر يوم أحد من شهر أيار . وفي المكسيك هو ثاني يوم خميس من شهر تموز.
رمزية عيد الشجرة :
تكتسب الأشجار والنباتات عامة رمزيتها العظيمة من أهميتها في الحياة عامة وحياة الإنسان خاصة . على كوكب الأرض تبرز أهمية النبات في حماية البيئة وحفظ مكوناتها الضرورية لإستمرار الحياة على هذا الكوكب . في دورة الحياة يشكل غاز ثاني أكسيد الكربون مصدر تغذية للنبات من خلال عملية التمثيل الضوئي وبالتالي يلعب النبات دورا رئيسيا في الحفاظ على توازن هذا الغاز الذي يصبح ساما اذاإرتفعت نسبته في الطبيعة ويطلق غاز الأوكسجين الضروري للحياة . وخلال عملية التمثيل الضوئي يعمل النبات على إمتصاص الطاقة الشمسية وتخزينها في أنسجته .
وفي حياة البشرية يشكل النبات مصدرا لغذاء الإنسان والحيوانات كما انه ميدان لفرع إقتصادي رئيسي هو قطاع الزراعة والذي يشكل احد اهم فروع النشاط الإقتصادي للمجتمعات البشرية وكياناتها السياسية ودولة بدون زراعة هي دولة ضعيفة غير مستقرة وغير قابلة للإستمرار او التطور وشعوب كثيرة تعرضت للإنقراض بسبب ضعف الزراعة ومثال ذلك الهنود الحمر في أمريكا الذين تعرضوا للعزل في محميات مغلقة من قبل الأوروبيين وقضي عليهم بسبب الجوع والمرض حيث كانت اعدادهم قبل قرون نحو مائة مليون بينما عددهم الآن بضعة مئات من الآلاف .
الزراعة في فلسطين :
بعد حرب عام 1948 سيطرت إسرائيل على نحو 80% من فلسطين التاريخية وفي هذه الأرض المغتصبة كان معظم الغطاء النباتي والزراعة في فلسطين . كانت الزراعة في فلسطين دائما القطاع الإقتصادي الرئيسي قبل 1948 وبعده ولكن بعد حرب 1967 وإحتلال كامل الأراضي الفلسطينية حدثت تغييرات كبيرة تراجع معها دور الزراعة خاصة والإقتصاد الوطني عامة وتحول معظم سكان الريف الزراعيين الى عمال في المشاريع الإسرائيلية . وبعد إنشاء السلطة الفلسطينية إستمر التراجع في الإقتصاد الوطني بما في ذلك قطاع الزراعة وتحول مئات آلاف المزارعين والتجار وأصحاب الحرف والمهن والصناعيين وعمال المشاريع الإسرائيلية الى جيش الموظفين لدى السلطة الفلسطينية . كان ذلك تحولا كبيرا في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية حيث تدهور الإقتصاد الوطني الإنتاجي وظهرت طبقات وفئات إجتماعية جديدة تمثلت في فئات العاملين في أجهزة السلطة ودوائرها والعاملين في المنظمات الأهلية والمنتفعين من السلطة وخاصة العاملين في التجارة الخارجية وقطاعات العقارات من أراضي وإسكانات وغيرها كما ظهرت تغييرات في الثقافة العامة من عادات وتقاليد وقيم بإتجاه الثقافة الإستهلاكية غير المنتجة وأصبح التمسك بالأرض وتقديسها في أدنى مستوياته وأصبح من السهل بيع الأراضي والتفريط بها .
وتواجه الزراعة مشكلات كبيرة هي في الواقع مشكلات الوضع الفلسطيني العام حيث إنعدام السيادة والحرمان من حق تقرير المصير وندرة الموارد بسبب الإحتلال والسيطرة الإسرائيلية مما يتسبب في إستحالة التنمية الإقتصادية الشاملة بما في ذلك التنمية الزراعية . ولكن ذلك لايمنع من بذل الجهود لمحابهة الواقع الزراعي ومشكلاته من قبل الجمهور الفلسطيني وفي مقدمته جمهور المزارعين وأبناء الريف أصحاب المصلحة الحقيقية والمباشرة وذلك يتطلب مستوى متنامي من التعبئة والتنظيم .