الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مسرحية انهم قادمون تاليف حامد الزبيدي

تاريخ النشر : 2011-09-16
مسرحية انهم قادمون تاليف حامد الزبيدي
مسرحية انهم قادمون
تأليف حامد الزبيدي
مسرحية ذات فصل واحد .
الشخوص :- المجنون ، كومبارس .
المنظر :- ( في الواجه الخلفية ، مدينة ذات مبانٍ كبيرة ، فضاء المسرح ساحة للرقص والغناء ، اغانٍ ورقصات فلكورية
المجنون :- ( يقف في باب الصالة ، رجل اشعث ذو لحية كثة سوداء ، حافي القدمين ، يرتدي ملابس رثة ، يتدلى مفتاح
كبير على صدره ، للنظارة ) حقا ان اسمى لغة في الوجود هي لغة الموسيقى . وان اجمل لغة عند الشعوب ،
هي لغة الغناء ( يرتقي الى خشبة المسرح ) ولكن هنا لا تشاهدوا ولا تسمعوا سوى زمجرة الريح العاوية
المغمسة بالدموع والدماء ( تتغير معالم المدينة الى خراب واثار الدمار واضحة في ابنيتها المتهدمة ، يتحول
فضاء المسرح الى ساحة لبيع الاجهزة المستعملة والملابس القديمة ،الناس في حركة بطيئة ، تتطلع الى
السلع المعروضة على الارض ، خليط من صياح الباعة وصراخ الموسيقى الفوضوية ، إضاءة خافتة ،بقعة
صغيرة )
البائع 1 : ( ينادي بصوت عال ) خوذة جندي للبيع ( يضعها فوق رأسه ) من يشتري هذه الخوذة الجميلة ، انظروا
اليها وتمتعوا بها ، إنها تحفة فريدة ( يمسك أحد المارة من معصمه ) ألا تشتريها يارجل ، انها خوذة سحرية ،
رمز الا …
الرجل 1: ( يقاطعه )وماذا افعل بها ؟
البائع1: ان لها استعمالات كثيرة ومنوعة ، تصلح ان تكون واقية عن حرارة الشمس ، او مزهرية ، ممكن ان تحتفظ بها
كذكرى 00أليس لديك أطفال ؟
الرجل1 : بلى
البائع1: خذها انها خير ( قعادة ) للاطفال . ( ضربات موسيقية سريعة مصحوبة ببقع صغيرة )
المجنون : ( في وسط الساحة ينظر بشرود الى الناس ، يهبط الى الارض يرتكز على احدى ركبتيه ، يلتقط بقاية الفاكهة
او قطع الخبز او اعقاب السكائر ، ينهض من مكانه تتحول الكائنات البشرية الى تماثيل حجرية )
العالم .. يبكي لموته ، وهنا الوان القتل .. العالم .. يحزن لموت الاخر ، وهنالك ، موت شامل . . الجراء
والازهار ، الجياع والعصافير والاطفال ، تموت فوق الاغصان وفي الطرقات .. ياله من عالم غريب ( يتحدث
الى النظارة ) يخيل الي ايها السادة ان العالم ذبابة ، ادوسه بقدمي ( يقفز الى الاعلى ثم يهبط كمن يدوس على
شيء ) اسحقه .. هكذا اسحقك ( تدب الحركة في الساحة )
البائع2: ( بقعة صغيرة ) بنطال مستعمل .. بنطال مستعمل .. انه من افخر الاقمشة العالمية ، انه رمز الاناقة ، من
يشتري ( الى احد الواقفين ) الا تشتري هذا البنطال ، انه بنطال …
الرجل2 : اصرفه عن وجهي .. انا لا استهوي هذه الملابس ، اخشى الايدز .
( انتقالة سريعة الى بقع في الساحة ، رجل يلتقي بأمرأة يعرفها )
-1-
الرجل3: انت هنا تتبضعين ؟ وزوجك قتل في المعركة التي تدار رحاها الان فوق الجسر
المرأة1 : ( ترنو اليه بكبرياء وهي تسفر عن شعرها ) لا تقل قتل فوق الجسر بل قل طار الى السماء ( تزغرد )
البائع3: ( يضع تلفاز على كتفه ) تلفاز … عاطل … تلفاز … عاطل انه فخر الصناعات العالمية .. من يشتري
.. من يشتري ( الى احد المارة )الا ترغب هذا التلفاز ؟
الرجل4: لست براغب به ، اخشى ان اسمع أخباراً كاذبة ومظللة
البائع3: انه عاطل يا رجل .
الرجل4: وان كان عاطلاً .
المجنون : ( بقعة متحركة ترافقه ) نحن خير امة خدعها السفهاء والمأجورين ، الذين وضعوا اوراق الارض في حقيبة
بربرية ، والشعب المتساطح . ( يتحول ما في الساحة الى جماهير ثائرة ، ترفع اليافطات التي تندد بالاستعمار)
الجماهير : ( تهتف ) وطن واحد .. شعب واحد .. من المحيط الى الخليج ( ثلاث مرات )
فلسطين عربية ، فلتسقط الصهيونية ( ثلاث مرات )
المجنون : ( في زاوية ما من الساحة ، يغرق في الضحك وهو يقفز الى الاعلى ) اولاد الا .. صهاينة ، ان اغلب
الحكومات تصهينت والشعوب لا تخجل من النفاق .
الرجل5: (يقف بوقار واتزان في الساحة ) واعجباه ، واعجباه .. انا اعجب من قوم يرهبون حلفائنا الابرار
.. يرهبون ملائكة الانسانية والسلام ، الذين تحملوا عناء السفر وجاءوا الى ديارنا بالحرية والديمقراطية ،
اقولها بصراحة ومن دون مواربة .. ان حذاء الجندي الامريكي على رأسي ( يشير الى رأسه ) هنا .
البائع4: ( يرفع طفلاً من الخلف وكأن الطفل يتدلى من حبل مشنقة ) سفيه .. سفيه من لا يصغي الي ، طفل للبيع ،
طفل للبيع ، من يشتري هذه البراءة ؟ من يشتري هذا الجمال ؟ اين اولئك الذين لا ينجبوا والمحرومين من
الاطفال .. هلموا قبل ان نفتح المزاد .
المرأة2: ( موسيقى ليدية ) ثكلتك امك لم تبيع بذرة ارحامنا ؟
البائع4: وما ذنبي انا ..ان ابويه قد لقيا حتفيهما في مجزرة القصف الوحشي ، فمن يرعاه ؟
المجنون : ( بحزن والم ) على مائدة الختار ، عشنا اياماً دموية ( يشير بيده بعيداً الى احد النظارة ) وفي كذبة ذلك ،
سلمنا مفاتيح القدس ، ( يشير بيده الى الوراء ) وفي خيانة هذا ، عشنا اياماً تترية ، فلتسقط 00 كل الاقنعة
العربية ( انتقالة سريعة في الساحة ، يظهر شاب عصري يرتدي ملابس عصرية )
الشاب 1 : من صديقي ؟
الشاب2 : ( يرتدي الملابس نفسها ) من انت ؟
الشاب1 : ( يتفاجأ ) من انا ؟ انا لااعلم ، ربما انا وهم 0
الشاب2 : ربما ، انت وهم عالق في ذهني 0
البائع 5 : ربحنا ( من هلمال حمل اجمال ) اين هم ؟ اين هم اولئك الرجال الذين يشترون السلع النفيسة 00
-2-

هنا 00 هنا فقط ، كل شيء ليس له قيمة ثمينة 00 من يشتري ؟
المجنون : ( يرفع يده الى الاعلى وهو يقترب من البائع 5 ) انا 00 انا اشتري بيدا اني لا املك النقود ولا املك شبراً
في هذا الوطن ، الا ان ينتابني احساس غريب ، احس بان الوطن كله ملكي .
البائع5: اغرب عن وجهي ايها المجنون .
المجنون : انا لست مجنوناً ايها المنافق ( يبتعد عنهم ، يعيش بمرارة وشرود ذهني ) لست مجنوناً ( لنفسه ) ان كنت
حقاً كما يدعي ، فالذنب ليس ذنبي ان سلوكي هو الذي حدد قدري ، ولكن لا انا لست مجنوناً .. العالم
مجنون .. العالم كله جنون .. في .. في اعماق البحار ، يسبح سمك القرش الحجري بجنون .. ؤ..ؤ.. في عيون
السماء ، ترمش اجنحة النسور الحجرية بجنون ، وعلى الارض ، تمشي القلوب الحجرية بجنون .. من منا هو
المجنون ؟ العالم او انا .. يا ايها الانسان ابق في سجنك افضل مما تضيع .
العجوز : ( يتطلع الى الرجال وبجانبه تقف فتاة جميلة ) انظري بأم عينيك بترو الى هؤلاء الرجال الاشداء ، واختاري
كما يحلو لك من بينهم عروساً ، يليق بجمالك قبل فوات الاوان .
الفتاة : اني فتاة فطنة ياابتي ، ولا اقامر باعز ما املك ، لا تقلق علي ، سأختار رجلاً عروساً يوم يخلع الرجال عن
رؤوسهم الاحذية الاجنبية .
العجوز: ( بجزع ) رحماك ، متى يحث ذلك ؟ ( ضربات سريعة بالانارة والموسيقى ) .
البائع6 : ( يصرخ ) الان . الان حللت عليكم وفي حوزتي احدث فرن كهربائي امريكي .. انه يشوي اللحوم
بأنواعها .
الرجل6 : ( الى البائع 1) انهم لا يكترثون الى قداسة المساجد ولا حرمة المواخير ، قد جعلوا الدماء تجري في كل
مكان
البائع1: انهم يريدوها حرب اهلية .
المجاهد : ( الى جريح ينزف ) اخي اعلن الشهادة قبل ان تموت فالجرح بليغ .
الجريح : اشهد ، اشهد ، اشهد ان لا وطن الا وطني ، وان ( يموت ) .
المجاهد : اهكذا هي الشهادة يا اخي ؟ ( انارة خافتة ، موسيقى جنائزية اربعة يحملونه على اكتافهم والاخرون يمشون
بموكب جنائزي ، ناقوس يدق بعنف ) .
المجنون : خذوا الحكمة من افواهنا ، لا تأملوا بنخلة نخر جذعها من الاعماق تمنحكم الثمر .. ولا تأملوا بلوحة رسم
فيها كرسي من ذهب ، وخلفه ، جمل في الصحراء ، وامامه ، رجل بدوي وعروسته ، يقفان فوق جمجمة
نقشت في سجادة حمراء .
البائع1 : أنها لأكبر مهزلة نعيشها الآن ، في البيع والشراء ( إلى أحد الواقفين ) دع السلعة مكانها وانصرف أنك لم
تنصفها الثمن .
البائع3: ( ينادي ) هلموا هنا .. وتمتعوا بالتاريخ الحافل بالأمجاد ، تحفيات بابلية واوان آشورية ومسلات سومرية ،
اغتنموا الفرصة واشتروها بأثمان بخسة .
-3-
المجنون : ( يتطلع إلى السماء )في ما مضى كانت السماء تمطر ضفادع ، أما ألان ، فأنها تمطر أحجاراً نارية ورماد اسود
البائع7: ( يدخل مسرعاً ) لموا حاجاتكم واهربوا انهم قادمون . ( تعم الفوضى بأرجاء الساحة ، يهرب الناس وهم
يلهجون بخوف ) انهم قادمون ، انهم قادمون ( يلملم الباعة حاجاتهم في أكياس قماش قذرة ) .
البائع5: ( إلى أحد الباعة ) تعجل انهم قادمون .
البائع7: افلت بجلدك انهم قادمون .
المجنون : ( ينادي ) مهلاً ، مهلاً يا عبيد الأغراب .. هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عبوديتكم ، أطلقوا الخوف عن
نفوسكم وعيشوا أحراراً .
البائع6: ( وهو يضع الكيس على ظهره ) ( اشتري بعقلك حلاوة ) انهم قادمون ( يهرب) .
البائع1: هيا ايها المجنون ، افلت انهم قادمون ( يهرب ) .
المجنون : انا لن اهرب منهم ، سأبقى بانتظارهم من اجل ان أسلمهم المفتاح ( يعيش لحظة وكأنه ملك المكان والزمان
ينظر الى رعيته القطع المتناثرة هنا وهناك في الساحة يلتفت الى جهة الشمال يشير بيده اتجاههم وهو ينزع
المفتاح عن رقبته ) ها هم انهم قادمون ( صوت اطلاقات نارية من الجهة الأخرى ، تصيب ظهره من الخلف
بعض الإطلاقات ، يدير جسده إلى الأمام ينهار ، يجثوا على وجهه بين بقايا القطع المتناثرة على الأرض و
المفتاح ملقى باتجاه النظارة )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف