الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأرنب الرمادي ترجمة : حماد صبح

تاريخ النشر : 2012-09-20
الأرنب الرمادي ترجمة : حماد صبح
كان أرنب بري رمادي يقطن جوار قرية في الشتاء . وحين يجن الليل يرفع إحدى أذنيه ويتصنت ، ثم يرفع الأخرى ويحرك شواربه ويستروح ، ويقعي على خلفيتيه ، ثم يثب وثبة أو اثنتين في الثلج ويقعي ثانية ، ويتلفت
حواليه في كل اتجاه ، وما كان حواليه شيء تراه العين سوى الثلج الذي تكدس كتلا ضخمة تلمع لمعان الفضة .
وفوق الأرنب انبسط بخار الصقيع تتلألأ خلاله النجوم الزهر الضخام . كان يلزم الأرنب قطع مدى طويل على الدرب الرئيس لبلوغ ساحة دراس الحبوب الأثيرة لديه . وعلى ذلك الدرب كان يسمع صرير الزلاجات وتصهال
الخيل وقلقلة مقاعد تلك الزلاجات . سكن الأرنب ثانية قرب الدرب . كان الفلاحون يسيرون جنب زلاجاتهم رافعين أطواق معاطفهم التي لا تكاد ترى منها وجوههم . كانوا بيض اللحى والحواجب يتصاعد البخار من
أفواههم وأنوفهم ، والعرق يكسو أبدان خيلهم زاده الصقيع بياضا . غارت قوائم الخيل التي شدت إلى أطواقها
في الحفر ثم انبعثت ثانية . في السائرين شيخان يمشيان جنبا إلى جنب وأحدهما يقص للآخر كيف سرق منه أحد
جياده . وما مرت جماعة السائرين حتى جاز الأرنب الدرب ووثب خلي البال صوب ساحة الدراس ، فلمحه كلب صغير يتبع السائرين فشرع ينبح ، ثم اندفع خلفه . قصد الأرنب ساحة الدراس بين كدوس الثلج إلا أن عمق الثلج
عاقه ، وحتى الكلب غار عميقا بعد جملة وثبات فتخلى عن مطاردة الأرنب . وتوقف هذا بدوره وأقعى ،
ثم مشي الهوينى إلى ساحة الدراس . والتقي في سبيله عبر الحقل بأرنبين آخرين كانا يقضمان العشب ويلهوان
فانضم إليهما وآزرهما في إزاحة الثلج المتجلد ( باللام ) ، وأكل شيئا من حب قمح الشتاء وتابع مسيره . كان كل شيء هادئا في القرية . النيران خبت في مواقدها ، ولا يسمع في الشارع سوى بكاء طفل في كوخ وطقطقة هياكل
المنازل تحت ثقل الصقيع . أسرع الأرنب إلى ساحة الدراس حيث وجد عندها بعض صِحابه فلعب معهم فوق البيدر الذي أجيد تنسيقه وأكل بعض الشوفان الذي كان أولئك الصحاب شرعوا يأكلون منه قبله ، وارتقى سطح البيدر المكسو بالثلج ثم مضى من السياج إلى وكره .كانت حمرة الصبح طفقت تصبغ الأفق الشرقي وتضاءلت النجوم وازداد بخار الصقيع تكاثفا فوق وجه الأرض ، وصحت النسوة في القرية المجاورة ووردن الماء ، وراح
الفلاحون يحملون العلف من البيادر ، وأخذ الصبيان يتصايحون . وتوالى مرور مزيد من السائرين على الدرب الرئيس ، وتحدث الفلاحون في أصوات زاد علوها . اجتاز الأرنب الدرب الرئيس وقصد وكره ، ثم انتخب مكانا
أعلى منه شيئا أزاح عنه الثلج ، وانطوى على نفسه في الوكر الجديد مرخيا أذنيه على متنه ( ظهره ) وأغفى
مفتوح العينين على رحبهما .
* الكاتب الروسي ليو تولستوي .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف