الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فرقة ناجى عطا ألله لم تسرق بنك ليئومى الاسرائيلى بقلم دكتور حسين البسومى

تاريخ النشر : 2012-08-22
لم اتصور ان يكون مسلسل فرقة ناجى عطا ألله بهذه الدرجة من تسطيح الفكر وسذاجة الفن و تدنى الحوار ، مع انى لا احسن الظن بآل امام و لا بالمؤلف يوسف معاطى منذ ان شاهدت جزءا من فيلم السفارة فى العمارة ، و هو الفيلم الذى شاهده السفير الاسرائيلى بالقاهرة و صرح بانه فيلم جيد و عقب ذلك افردت له جريدة معاريف الاسرائيلية صفحة كاملة للاشادة بالقصة و السيناريو و الممثلين و المخرج الذين سخروا من النضال العربى ضد الصهيونية على مدار ستين عاما
استغل عادل امام نجوميته التى منحها له الشعب العربى أسوا استغلال ، فبدلا من تقديم الشخصيات الخيرة او الطيبة او تقديم عمل فنى يظهر حب الوطن ويشيد بنضاله ، اختار عادل امام ان يبدو فى صورة " الهلفوت " الذى يسخر منه الناس و يستأجرونه للقتل ، و " مرجان احمد مرجان " رجل الاعمال الذى يحقق كل نزواته بالرشوة ، و " غاوى مشاكل " أو " شعبان تحت الصفر " و كلاهما يقضى حياته فى البحث عن المتعة الحرام فى حوارات مشبعة بايحاءات جنسية متدنية ، و " رمضان فوق البركان " و رجب فوق صفيح ساخن " و كلاهما يعلم الشباب اصول اللصوصية ، و " المتسول " الذى حرض الكسالى على التسول ، و " قاتل ما قتلش حد " الشاب الذى باع عمره مقابل النقود ، و طالب فى " مدرسة المشاغبين " التى افسدت التعليم و سخرت من المعلم حيث يجب ان نتخذه رسولا ، وزعيم " عصابة حمادة و توتو " ليقدم دروسا خصوصية فى السرقة و النصب ، و" عنتر شايل سيفه " المصرى المغترب الذى يمتهن الدعارة دون ان يدرى !! و فى " زوج تحت الطلب " جسد الفقير الذى باع شرفه و دينه و بدا " فى السفارة فى العمارة " يسخر من تاريخ العرب و نضالهم ضد الصهيونية الخ الخ
لذلك لم اكن متحمسا ابدا لمشاهدة فرقة ناجى عطا ألله ، غير ان ظروف دعوات الافطار خارج المنزل هى التى كانت تجىء لى بالفرقة كى اشاهدها دون رغبة ، شاهدت عدة حلقات مصادفة فلم اجد فيها قصة او حوارا او تمثيلا او اخراجا مما عرفناه من ثقافتنا السينمائية عبر مئات الافلام و المسلسلات لكبار المؤلفين و الممثلين و المخرجين العظماء
جاءت احداث المسلسل بطيئة رتيبة جدا تصيب المشاهد بالملل ، و اذا كانت المسلسل يحكى ان دبلوماسيا مصريا سابقا قرر سرقة بنك ليئومى باسرائيل بعد ان جمد البنك حسابه ، فكون فرقة من شباب مصر و سافر الى غزة عبر الانفاق و استقبله اهلها بحفاوة كبيرة و ساعدوه كثيرا فما كان ينبغى ان ينضح المسلسل بالسخرية من غزة و اهلها و التهكم على حركتى حماس و فتح باسلوب فج اساء للمسلسل و ممثليه و مؤلفه اكثر مما اساء للغزيين و المناضلين من فتح و حماس و ما كان ينبغى للمسلسل ان يظهر حزب الله فى صورة الاغبياء الذين يقبضون على عرب ويذيعون انهم أسروا صهاينة و لا يفرجون عن العرب الا بعد قيامهم باسر صهاينة بديلا عنهم من قرية فشكول بمزارع شبعا التى لا تزال تحتلها اسرائيل !! و ما كان ينبغى للمسلسل ان يظهر العراقيين بانهم مزورين مهرة و ان كثيرين منهم جواسيس لاسرائيل و انهم يهجرون على الهوية ، و ما كان ينبغى للمسلسل ان يظهر المصريين بالخارج كنشالين اذ لم يكن هناك مبررا لظهور الولد توبة لينشل من ناجى عشرة آلاف دولار
حفل المسلسل بالاخطاء القاتلة ، اذ صور اهل غزة بانهم لصوص حيث اعطى ناجى عطا الله مخلاة كبيرة مليئة بالدولارات التى استولى عليها من بنك ليئومى الى من يدعى ابو شعلان ليسلمها الى من تدعى الحاجة فاطمة ، ولكن المدعو ابو شعلان احتفظ بالدولارات لنفسه لانه لم يسلم للحاجة فاطمة سوى حقيبة صغيرة جدا لا تحوى ربع او عشر ما كانت تحويه المخلاة !! و سواءا كان المخرج او المؤلف يرغب فى اظهار هذا الامر او لم يرغب فقد ظهر دون اى مبرر الا الاساءة الى اهل غزة و المقاومة
كذلك فان مخرج الفيلم ابان جهله بكل فنون السينما و ليس الاخراج فحسب ، اذ صور غزة طيلة الاسبوع الذى قضته فرقة عطا الله بها فى صورة مقاه مكتظة بالرواد فى نهار رمضان و صور بناتها متبرجات يخرجن مع الشباب ليرفهن عنهم و اما الشاب الغزى ياسر الذى يمتلك والده دارا و يقيم بها موائد و يمتلك هو سيارة فقد صوره المخرج فى صورة الفقير الذى لا يمكنه شراء حاسوب فانتظر فرقة ناجى عطا الله لتقدمه اليه ، و حتى مشهد تشييع جثمان ياسر اثر استشهاده فى غزة لم تظهر به الا رايات حزب الله الذى لا وجود له فى غزة !!
كانت الفرصة متاحة للمخرج ان يظهر مأساة غزة فيصور حياة اهلها بدون كهرباء و مياه و مستشفيات و دواء فى حصار خانق كأنهم فى سجن ، فيثير ذلك تعاطف الجماهير العربية غير انه انصرف عن ذلك و سار وراء شهوات شقيقه ابراهيم العزلانى ليبحث له عن " مزة تطرى القعدة " !! كذلك يظهر المسلسل امورا عجيبة جدا ، فالسلاح فى البيت الغزى معروض كانه فى متحف ، كما يصور المخرج الهمام فرقة عطا الله تفر من تل ابيب الى جنوب لبنان فى ساعتين مع ان المسافة المباشرة الطبيعية بين تل ابيب و جنوب لبنان لا تقل عن مائتى كيلو متر و هى تستغرق ثلاث ساعات بالسيارة فى الاحوال العادية فما بالك اذا كانت الفرقة مطاردة تسير تارة بالسيارة وتارة فى الجبال و الهضاب غير الممهدة
اخطأ المخرج فى اظهار اسم ناجى عطا ألله ثلاث مرات ، فحين سألته كامليا صبحى عن اسمه لاستخراج تصريح حضور حفل السفارة الامريكية بدمشق اجابها بانه يدعى " ناجى محمد عطا ألله " ، و حينما سأله مدير مكتب التزوير الذى لجأ اليه لتزوير جوازات السفر للخروج من العراق اجاب مدير المكتب بانه يدعى " ناجى محمود عطا ألله " و حينما اعطى قسيمة الزواج لكاميليا و هما على متن الطائرة اتضح ان اسمه " ناجى عطا ألله محمد " !!
و حينما حققت المخابرات السورية مع ناجى عطا ألله عقب حادث السفارة الامريكية قررانه دبلوماسى مصرى مع ان حزب الله ادخله سوريا بجواز سفر ظهر انه صادر عن الجمهورية العربية السورية !!
و لا يعرف المخرج الفارق بين مدينة الكاظمية و حى الاعظمية ببغداد
سافرت الفرقة بجوازات سفر عراقية مزورة من اربيل على متن طائرة تركية الى اسطنبول و اثناء الرحلة اختطفت الطائرة ، فاذاع التلفاز المصرى ان الطائرة كانت متجهة الى مصر و ليست الى اسطنبول و صنف التلفاز جنسيات الركاب محتسبا ان اعضاء فرقة ناجى عطا ألله مصريين مع انهم عراقيين وفقا لجوازات السفر التى يحملونها !! و انتظر المؤلف و المخرج ان تسعى مصر للافراج عن رعاياها المحتجزين فى عشة من القش بالصومال مقابل مليون دولار عن كل فرد ، و لكن مصر كانت فى واد و رعاياها فى واد آخر
و بعد ان اعترف ناجى لكاميليا بان فرقته استولت على بنك ليئومى تدنى الحوار الى درجة اتهامه بالسرقة و انه شيخ منسر ، و حين قرر انه سرق اسرائيل ليدخل الفلوس لمصر اما زوجها السابق فقد سرق الفلوس ليهربها خارج مصر ، اجابته بان مصر مش ناقصة حرامية فيها اللى يكفيها ! و اذا كانت كاميليا تحرص على عدم التورط فى الحرام (حيث قررت انها هى التى ابلغت عن زوجها السابق ) فلماذا لم ترد طاقم الماس الذى اهداه اليها ناجى عطا ألله ( شيخ المنسر) فى دمشق والذى اشتراه بمائة الف دولار !!
و اذا كان الموساد لم يستطع الوصول الى النقود المسروقة و لم يستطع قتل فرقة ناجى عطاألله فان ذلك يرجع الى جهل المؤلف و سذاجة المخرج و ليس غباء الموساد التى توصل الى خيوط خطة السرقة و عرف منفذيها و اتجاه سيرهم و تابعهم خطوة بخطوة فى كل البلاد و المدن التى دخلوها عربية او غيرها ، الامر الذى اعطى المشاهد انطباعا بان الموساد جهاز قوى و ان مخابراتنا العربية لا ناقة لها و لا جمل فى حماية رعايا العرب حتى و لو كانوا دبلوماسيين !!
رحم الله المخرج الكبير فطين عبد الوهاب الذى اكتشف الجانب الكوميدى فى عادل امام ، فمنحه فرصة الظهور كممثل ثان فى افلامه دون ان يتصور ابدا ان يقوم هذا الممثل ببطولة مسلسل يمثل فيه " دول " ليضحكوا على " دول " بالاستعانة ب " دول " ليستولوا على فلوس المشاهدين بفنكوش عادل امام و فشكول رامى امام
اخيرا فانا اتوقع ان يحصد مسلسل فرقة ناجى عطا ألله جائزة أسوأ قصة و جائزة أسوأ سيناريو و جائزة أسوأ حوار و جائزة أسوأ تمثيل و جائزة أسوأ اخراج و قد يكون المسلسل شهادة وفاة الممثل عادل امام و ولديه محمد ورامى امام
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف