الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أزمات مركبة تحيل الحياة في غزة إلى جحيم لا يطاق ؟؟بقلم:محمد سليمان طبش

تاريخ النشر : 2012-03-18
أزمات مركبة تحيل الحياة  في غزة إلى جحيم لا يطاق ؟؟بقلم:محمد سليمان طبش
أزمات مركبة تحيل الحياة في غزة إلى جحيم لا يطاق ؟؟


لا نبالغ ولا نعاكس حقيقة الواقع المأساوي في قطاع غزة ، إن قلنا أن الرأي العام الغالب من مواطني القطاع يعاني من جملة من الأزمات المعقدة ، المركبة والمتعددة التي عكست سلبياتها وأثارها الخطيرة المتفاقمة على حياة الناس وسلوكهم الاجتماعي ودفعت إلى السطح وأبرزت مناخا عاما يتسم بتثاقل الهموم و الاحباطات والاحتقان والانفعال وزيادة حدة التوتر الاجتماعي وانتشار الأمراض النفسية خاصة بين الآلاف من العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات وشرائح أخرى وجدوا أنفسهم يجلسون على الطرقات بلا أمل يساعد على طرق أبواب المستقبل ... حديث الناس في القطاع أصبح منصبا بشكل كامل حول هذه الأزمات التي لا تتراجع بقدر ما تزداد حدتها يوما بعد يوم وعلى مدار سنوات متلاحقة منذ أن ابتلى الله شعبنا بكارثة الانقسام القاتل الذي أعاد القضية الوطنية الفلسطينية العادلة إلى إدراج النسيان بعد أن كانت في مقدمة القضايا التي فرضت نفسها على سلم أولويات العالم .... مشاكل الكهرباء التي تزور البيوت ساعات معدودة في اليوم وما يترتب على ذلك من إلحاق الضرر بالأجهزة الكهربائية الموجودة في المنازل وأماكن العمل وهو الأمر الذي دفع الناس للقول : " من الأفضل لنا أن نبقى بلا كهرباء حفاظا على ما تبقى لنا من أجهزة ووسائل كهربائية منزلية " وأخيرا انضمت إلى أزمة الكهرباء أزمة الوقود المتعلق بالبنزين والسولار اللازمين لتشغيل المولدات الكهربائية التي نستعين بها في تسيير أمور حياتنا في أوقات انقطاع التيار الكهربائي . أزمة الوقود دفعت إلى السطح بظهور سوق سوداء للمتاجرة بهاتين المادتين وفي ظل أسعار خيالية ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد بل بالإمكان رؤية الطوابير الكيلومترية من الناس وهم مصطفون أمام محطات البترول في انتظار حصولهم على ما تيسر من الوقود .... وفي هذه الصفوف الطويلة من الناس يحدث العراك والانفعال والتوتر في ما بينهم في إطار السباق للحصول على الوقود وكذا نجد أن أكثر من نصف وسائل النقل العام قد تعطلت عن عملها في نقل الركاب من هنا إلى هناك والعكس بسبب عدم توفر الوقود وارتفاع أسعاره من ناحية أخرى وأخيرا انضمت إلى أزمة الكهرباء والوقود أزمة غاز الطهي لتزداد حدة معاناة الناس وكأن هناك أيادي خفية تقف وراء تركيب وتأجيج وافتعال هذه الأزمات لإشغال الرأي العام في قطاع غزة بهذه الإشكاليات بعيدا عن الانشغال والاهتمام بالحلقة المركزية التي يجب أن تنصب كل الجهود والضغوطات ا لفاعلة من اجل انجازها من منظور أن الإمساك بهذه الحلقة المركزية يمكننا من التغلب على كافة الإشكاليات والأزمات التي تسمم حياتنا اليوم .. أن الأمر يتعلق بضرورة اهتمام الرأي العام الفلسطيني بانجاز المصالحة الوطنية ووضع القطار الفلسطيني على سكته الحقيقية من جديد .

منذ اتفاق الدوحة الأخير وما تبعه من لقاء القاهرة والتئام الإطار القيادي الموحد برئاسة الرئيس أبو مازن وما أحاط به من تأجيل شروع الرئيس بتشكيل حكومة التكنوقراط للمرحلة الانتقالية وهذا بناءا على طلب الأخ خالد مشعل جراء عدم نضوج الموقف داخل حركة حماس بخصوص تشكيل الحكومة .. منذ ذلك الإعلان في الدوحة وحتى الآن لم نلمس جديدا سوى المزيد من الإحباط العام والشعور باليأس من أن انجاز المصالحة أصبح أمرا يدخل في دائرة الاستعصاء .

إن لسان حال الرأي العام الفلسطيني يتمحور هذه الأيام حول الاستفهامات الآتية :

• ما الذي يجري ويحدث بعد كل اتفاق بخصوص إمكانية انجاز المصالحة حيث تقفز عقبات وذرائع غير منطقية تعطل ما تم الاتفاق بخصوصه وتعود بنا الأمور إلى المربع الأول ؟
• ألا تزال بعض التأثيرات الإقليمية تفعل فعلها لإعاقة المصالحة والإبقاء على الواقع المأساوي الفلسطيني الراهن كورقة يمكن اللعب بها على طاولة المفاوضات الدولية ؟.

المحتل الإسرائيلي طبقا للقانون الدولي لا يزال هو المسؤول عن كل الأزمات التي يعاني منها شعبنا في قطاع غزة على وجه الخصوص فهو المحتل الذي يتحكم في كل مناحي الحياة في القطاع وهو الطرف الذي يخلق ويأزم حياة الناس ويدعي أن لاعلاقة له بالقطاع بعد أن انسحب شكليا منه والحقيقة انه حول القطاع إلى سجن كبير وهو يسعى من وراء إبقاء الانقسام الراهن الى تدمير أي فرصة لقيام دولة فلسطينية تضم جناحي الوطن ومن ناحية أخرى فإن حكام إيران الذين يشتبكون مع الغرب ومع الإدارة الأمريكية على وجه الخصوص بحثا عن الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران في منطقة الخليج وهكذا إبراز حدود مصالحها الحيوية في المنطقة فإنهم يستثمرون الورقة الفلسطينية ، عبر استمرارية الانقسام ، من اجل انجاز مصالحهم الحيوية في سياق الصراع مع الغرب . وهناك البعض – شريحة اجتماعية وليدة الانقسام – من تمكن في ظل الانقسام من خلق مصالح حيوية له من أبناء جلدتنا ويعملون في ظل استمرارية مصالحهم الضيقة على وضع العراقيل أمام انجاز المصالحة التي تشكل خطرا على هذه المصالح الخاصة .

هكذا تعصف وبقوة الأزمات الخانقة المتلاحقة ، أنفة الذكر ، بأهلنا في قطاع غزة وتحيل حياتهم إلى جحيم لا يطاق والى هموم واحباطات وانفعالات وإشكاليات اجتماعية غريبة على التقاليد الفلسطينية وما يتبع ذلك ، وهو الأخطر إلى عدم الاهتمام والانشغال بضرورة إغلاق ملف الانقسام وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع فرص انجاز المصالحة التي عادت ، مابعد التفاؤل الذي أعقب إعلان الدوحة لتدخل دائرة الجمود والنسيان .

الكاتب والمحلل السياسي / محمد سليمان طبش
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف