مابين ملحمة حصار الشام هذه الايام .. ومعركة حصار الخندق قبل 1400 عام/ احمد عطيات ابو المنذر
.............
لايخفى على المتابع الجيد لما يحصل في الشام منذ قرابة اللعامين ،ان المعركة بين الشعب ونظام الاسد العلوي البعثي- ولا فرق بين بعثي وبعثي الا في شدة الاجرام، وان كان المرء ليحتار ايهما اكثر اجراما بعث دمشق ام بعث بغداد- اقول ان ثورة الشام تختلف ثورات باقي بلاد الربيع العربي ولهذا فمن المتوقع -والمامول فيه -ان تكون النتائج مختلفة..
وقد تكون اذا شاءت ارادة الله، والتزم المخلصون من المجاهدين بالعقد مع الله ” ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقامكم “…”وكان حقا علينا نصر المؤمنين “… ” والله لايخلف الميعاد “..اقول قد تكون النتائج مذهلة وليس باهتة ومخيبة للامال كما هي في حالة الثورات الاخرى … مصر وليبيا وتونس.
ومن اوضح الفروقات بين ثورة الشام وما سبقها، هو وضوح- اوارتفاع -الصوت الاسلامي اكثر بكثير من الاخريات ..وهذا ما يفسر سبب تلكؤ الغرب وواشنطن في العمل على ايقاف نهر الدم الجاري في الشام منذ انلاع الثورة ، فالغرب يخشى ان ينتصر الاسلام المحمدي – يسمونه الاسلام السياسي- في الشام …وتكون النتائج كارثية على الحضارة الغربية، التي تتناقض مع حضارة الاسلام تناقضا يجعل من المستحيل ان ان يلتقيا ، ويجعل من المحتم ان يصطدما وان يقتتلا …والبقاء للحضارة الاقوى.. وليس للاقوى عسكريا ..فالقوة العسكرية قد تنجح في فرض هيمنتها الى حين، ولكنها يستحيل ان تستمرفي الانتصار الى الابد او لزمن طويل ..
وراجعوا كل التجارب ولاسيما تجربة المغول والتتار لتتاكدوا من صحة ما نقول:
فقد نجح المغول في اجتياح بلاد الاسلام وهدم دولة الاسلام ..لكنهم ما لبثوا ان ذابوا وانصهروا في بوتقة الاسلام ، وصاروا من اعظم المجاهدين في سبيل الله- بل صاروا من قادة الجهاد -وقد تكلمنا عن هذا في موضوع السلطان ” بركة خان “..ودوره في الذود عن امة الاسلام .
وعودا الى الموضوع اقول ان كل الانظمة في العالم – وعلى راسها انظمة الحكام الطغاة اللئام في بلادالاسلام – لامصلحة لها في القضاء على نظام بشار او ايقافه عند حده ،قبل التاكد من ان البديل له ليس الاسلام …ولهذا فهم يطنطنون بان القاعدة تعيث فسادا في الشام ،مع ان الكل يعلم ان هذه الكذبة من اكبر الاكاذيب.. ولا تنطلي حتى على طفل صغير… وقد سأم الناس من استخدام فزاعة القاعدة والارهاب للتنفير من الاسلام …وعليه فانني ارى ان اهل الشام- واخص بالذكر المسلمين الذين اخلصوا دينهم لله في معركتهم المصيرية مع النظام العلوي البعثي -الذي ينظر الى القضية على انها قضية موت اوحياة-ليس لهم والله- كما لم يكن للمسلمين ايام معركة الخندق- معين الا وناصر الا الله، ولا خيار امامهم الا ان يتوكلوا على الله حق التوكل....وان يفوضوا امرهم اليه ويتوقفوا عن الاستنجاد بالغرب والشرق – وحتى بامة الاسلام التي لازالت اشبه بقطعان الاغنام، والتي انطبق عليها وصف الرسول عليه السلام بانها غثاء كغثاء السيل – والله قادر- يقينا -ان ان ينصرهم وبثبت اقدامهم اذا نفضوا يدهم من كل امل في غير الله ،ولو ولو اجتمعت عليهم كل قوى الارض …
فلا قوة تستطيع الوقوف امام قوة الله ..ولا ارادة يمكنها ان تغلب ارادة الله …ولو كان النصر بالعدد والعدة، لما كنا اليوم مسلمين، ولما بقي من الاسلام ذكر بعد ان حوصر الاسلام والمسلمون ايام الخندق حصارا جعل كل من عايشه او قرا عنه لايستطيع تخيل كبف نجت امة الاسلام انذاك من الفناء،لان منطق العقل البشري يدل على ان النهاية لامة الاسلام كانت قاب قوسين او ادنى.
واليكم بعض ما حصل يومذاك كما رواه القرآن وذكرته الاحاديث والسيرة وقارنوا …ايهما الاخطر: موقف اهل الشام الان… ام موقف اجدادهم ايام الخندق !!
قال تعالى- في تصوير الوضع الحرج جدا والمرعب المريع- “إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً”………… فهل حال اهل الشام اصعب من تلك الحال وهل احتمال انتصارهم على بشار ومن وراءه…… اقل ؟؟!!
وكما رفض الرسول واصحابه التنازل عن الثوابت فالمطلوب من الثوار المخلصين اليوم في الشام – وغيرها- ان لايتنازلوا…لان التنازل عن الثوابت اضافة لكونه حرام لايستحق اهله ان يتصرهم الله، فانه ايضا يعني التضحية بكل ما حققوه حتى الان…….واقصى ما يمكن ان يحققوه- بالتنازلات المهينة المذلة – هو نصر باهت لاقيمة له ..كما هو الحال في البلاد التي تنازل ثوارها-ورضوا باستبدال حسني بمرسي . بدل ان يعملوا على خلع النظام العلماني الفاسد المفسد من الجذور لانه اساس الفساد …فاذا بلسان حالهم هو قول المثل ” صمنا صمنا “اي صمنا طويلا ” وافطرنا على بصلة ” : وتيتي تيتي مثل مارحت.. مثل ما جيتي”..او قول المثل ” تمخض الجبل فولد فارا”..
لا اقول : ارضوا بارنبكم الحليق الانيق الذي يرتدي بذلة افرنجية … لئلا يفرض عليكم فأر- يرتدي ثوبا قصيرا وله ذقن طويل- ان كنتم سترضون ببصلة في نهاية المطاف-بل اقول اثبتوا واصبروا وصابروا وجاهدوا في الله حق جهاده والتزموا باوامر الله ونواهيه، ولو اجتمعت عليكم كل عتاة الانس والجان ..فهي احدى الحسنيين الظفر اودولة الاسلام- التي سوف تغير وجه التاريخ، وتجبر العام كله على رفع القبعات لكم ،والانحناء لكم والتي ستجعل كل امة الاسلام تفخر باهل الشام، الذين اثبتوا للعالم كله انهم اصحاب دين لايقهر-واما الجنة التي عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين : اي الذبن ينفذون اوامر الله ولايبالون بالنتائج ايا كانت.. ولا يعبؤون بذهاب المصالح والمنافع ..لانهم يؤمنون ان النتائج بيد الله ..وان الخير كل الخير في الالتزام باوامر الله ولو كانت النتائج على المدى القريب -او بفهم عقولنا القاصرة- ليست كما نتمنى او نريد ….
لا تتنازلوا ولو تناوشتكم كل اسنة الشرق والغرب لان قدوتكم الحبيب محمد عليه مر بظروف اسوا من ظروفكم ولم يتنازل …فاجعلوه قدوة لكم تنتصروا ..او تدخلوا الجنة بسلام …واليكم بعض ما حصل يوم الخندق مما يدل على ان الرسول يعلمكم بالدليل العملي عدم التنازل .....فهو وصحبه لم يتنازلوا رغم خطر الفناء…والمؤمنون الصادقون هم الذين لهم في رسول الله والذين معه اسوة حسنة،وهم الذين لا يتمحلون الاعذار الكاذبة والححج الواهية لتبرير حرصهم على الحياة اي حياة ولو تحت نعال واشنطن !!
لا تصدقوا التبريرات الكاذبة للتنازل كقولهم مصلحة الاسلام وحقن دماء المسلمين والحفاظ على الوحدة الوطنية- الوثنية – وما شابه فهي لاتهدف الى الا تحقيق نفع ،او دفع ضررعاجل وايثار للعاجلة على الاجلة .. فالله الذي خلق الانسان ادرى بما يصلح له و بما يصلحه..فلا داعي للمزايدات على الله اوتحكيم العقول في النصوص بدل فهمها… واتباع والهوى امام اوامر الله ونواهيه .
واليكم بعض المواقف من ايام الخندق …نذكرها للاقتداء والالتزام ان اردتم النصر المبين والظفر المحقق….ولانذكرها كقصص للتسلية او اللهو .
1-أراد المشركون أن يشنوا حربًا نفسية – كما تفعل التصريحات الغربية-ولاسيما الواشنطنية – الان – فأرسل أبو سفيان رسالة مكتوبة إلى رسول الله – – جاء فيها : ” باسمك اللهم،فإني أحلف باللات والعزىوأساف ونائلة وهبل،لقد سرتُ إليك في جمع وأنا أريد أن لا أعود إليك أبداً حتى أستأصلكم،فرأيتك قد كرهت لقاءنا، واعتصمت بمكيدة-يقصد الخندق- ما كانت العرب تعرفها،وإنما تعرف ظل رماحها وشبا سيوفها،وما فعلت هذا إلا فراراً من سيوفنا ولقائنا، ولك مني يوم كيوم أحد” ...فكان جواب رسول الله :…” بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى صخر بن حرب، فقد أتاني كتابك، وقديماً غرك بالله الغرور. أما ما ذكرت أنك سرت إلينا وأنت لا تريد أن تعود حتى تستأصلنا، فذلك أمر يحول الله بينك وبينه ،ويجعل لنا العاقبة، وليأتين عليك يوم أكسر فيه اللات والعزى وأسافاً ونائلة وهبل، حتى أذكرك ذلك يا سفيه بني غالب”[ الحلبي : السيرة الحلبية 2/ 628]
2-محاولة الرسول فك التحالف فكر رسول الله في فك التحالف الدولي من خلال العرض المادي،والإغراء بالمال. وكانت انسب جهة لتنفيذ هذه الفكرة هي غطفان ،تلك القبيلة التي لم تأتِ ناقمة على رسول الله، وليس بينه وبينها عداء، وإنما جاءت من أجل مال خيبر، أي أنه من الممكن أن تنسحب، أو تفك ارتباطها بالباقين إذا أعطيت مالاً….وفعلاً عقد لقاءً مع زعماء غطفان: عيينة بن حصن، والحارث بن عوف، وتم الاتفاق- المبدئي- على اعطائهم ثلث ثمار المدينة مقابل الانسحاب .
لكن الرسول علق هذه المفاوضات على قبول مجلسه الاستشاري للفكرة. ..واستشار الرسول اصحابه …فقال سعد بن معاذ يا رسول الله أمرًا تحبه فنصنعه،أم شيئًا أمرك الله به لا بد لنا من العمل به، أم شيئًا تصنعه لنا؟ إذ إنه لو كان أمر من الله أو رسوله لما جاز لهم أن يفكروا فيه أو يناقشوه أصلا، فلا بد من السمع والطاعة،أما إن كان رأيًا بشريًّا فيمكننا حينئذٍ مناقشته؟!
فقال لهم رسول الله:”بَلْ شَيْءٌ أَصْنَعُهُ لَكُمْ, وَاللَّهِ مَا أَصْنَعُ ذَلِكَ إِلاَّ لِأَنِّي رَأَيْتُ الْعَرَبَ رَمَتْكُمْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، وَكَالَبُوكُمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَكْسِرَ عَنْكُمْ مِنْ شَوْكَتِهِمْ”.فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، قد كنا وهؤلاء مع الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه, وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة واحدة إلا قرى أو بيعًا أو فيضًا،أفحينما كرمنا الله بالإسلام،وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا؟ ما لنا بهذا من حاجة،والله لا نعطيهم إلا السيف .
وهكذا تكون عزة المسلم، أعجب الرسول برأي سعد جدًّا على الرغم من مخالفته لرأيه، وقال له: “أَنْتَ وَذَاكَ”…ثم أمسك سعد بن معاذ بالصحيفة فمحى ما فيها من الكتاب, ثم قال: ليجهدوا علينا…وراسل رسول الله زعماء غطفان،وأعلمهم برأي المجلس الاستشاري ورفض المساومة… فحتى هذا التنازل البسيط ثلث ثمار المدينة 0لم يرضه الرسول عليه السلام ولا صحبة الكرام فكيف بما هو اكبر ..كالاحتكام للعلمانية الكافرة الفاجرة الظالمة الجائرة !!!
http://arabsh.com/files/0e37404f60f4/اشهر-المعارك-الاسلامية-
.............
لايخفى على المتابع الجيد لما يحصل في الشام منذ قرابة اللعامين ،ان المعركة بين الشعب ونظام الاسد العلوي البعثي- ولا فرق بين بعثي وبعثي الا في شدة الاجرام، وان كان المرء ليحتار ايهما اكثر اجراما بعث دمشق ام بعث بغداد- اقول ان ثورة الشام تختلف ثورات باقي بلاد الربيع العربي ولهذا فمن المتوقع -والمامول فيه -ان تكون النتائج مختلفة..
وقد تكون اذا شاءت ارادة الله، والتزم المخلصون من المجاهدين بالعقد مع الله ” ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقامكم “…”وكان حقا علينا نصر المؤمنين “… ” والله لايخلف الميعاد “..اقول قد تكون النتائج مذهلة وليس باهتة ومخيبة للامال كما هي في حالة الثورات الاخرى … مصر وليبيا وتونس.
ومن اوضح الفروقات بين ثورة الشام وما سبقها، هو وضوح- اوارتفاع -الصوت الاسلامي اكثر بكثير من الاخريات ..وهذا ما يفسر سبب تلكؤ الغرب وواشنطن في العمل على ايقاف نهر الدم الجاري في الشام منذ انلاع الثورة ، فالغرب يخشى ان ينتصر الاسلام المحمدي – يسمونه الاسلام السياسي- في الشام …وتكون النتائج كارثية على الحضارة الغربية، التي تتناقض مع حضارة الاسلام تناقضا يجعل من المستحيل ان ان يلتقيا ، ويجعل من المحتم ان يصطدما وان يقتتلا …والبقاء للحضارة الاقوى.. وليس للاقوى عسكريا ..فالقوة العسكرية قد تنجح في فرض هيمنتها الى حين، ولكنها يستحيل ان تستمرفي الانتصار الى الابد او لزمن طويل ..
وراجعوا كل التجارب ولاسيما تجربة المغول والتتار لتتاكدوا من صحة ما نقول:
فقد نجح المغول في اجتياح بلاد الاسلام وهدم دولة الاسلام ..لكنهم ما لبثوا ان ذابوا وانصهروا في بوتقة الاسلام ، وصاروا من اعظم المجاهدين في سبيل الله- بل صاروا من قادة الجهاد -وقد تكلمنا عن هذا في موضوع السلطان ” بركة خان “..ودوره في الذود عن امة الاسلام .
وعودا الى الموضوع اقول ان كل الانظمة في العالم – وعلى راسها انظمة الحكام الطغاة اللئام في بلادالاسلام – لامصلحة لها في القضاء على نظام بشار او ايقافه عند حده ،قبل التاكد من ان البديل له ليس الاسلام …ولهذا فهم يطنطنون بان القاعدة تعيث فسادا في الشام ،مع ان الكل يعلم ان هذه الكذبة من اكبر الاكاذيب.. ولا تنطلي حتى على طفل صغير… وقد سأم الناس من استخدام فزاعة القاعدة والارهاب للتنفير من الاسلام …وعليه فانني ارى ان اهل الشام- واخص بالذكر المسلمين الذين اخلصوا دينهم لله في معركتهم المصيرية مع النظام العلوي البعثي -الذي ينظر الى القضية على انها قضية موت اوحياة-ليس لهم والله- كما لم يكن للمسلمين ايام معركة الخندق- معين الا وناصر الا الله، ولا خيار امامهم الا ان يتوكلوا على الله حق التوكل....وان يفوضوا امرهم اليه ويتوقفوا عن الاستنجاد بالغرب والشرق – وحتى بامة الاسلام التي لازالت اشبه بقطعان الاغنام، والتي انطبق عليها وصف الرسول عليه السلام بانها غثاء كغثاء السيل – والله قادر- يقينا -ان ان ينصرهم وبثبت اقدامهم اذا نفضوا يدهم من كل امل في غير الله ،ولو ولو اجتمعت عليهم كل قوى الارض …
فلا قوة تستطيع الوقوف امام قوة الله ..ولا ارادة يمكنها ان تغلب ارادة الله …ولو كان النصر بالعدد والعدة، لما كنا اليوم مسلمين، ولما بقي من الاسلام ذكر بعد ان حوصر الاسلام والمسلمون ايام الخندق حصارا جعل كل من عايشه او قرا عنه لايستطيع تخيل كبف نجت امة الاسلام انذاك من الفناء،لان منطق العقل البشري يدل على ان النهاية لامة الاسلام كانت قاب قوسين او ادنى.
واليكم بعض ما حصل يومذاك كما رواه القرآن وذكرته الاحاديث والسيرة وقارنوا …ايهما الاخطر: موقف اهل الشام الان… ام موقف اجدادهم ايام الخندق !!
قال تعالى- في تصوير الوضع الحرج جدا والمرعب المريع- “إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً”………… فهل حال اهل الشام اصعب من تلك الحال وهل احتمال انتصارهم على بشار ومن وراءه…… اقل ؟؟!!
وكما رفض الرسول واصحابه التنازل عن الثوابت فالمطلوب من الثوار المخلصين اليوم في الشام – وغيرها- ان لايتنازلوا…لان التنازل عن الثوابت اضافة لكونه حرام لايستحق اهله ان يتصرهم الله، فانه ايضا يعني التضحية بكل ما حققوه حتى الان…….واقصى ما يمكن ان يحققوه- بالتنازلات المهينة المذلة – هو نصر باهت لاقيمة له ..كما هو الحال في البلاد التي تنازل ثوارها-ورضوا باستبدال حسني بمرسي . بدل ان يعملوا على خلع النظام العلماني الفاسد المفسد من الجذور لانه اساس الفساد …فاذا بلسان حالهم هو قول المثل ” صمنا صمنا “اي صمنا طويلا ” وافطرنا على بصلة ” : وتيتي تيتي مثل مارحت.. مثل ما جيتي”..او قول المثل ” تمخض الجبل فولد فارا”..
لا اقول : ارضوا بارنبكم الحليق الانيق الذي يرتدي بذلة افرنجية … لئلا يفرض عليكم فأر- يرتدي ثوبا قصيرا وله ذقن طويل- ان كنتم سترضون ببصلة في نهاية المطاف-بل اقول اثبتوا واصبروا وصابروا وجاهدوا في الله حق جهاده والتزموا باوامر الله ونواهيه، ولو اجتمعت عليكم كل عتاة الانس والجان ..فهي احدى الحسنيين الظفر اودولة الاسلام- التي سوف تغير وجه التاريخ، وتجبر العام كله على رفع القبعات لكم ،والانحناء لكم والتي ستجعل كل امة الاسلام تفخر باهل الشام، الذين اثبتوا للعالم كله انهم اصحاب دين لايقهر-واما الجنة التي عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين : اي الذبن ينفذون اوامر الله ولايبالون بالنتائج ايا كانت.. ولا يعبؤون بذهاب المصالح والمنافع ..لانهم يؤمنون ان النتائج بيد الله ..وان الخير كل الخير في الالتزام باوامر الله ولو كانت النتائج على المدى القريب -او بفهم عقولنا القاصرة- ليست كما نتمنى او نريد ….
لا تتنازلوا ولو تناوشتكم كل اسنة الشرق والغرب لان قدوتكم الحبيب محمد عليه مر بظروف اسوا من ظروفكم ولم يتنازل …فاجعلوه قدوة لكم تنتصروا ..او تدخلوا الجنة بسلام …واليكم بعض ما حصل يوم الخندق مما يدل على ان الرسول يعلمكم بالدليل العملي عدم التنازل .....فهو وصحبه لم يتنازلوا رغم خطر الفناء…والمؤمنون الصادقون هم الذين لهم في رسول الله والذين معه اسوة حسنة،وهم الذين لا يتمحلون الاعذار الكاذبة والححج الواهية لتبرير حرصهم على الحياة اي حياة ولو تحت نعال واشنطن !!
لا تصدقوا التبريرات الكاذبة للتنازل كقولهم مصلحة الاسلام وحقن دماء المسلمين والحفاظ على الوحدة الوطنية- الوثنية – وما شابه فهي لاتهدف الى الا تحقيق نفع ،او دفع ضررعاجل وايثار للعاجلة على الاجلة .. فالله الذي خلق الانسان ادرى بما يصلح له و بما يصلحه..فلا داعي للمزايدات على الله اوتحكيم العقول في النصوص بدل فهمها… واتباع والهوى امام اوامر الله ونواهيه .
واليكم بعض المواقف من ايام الخندق …نذكرها للاقتداء والالتزام ان اردتم النصر المبين والظفر المحقق….ولانذكرها كقصص للتسلية او اللهو .
1-أراد المشركون أن يشنوا حربًا نفسية – كما تفعل التصريحات الغربية-ولاسيما الواشنطنية – الان – فأرسل أبو سفيان رسالة مكتوبة إلى رسول الله – – جاء فيها : ” باسمك اللهم،فإني أحلف باللات والعزىوأساف ونائلة وهبل،لقد سرتُ إليك في جمع وأنا أريد أن لا أعود إليك أبداً حتى أستأصلكم،فرأيتك قد كرهت لقاءنا، واعتصمت بمكيدة-يقصد الخندق- ما كانت العرب تعرفها،وإنما تعرف ظل رماحها وشبا سيوفها،وما فعلت هذا إلا فراراً من سيوفنا ولقائنا، ولك مني يوم كيوم أحد” ...فكان جواب رسول الله :…” بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى صخر بن حرب، فقد أتاني كتابك، وقديماً غرك بالله الغرور. أما ما ذكرت أنك سرت إلينا وأنت لا تريد أن تعود حتى تستأصلنا، فذلك أمر يحول الله بينك وبينه ،ويجعل لنا العاقبة، وليأتين عليك يوم أكسر فيه اللات والعزى وأسافاً ونائلة وهبل، حتى أذكرك ذلك يا سفيه بني غالب”[ الحلبي : السيرة الحلبية 2/ 628]
2-محاولة الرسول فك التحالف فكر رسول الله في فك التحالف الدولي من خلال العرض المادي،والإغراء بالمال. وكانت انسب جهة لتنفيذ هذه الفكرة هي غطفان ،تلك القبيلة التي لم تأتِ ناقمة على رسول الله، وليس بينه وبينها عداء، وإنما جاءت من أجل مال خيبر، أي أنه من الممكن أن تنسحب، أو تفك ارتباطها بالباقين إذا أعطيت مالاً….وفعلاً عقد لقاءً مع زعماء غطفان: عيينة بن حصن، والحارث بن عوف، وتم الاتفاق- المبدئي- على اعطائهم ثلث ثمار المدينة مقابل الانسحاب .
لكن الرسول علق هذه المفاوضات على قبول مجلسه الاستشاري للفكرة. ..واستشار الرسول اصحابه …فقال سعد بن معاذ يا رسول الله أمرًا تحبه فنصنعه،أم شيئًا أمرك الله به لا بد لنا من العمل به، أم شيئًا تصنعه لنا؟ إذ إنه لو كان أمر من الله أو رسوله لما جاز لهم أن يفكروا فيه أو يناقشوه أصلا، فلا بد من السمع والطاعة،أما إن كان رأيًا بشريًّا فيمكننا حينئذٍ مناقشته؟!
فقال لهم رسول الله:”بَلْ شَيْءٌ أَصْنَعُهُ لَكُمْ, وَاللَّهِ مَا أَصْنَعُ ذَلِكَ إِلاَّ لِأَنِّي رَأَيْتُ الْعَرَبَ رَمَتْكُمْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، وَكَالَبُوكُمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَكْسِرَ عَنْكُمْ مِنْ شَوْكَتِهِمْ”.فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، قد كنا وهؤلاء مع الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه, وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة واحدة إلا قرى أو بيعًا أو فيضًا،أفحينما كرمنا الله بالإسلام،وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا؟ ما لنا بهذا من حاجة،والله لا نعطيهم إلا السيف .
وهكذا تكون عزة المسلم، أعجب الرسول برأي سعد جدًّا على الرغم من مخالفته لرأيه، وقال له: “أَنْتَ وَذَاكَ”…ثم أمسك سعد بن معاذ بالصحيفة فمحى ما فيها من الكتاب, ثم قال: ليجهدوا علينا…وراسل رسول الله زعماء غطفان،وأعلمهم برأي المجلس الاستشاري ورفض المساومة… فحتى هذا التنازل البسيط ثلث ثمار المدينة 0لم يرضه الرسول عليه السلام ولا صحبة الكرام فكيف بما هو اكبر ..كالاحتكام للعلمانية الكافرة الفاجرة الظالمة الجائرة !!!
http://arabsh.com/files/0e37404f60f4/اشهر-المعارك-الاسلامية-