الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اسس الحوار والتعايش السلمي بين الأديان - بقلم الدكتور حنا عيسى

تاريخ النشر : 2012-04-29
اسس الحوار والتعايش السلمي بين الأديان
بقلم الدكتور حنا عيسى - أستاذ القانون الدولي:
إن التعايش بين الأديان كان سهلا في الماضي، ولا شك أن ثورةالمعلومات الحديثة والتي تمثلت في استخدامالملايين لشبكة الإنترنت، جعلت العالم أشبه بالقرية الصغيرة،وسهَّلت التواصل والتعارف بين البشر من شتى الجنسيات والأديان، واختصرت السنين بثوانٍ معدودة، والاستزادة بالمعلومة، بضغطة زر واحدة. ولعل كل هذايزيد من سهولة التفاهم والتعايش السلمي بينالاتجاهات المختلفة والمتعارضة.
إن السياسة الدولية عرَّفت مصطلحالتعايش السلمي، على أنه قيام تعاون بين دول العالم، على أساس من التفاهم وتبادلالمصالح الاقتصادية والتجارية، حيث ظهر هذا المصطلح بعد الحرب العالمية الثانيةوانقسام العالم إلى معسكرين متقاتلين.
التعايش السلمي في الاسلام:
الإسلام لا ينكر الأديان الأخرى، بليشجع التعايش معها في أمان وسلام، وفي التاريخ الإسلامي الدليل الواضح على ذلك؛فقد عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العهود والمواثيق مع اليهود، التي تضعأسس العيش المشترك، مع الاحتفاظ بدينهم وبشريعتهم التوراتية. وتعامل الصحابةوالخلفاء مع المسيحيين، واحترموا عقيدتهم السماوية، التي جاء بها السيد المسيحعليه السلام.
وإضافة إلى ذلك وقبله، فإن الإسلام أوجب الإيمان بجميعالرسل وعدم التفرقة بينهم، قال الله تعالى: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربهوالمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله".
إن الثقافة والحضارة الإسلاميتين منفتحتان على حضاراتالأمم، ومتجاوبتان مع ثقافات الشعوب، وهما مؤثرتان ومتأثرتان. ومبدأ عالميةالإسلام، هو الأساس الثابت الذي تقوم عليه علاقة المسلم مع أهل الأديان السماوية.

التعايش السلمي في المسيحية:
إن التعاليم المسيحية متمثلة في الإنجيل، مملوءة بالتعاليمالتي تلزم المسيحيين بالتعامل مع بقية أبناء الأديان الأخرى بالمحبة والتسامح،وعدم نبذ الآخر المختلف عقيدة ولونا وشكلا، وأن المحبة هي الشعار الرئيسي للدينالمسيحي، والأصل في جميع المعتقدات أن الإنسان عند الله مفضل على أي شيء آخر، وأنهمن الظلم الكبير أن تتناحر الشعوب وتسفك الدماء البريئة على معتقدات، لو شاء لهاالله أن تكون واحدة موحدة لجميع بني البشر، لفعل ذلك، ولكن الأصل في الحياة هوالاختلاف وتبادل الآراء والتفاهم والعيش المشترك، وإبعاد المخاطر المحيطة بهم، دونأي تمييز أو تفرقة.

من الصعوبة أن يعيش الإنسان مع نفسه دون أن يختلط مع بقيةالمجتمعات الأخرى، التي تؤمن بغير دينه، ودون أن يدخل في عملية تَبادلِية مع طرفثانٍ، أو مع أطراف أخرى، تقوم على التوافق حول مصالح، أو أهداف، أو ضرورات مشتركة.
إن الأمل مازال معقودا في أن يتعايش أبناء ومعتنقو الأديانالمختلفة بين بعضهم البعض، دون التأثر بالأبواق التي لا تريد الخير للبشرية.
أما كيف يتم التعايش مع أهل الأديان، فإنه ينبغي أن ينطلقهذا التعايش ابتداء من الثقة والاحترام المتبادلين، ومن الرغبة في التعاون لخيرالإنسانية، في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفيما يمس حياة الإنسان من قريب،وليس فيما لا نفع فيه، ولا طائل تحته.
ان علاقة العيش المشترك واحترام الواحد للآخركوننا نعبد الله الواحد ونعيش في وطن واحد وهمومنا واحدة"، فهناك ضرورة أن تكون هذه العلاقة "علاقة ساميةمبنية على الحب المتبادل والمودة والصدق لا تشوبها العيوب والنواقص كما "إن الدين هو سلوك الإنسان مع الله الخالقومع أخيه الإنسان واحترامه للقيم الروحية والإنسانية المشتركة في العبادة والعلاقةالاجتماعية بين الناس، ولا يجوز استغلال الدين لخدمة مصالح فئوية وسياسية لتغذيةالصراعات بين الناس مما يجعل الدين أداة تابعة وليس مرجعاً مرشداً وهادياً يعلّمالسماحة والمغفرة".

وحولالتعايش مع باقي الاديان في ظل الظروف الراهنة المتوترة في المنطقة،لقد أحرزالتعايش المشترك تقدماً كبيراً في الآونة الأخيرة في ظل الظروف الراهنة والتشديدعلى أهمية المشرقية المسيحية بأن مسيحيي الشرق هم شعب أصيل جذوره هنا في الأراضيالمقدسة والشرق الأوسط وليسوا غرباء أو جالية مستوطنة وإنما هم أهل البلد وهم بناةالمجتمع العربي وما يجري من تهديد وتهجير لهم في العراق ولبنان وفلسطين أصبحمرفوضاً من قبل كثير من الشخصيات والعلماء المسلمين ضد هذا العنف العبثي الذي لامبرر له.

هنالك أهمية لتواصل اللقاءات، وخاصة باللقاءاتالتي تمت العام الفائت ومنهاالمنتدى الإسلامي الكاثوليكي في الفاتيكان ولقاء الحوار بين الأديان في مقر الأممالمتحدة، بالاشارة الى مدى الاستعداد على فهم أهمية العلاقة بينهم على أساس احترام العقيدة ومعرفة وجهالاختلاف ودراسة القواسم المشتركة لتقويةالروابط في كل المجالات.
ويمكن تلخيص أسس الحوار والتعايش بين الأديانبالنقاط التالية :
1– ضرورة نبذ العنف .
2-الاعتذار المتبادل.
3-المعاملة بالمثل.
4-احترام الاختلافات بين الأديان.
5-الاحترام والقبول الغير مشروط للمواثيق الدولية .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف