الفساد والإصلاح
محمد العموش ابو انس
الجزء الثاني
الإصــــــــــــــــــلاح:
تعريف الإصــــــــلاح:
• الإصـــــلاح لغـــــة:
مختار الصحاح: الصَّلاحُ ضد الفساد، والإصْلاحُ ضد الإفساد.
لسان العرب: الإِصلاح: نقـيض الإِفساد، وأَصْلَـح الشيءَ بعد فساده: أَقامه.
الإصلاح: من فعل أصلح يصلح إصلاحًا ، أي إزالة الفساد بين القوم، والتوفيق بينهم . وهو نقيض الفساد ، فالإصلاح هو التغير إلى استقامة الحال والانتقال أو التغير من حال إلى حال أحسن.
• الإصـــــلاح اصطلاحا:
قاموس "أكسفورد": الإصلاح بأنه " تغيير أو تبديل نحو الأفضل في حالة الأشياء ذات النقائص، وخاصة في المؤسسات والممارسات السياسية الفاسدة أو الجائرة، إزالة بعض التعسف أو الخطأ". الإصلاح ينطوي جوهريًا على فكرة التغيير نحو الأفضل، وخاصة التغيير الأكثر ملائمة من أجل تحقيق الأهداف الموضوعية من قبل أصحاب القرار في حقل معين من حقول ( النشاط الإنساني ).
قاموس "وبستر" للمصطلحات السياسية ( 1988 ) الإصلاح السياسي بأنه "تحسين النظام السياسي من أجل إزالة الفساد والاستبداد". ويعتبر الإصلاح السياسي ركنًا أساسيًا مرسخًا للحكم الصالح ، ومن مظاهره سيادة القانون و الشفافية و المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار والعدل وفعالية الإنجاز وكفاءة الإدارة و المحاسبة والمسائلة والرؤية الإستراتيجية ، وهو تجديد للحياة السياسية ، وتصحيح لمساراتها ، ولصيغها الدستورية ،والقانونية ، بما يضمن توافقًا عامًا للدستور ، وسيادة للقانون ، وفصلا ًللسلطات ، وتحديدًا للعلاقات فيما بينها "وهو التعريف الذي يتبناه برنامج الأمم المتحدة لإدارة الحكم في الدول العربية ".
وعرفته الموسوعة السياسية بأنه "تعديل أو تطوير غير جذري في شكل الحكم أو العلاقات الاجتماعية دون المساس بأسسها ، وهو بخلاف الثورة ليس إلا تحسين في النظام السياسي و الاجتماعي القائم دون المساس بأسس هذا النظام ،أنه أشبه ما يكون بإقامة الدعائم التي تساند المبنى لكي لا ينهار وعادة ما يستعمل الإصلاح لمنع الثورة من القيام أو من أجل تأخيرها " .
• كيف ينظر الإسلام إلى الإصلاح:
الإصلاح هو عمل تغيير للفساد سواء فساد الأساس أي القاعدة الفكرية أو الفساد الحاصل من سوء التطبيق والرعاية.
قال تعالى:( َولاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا): " بعد إصلاحها" ، يقول بعد أن قد أصلح الله الأرض بابتعاث النبي عليه السلام فيكم ، ينهاكم عما لا يحل لكم ، وما يكرهه الله لكم.
قال تعالى: (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ): " أي ما أريد إلا فعل الصلاح، أي أن تصلحوا دنياكم بالعدل، وآخرتكم بالعبادة، وقال: ( ما استطعت) لأن الاستطاعة من شروط الفعل دون الإرادة.وكذلك جاء في التفسير: ما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه ، إلا إصلاحكم وإصلاح أمركم ، "ما استطعت" ، يقول : ما قدرت على إصلاحه ، لئلا ينالكم من الله عقوبة منكلة ، بخلافكم أمره ، ومعصيتكم رسوله.
الإصلاح يكون بجعل الإسلام أساس النظام وجعل مقاييسه هي المسيطرة على المجتمع –الحلال والحرام كمقياس للعمل، وان تكون العقيدة الإسلامية هي القاعدة الفكرية والقيادة الفكرية في المجتمع والدولة أي أن تقوم الدولة على أساس العقيدة الإسلامية.
إن المجتمع هو كل مكون من أجزاء هي: الإنسان، والأفكار، والمشاعر، والأنظمة. وفساده إنما هو آت من فساد الأفكار والمشاعر والأنظمة، لا من فساد الإنسان. وإصلاحه إنما يكون بإصلاح أفكاره ومشاعره وأنظمته. لأن فساد الجماعة آت من فساد مشاعرها الجماعية ومن فساد أجوائها الفكرية والروحية، وآت أيضاً من وجود المفاهيم المغلوطة عند الجماعة. وبعبارة أخرى آت من فساد العرف العام. وإصلاحها لا يأتي إلا بإيجاد العرف العام الصالح. وبتعبير آخر لا يأتي إلا من إصلاح مشاعر الجماعة، وإيجاد الأجواء الروحية الصحيحة، والأجواء الفكرية التي تتصل بالناحية الروحية، وتطبيق النظام من قبل الدولة. ولا يتأتى ذلك إلا بإيجاد الأجواء الإسلامية، ولا بد من تصحيح المفاهيم للأشياء عند الناس كافة. وبهذا تصلح الجماعة، ويصلح الفرد.
محمد العموش ابو انس
الجزء الثاني
الإصــــــــــــــــــلاح:
تعريف الإصــــــــلاح:
• الإصـــــلاح لغـــــة:
مختار الصحاح: الصَّلاحُ ضد الفساد، والإصْلاحُ ضد الإفساد.
لسان العرب: الإِصلاح: نقـيض الإِفساد، وأَصْلَـح الشيءَ بعد فساده: أَقامه.
الإصلاح: من فعل أصلح يصلح إصلاحًا ، أي إزالة الفساد بين القوم، والتوفيق بينهم . وهو نقيض الفساد ، فالإصلاح هو التغير إلى استقامة الحال والانتقال أو التغير من حال إلى حال أحسن.
• الإصـــــلاح اصطلاحا:
قاموس "أكسفورد": الإصلاح بأنه " تغيير أو تبديل نحو الأفضل في حالة الأشياء ذات النقائص، وخاصة في المؤسسات والممارسات السياسية الفاسدة أو الجائرة، إزالة بعض التعسف أو الخطأ". الإصلاح ينطوي جوهريًا على فكرة التغيير نحو الأفضل، وخاصة التغيير الأكثر ملائمة من أجل تحقيق الأهداف الموضوعية من قبل أصحاب القرار في حقل معين من حقول ( النشاط الإنساني ).
قاموس "وبستر" للمصطلحات السياسية ( 1988 ) الإصلاح السياسي بأنه "تحسين النظام السياسي من أجل إزالة الفساد والاستبداد". ويعتبر الإصلاح السياسي ركنًا أساسيًا مرسخًا للحكم الصالح ، ومن مظاهره سيادة القانون و الشفافية و المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار والعدل وفعالية الإنجاز وكفاءة الإدارة و المحاسبة والمسائلة والرؤية الإستراتيجية ، وهو تجديد للحياة السياسية ، وتصحيح لمساراتها ، ولصيغها الدستورية ،والقانونية ، بما يضمن توافقًا عامًا للدستور ، وسيادة للقانون ، وفصلا ًللسلطات ، وتحديدًا للعلاقات فيما بينها "وهو التعريف الذي يتبناه برنامج الأمم المتحدة لإدارة الحكم في الدول العربية ".
وعرفته الموسوعة السياسية بأنه "تعديل أو تطوير غير جذري في شكل الحكم أو العلاقات الاجتماعية دون المساس بأسسها ، وهو بخلاف الثورة ليس إلا تحسين في النظام السياسي و الاجتماعي القائم دون المساس بأسس هذا النظام ،أنه أشبه ما يكون بإقامة الدعائم التي تساند المبنى لكي لا ينهار وعادة ما يستعمل الإصلاح لمنع الثورة من القيام أو من أجل تأخيرها " .
• كيف ينظر الإسلام إلى الإصلاح:
الإصلاح هو عمل تغيير للفساد سواء فساد الأساس أي القاعدة الفكرية أو الفساد الحاصل من سوء التطبيق والرعاية.
قال تعالى:( َولاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا): " بعد إصلاحها" ، يقول بعد أن قد أصلح الله الأرض بابتعاث النبي عليه السلام فيكم ، ينهاكم عما لا يحل لكم ، وما يكرهه الله لكم.
قال تعالى: (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ): " أي ما أريد إلا فعل الصلاح، أي أن تصلحوا دنياكم بالعدل، وآخرتكم بالعبادة، وقال: ( ما استطعت) لأن الاستطاعة من شروط الفعل دون الإرادة.وكذلك جاء في التفسير: ما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه ، إلا إصلاحكم وإصلاح أمركم ، "ما استطعت" ، يقول : ما قدرت على إصلاحه ، لئلا ينالكم من الله عقوبة منكلة ، بخلافكم أمره ، ومعصيتكم رسوله.
الإصلاح يكون بجعل الإسلام أساس النظام وجعل مقاييسه هي المسيطرة على المجتمع –الحلال والحرام كمقياس للعمل، وان تكون العقيدة الإسلامية هي القاعدة الفكرية والقيادة الفكرية في المجتمع والدولة أي أن تقوم الدولة على أساس العقيدة الإسلامية.
إن المجتمع هو كل مكون من أجزاء هي: الإنسان، والأفكار، والمشاعر، والأنظمة. وفساده إنما هو آت من فساد الأفكار والمشاعر والأنظمة، لا من فساد الإنسان. وإصلاحه إنما يكون بإصلاح أفكاره ومشاعره وأنظمته. لأن فساد الجماعة آت من فساد مشاعرها الجماعية ومن فساد أجوائها الفكرية والروحية، وآت أيضاً من وجود المفاهيم المغلوطة عند الجماعة. وبعبارة أخرى آت من فساد العرف العام. وإصلاحها لا يأتي إلا بإيجاد العرف العام الصالح. وبتعبير آخر لا يأتي إلا من إصلاح مشاعر الجماعة، وإيجاد الأجواء الروحية الصحيحة، والأجواء الفكرية التي تتصل بالناحية الروحية، وتطبيق النظام من قبل الدولة. ولا يتأتى ذلك إلا بإيجاد الأجواء الإسلامية، ولا بد من تصحيح المفاهيم للأشياء عند الناس كافة. وبهذا تصلح الجماعة، ويصلح الفرد.