الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حفيد أبي لؤلؤة المجوسي في دمشق بقلم:ياسين السعدي

تاريخ النشر : 2012-06-03
حفيد أبي لؤلؤة المجوسي في دمشق بقلم:ياسين السعدي
هدير الضمير
حفيد أبي لؤلؤة المجوسي في دمشق !!
ياسين السعدي
وأبو لؤلؤة المجوسي هو صاحب الجريمة الكبرى في تاريخ العرب المسلمين، وهي الجريمة التي نفذها هذا المجوسي الحاقد على الإسلام، وعلى أحد أهم الدعائم التي قامت عليها الدعوة التي أطفأت نيران الفرس وأطلقت شعاع الإسلام الذي بدد دياجير الظلام.
إنه أبو لؤلؤة الفيروزي المجوسي، واسمه (فيروز)، فارسي الأصل من سبي نهاوند. كان عبداً عند المغيرة بن شعبة، تظاهر بالإسلام، كما كان يفعل المنافقون في المدينة زمن الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، ولكنه راح يكيد للمسلمين ويدبر الدسائس والمؤامرات ضدهم، ويتربص بالخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى أن تمكن من طعنه وقتله غيلة في المسجد، كما قتل وجرح عدداً من الصحابة.
كان (فيروز) هذا من أشد الناس عداوة للمسلمين وإن تظاهر بالإسلام. وكان يخطط لجريمته قبل القيام بتنفيذها. قال ابن تيمية في (منهاج السُّنَّة):
(وأبو لؤلؤة كافرٌ باتّفاق أهل الإسلام، كان مجوسيا من عُبّاد النيران فقتل عمر بغضا في الإسلام وأهله، وحبا للمجوس، وانتقاما للكفار لما فعل بهم عمر حين فتح بلادهم، وقتل رؤساءهم، وقسم أموالهم. لكنهم يختلفون إن كان هناك من شارك أبا لؤلؤة أم لا؛ إذ أن عبد الرحمن بن أبي بكر قد رأى - غداة طعن عمر- أبا لؤلؤة والهرمزان (قائد فارسي غدر المسلمين ثم ادعى الإسلام)، وجفينة (نصراني من الحيرة) يتناجون. ولما رأوا عبد الرحمن سقط منهم خنجر له رأسان، وهذه الشهادة هي التي جعلت عبيد الله بن عمر يتسرع فيشتمل على سيفه فيقتل به الهرمزان، ويهم بقتل جفينة).
وقد جاء في صحيح البخاري تفصيل أحداث الجريمة كما رواها بعض الصحابة، رضي الله عنهم:
(حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: كَيْفَ فَعَلْتُمَا؟ أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لا تُطِيقُ؟ قَالا حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، مَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ. قَالَ: انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لا تُطِيقُ. قَالَ: قَالا لا. فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لا يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا. قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ. قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلاّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَالَ اسْتَوُوا، حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلا، تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ أَوْ النَّحْلَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَمَا هُوَ إِلاّ أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ قَتَلَنِي أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ حِينَ طَعَنَهُ. فَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ لا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَلا شِمَالا إِلا طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا، مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا، فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ، نَحَرَ نَفْسَهُ.
وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ. فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى، وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لا يَدْرُونَ غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وَهُمْ يَقُولُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ، فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلاةً خَفِيفَةً، فَلَمَّا انْصَرَفُوا، قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي، فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ غُلامُ الْمُغِيرَةِ. قَالَ الصَّنَعُ، قَالَ نَعَمْ، قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلامَ).
نقلتُ الرواية، كما جاءت في صحيح البخاري، لكي أوضح أن أحقاد الفرس المجوسيين قديمة دائمة متأصلة ومتواصلة، منذ أبي لؤلؤة والهرمزان إلى أيام حافظ الأسد، الذي دمر المساجد على المصلين في حماة، وولده بشار الذي يذبح حتى أطفال المسلمين ذبحاً بالسكاكين، كما فعل أبو لؤلؤة بخليفة المسلمين وإمامهم، ومروراً بإسماعيل الصفوي الذي كان جنوده يسومون المسلمين في العراق أسوأ أساليب القتل والقهر والمذلة للعرب المسلمين، وكادوا يستولون على الشام لولا أن تم إنقاذها على أيدي العثمانيين.
لم تنطفئ جذوة الحقد المجوسي في قلوب أحفاد أبي لؤلؤة والهرمزان، منذ مقتل الخليفة عمر بن الخطاب. وما يقوم به نظام الأسد (النصيري) وليس العلوي، كما يسميه البعض تجاوزا وعدم فهم لطبيعة النظام الحقيقية الحاقدة على العروبة والإسلام.
لقد دمر حافظ الأسد المساجد في حماة على رؤوس المصلين سنة 1982م حين اجتاحها شقيقه رفعت الأسد، بعد حصار دام 27 يوما، فقتل عشرات الآلاف خلال تلك المجزرة الرهيبة، وها هي حماة وحمص وسوريا كلها، تعيش هذه الأيام محنة أشد وأدهى وأكثر دماراً ودماءً مما قام به حافظ الأسد والد بشار، بقيادة عمه رفعت في مدينة حماة.
كيف يصدق العقل أن مسلماً يمكن أن يقتل طفلاً صغيراً في حضن أمه، أو شيخاً كبيراً في زاوية بيته؟ كيف لنا أن نقنع أن من يقوم بذبح الأطفال هو مسلم؟ هل يعقل أن مسلماً يقوم بإبادة أسرة بكل أفرادها انتقاماً من رب الأسرة الذي استجاب لنداء ضميره ولم يطع الأوامر بقصف إخوانه في المدن والأرياف السورية؟
لم يحدث في تاريخ الصراعات العربية العربية، وهي كثيرة، أن قام المسلمون باغتصاب جماعي للحرائر المسلمات ولا لغير المسلمات؟ سمع العالم وشاهد بعض ما جرى في البوسنة والهرسك من مثل هذه الأفعال المشينة واللئيمة من القتل بالجملة والاغتصاب الجماعي، ولكن الذين اقترفوها لم يكونوا مسلمين ضد المسلمين والمسلمات. أما في سوريا الأبية، وفي دمشق؛ (ظئر الإسلام ومرضعة الأبوة)، كما وصفها شوقي في (نكبة دمشق)، فإن من يقوم بكل هذه الأفعال هم من مدعي الإسلام على منهاج أبي لؤلؤة الفارسي المجوسي.
ما يجري في المدن والبلدات والأرياف السورية لا يختلف عما جرى في مجزرة سربرنيتسا، في البوسنة والهرسك سنة 1995م على أيدي القوات الصربية، وراح ضحيتها حوالي 8 آلاف شخص، ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة.
أنهم المجوس من أحفاد أبي لؤلؤة، ومن سلالة الهرمزان، الذين ينتقمون من العرب والمسلمين، في سوريا، لأن أجداد هؤلاء الأطفال هم الذين قهروا الهرمزان ودمروا دولة الفرس عُبّاد النار.
مناظر الجثث الممزقة للسورين من مختلف الأعمار، دليل واضح لا يحتاج إلى توضيح على ما يقوم به النظام السوري (النصيري) من جرائم تفوق بشاعتها أسوأ ما عرفته البشرية من جرائم ضد الإنسانية.
قال الدكتور عبد الله النفيسي في محاضرة عنوانها: (موجة التغيير الشعبي في الوطن العربي: السياق والدلالة) في جامعة الكويت يوم الأحد 15/4/1432هـ، 20/3/2011م :
(كل هؤلاء، من المرشد إلى أصغر موظف في الخارجية، إلى كبار الضباط في الجيش، إلى الحرس الثوري، إلى وزارة الاستخبارات - وكانوا يحضرون محاضراتي، عبد الله نوري وجماعته - كل هؤلاء تجمعهم مسألة واحدة؛ وهي أن دول الخليج تابعة لإيران أساسا تاريخيا. والأمر الثاني أن هناك ثأرا تاريخيا بيننا وبينكم أيها العرب الذين غزوتمونا بما تسمونه الفتح الإسلامي وقضيتم على حضارتنا الفارسية، ونحن الآن سنحت لنا الفرصة للأخذ بهذا الثأر التاريخي. كلهم مجمعون على هذا الكلام).
ومما قاله النفيسي في محاضرته: (أهل السنة أولى بعلي وسلالته؛ لأن علياً عربي قرشي هاشمي، فكيف يكون أحفاد أبي لؤلؤة أكثر تقديراً لعلي وأولاده وأحفاده من العرب).
كثير من المسلمين لا يعرفون أن هذا المجوسي اللئيم له مكانة كبرى عند الشيعة، وله مقام في مدينة كاشان في إيران، ويزوره الموالون له في كل عام، ويحتفلون عنده في ذكرى جريمته باغتيال الخليفة عمر بن الخطاب، ويعرف في إيران باسم (بابا شجاع الدين أبو لؤلؤ). وإن قيل مؤخراً بأن إيران تنوي هدم البناء، فإن ذلك لأسباب سياسية.
وفي موقع على شبكة (جوجل) عن أبي لؤلؤة يشيرون إليه بما يدل على ما في صدورهم من حقد على الإسلام وأعظم رجاله، حيث يقول الموقع: من هو أبو لؤلؤة؟:
(أبو لؤلؤة هو من تشرف بقتل أخبث خلق الله من الأولين والآخرين، وأظلم خلق الله لمحمد وآله الطاهرين. وقد فرج الله عن آل محمد على يديه بقتل ذلك اللعين). فماذا ننتظر من نظام هذه عقيدته الحقيقية؟ من هنا نفهم سبب جسامة ما يلاقيه الشعب السوري على يدي حفيد أبي لؤلؤة وأذنابه..
النظام السوري ينفذ برنامجاً (صفوياً) منذ انقلاب حافظ الأسد سنة 1970م، لا يقل خطورة عن البرنامج الصهيوني. والدعم الإيراني للنظام هو تسابق للسيطرة على المنطقة عبر سوريا، وما يقال عن عداء إيراني لإسرائيل هو من باب المنافسة للسيطرة على المنطقة وبناء قوة إقليمية تهيمن على مقدرات العرب واستغلال خيرات بلادهم، وليس حباً بفلسطين ولا من أجل تحرير المسجد الأقصى، كما يزعمون.
لقد اتخذ هؤلاء الحاقدون من نصرة على، كرم الله وجهه، وذريته وسيلة للوصول إلى هدم الإسلام باسم الإسلام، وإلا كيف نفسر ما يقوم به (شبيحة) بشار النصيري من جرائم لا يمكن أن يقوم بها مسلم مهما كان قلبه خالياً من العواطف والمشاعر الإنسانية؟
إنه حفيد أبي لؤلؤة المجوسي القابع في دمشق الذي يقوم بقتل أحفاد عمر بن الخطاب، ضحية غدر جده أبي لؤلؤة، وقتل أحفاد المغيرة بن شعبة؛ سيد أبي لؤلؤة الذي كان من سبي معركة نهاوند أيام الفتح الإسلامي، والتي كانت نهاية دولة المجوس الساسانيين.
نشرت في جريدة القدس المقدسية يوم الأحد بتاريخ 3-6-2012م؛ صفحة 44
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف