الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فضل الشام وبشارة بخروج ( النصيريين) المزيفين منها، بقلم أحمد الظرافي

تاريخ النشر : 2011-08-14
فضل الشام في الحديث النبوي
-------------------

أخرجَ ابنُ عساكر(1) عنِ ابنِ عُمَر رضي الله عنهما مرفوعاً: «الخيْرُ عشرةُ أَعشار، تسعَةٌ بالشامِ وواحدٌ في سائِرِ البُلْدانِ».

وأَخرَجه الطبراني والحاكم وصحَّحه(2) عنِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه موقوفاً، وفيه زيادة: «والذي نفسُ ابنِ مسعودٍ بيدِهِ ليوشكنَّ أَنْ يكونَ أحبّ شيءٍ على ظهرِ الأَرضِ إلى أحدِكُم أنْ تكونَ لهُ أحمرةٌ تنقلُ أهلَه إلى الشامِ» .

ولقد بيَّنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنَّ: «الشَّام صفوةُ اللهِ منْ بلادِهِ إِليْها يَجْتبي صَفْوتَه مِنْ عِبادِهِ، فَمَنْ خرَجَ مِنَ الشَّامِ إِلى غيرِها فبِسخْطَةٍ، ومَنْ دخَلَها مِنْ غيرِها فَبِرَحمَةٍ»(3).

وإِذا كانت الشام هي الصَّفوة فإِنَّ دمشقَ هي صفوة الصَّفوةِ من بين مدائن الشَّام، وذلك بإِخبار من لا ينطق عن الهوى (إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوْحَى) [النجم: 4] إِذ يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فُسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ» وفي رواية الحاكم: «خير منازِلِ المُسْلمين»(4). قال العلقمي: هذا الحديث يدل على فضيلة دمشق وعلى فضيلة سكانها في آخر الزمان، وأنَّها حصنُ من الفتن(5).

وقد أَخبرَ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّاس يفزعون في الفتن: «إِلى مديْنَةٍ يُقالُ لهَا دمَشق، مِنْ خَيْرِ مُدُنِ الشَّامِ فتَحصنهم مِنْ عدوِّهم»(6).

وقد فسَّر عددٌ من السَّلف قول الله تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا( [الأعراف:137] بأَنها أرْض الشَّام(7).

وقد: يشهد لهذا التفسير نص كتاب الله تعالى، من ذلك:

قوله تبارك وتعالى: (سُبْحَانََ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ( [الإسراء: 1] فإنَّ المسجدَ الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الذي بارك الله حوله هو من أرض الشام.

وقوله تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ( [الأنبياء: 71] فالأَرضُ التي باركها الله والتي نُجي إِليها إبراهيم ولوط عليهما السلام، هي أرْض الشَّام بلا خِلاف بين المفسرين(8).

يقولُ محمَّد بنُ عمرَ بنِ يزيدَ الصَّاغَانيُّ: إِنِّي لأَجِدُ ترْداد الشَّام في الكُتبِ، حتَّى كأَنَّه ليس لله تعالى بشيءٍٍ حاجة إِلا بالشامِ(9).

وجاء في الحديثِ الصحيحِ المشهور عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: «بَيْنَا أَنَا فِي مَنَامِي أَتَتْنِي المَلائِكَةُ فَحَمَلَتْ عَمُودَ الكِتَابِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَعَمَدَتْ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلا فَالإِيمَانُ حَيْثُ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ» وفي روايةٍ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلا وَإِنَّ الإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ» وفي أخرى: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «رأَيْتُ ليلةَ أُسْريَ بي عمُوداً أَبْيَضَ كأَنَّه لؤْلؤة تحمِلُه الملائكةُ، قَلْتُ: ما تَحْمِلونَ؟ فقَالُوا: عَمودَ الإِسلامِ، أُمِرْنا أَنْ نضَعَه بالشَّامِ، وبَيْنا أَنا نائمٌ رأَيْتُ عمودَ الكِتابِ اختُلِسَ مِنْ تحتِ وسادَتي فَظنَنْتُ أَنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ تخلَّى عنْ أَهلِ الأَرْضِ، فأَتْبَعْتُه بَصَري فإِذا هو نورٌ ساطعٌ بينَ يديَ حتى وُضِعَ بالشَّامِ»(10).

وأَخرجَ الحاكمُ(11) عنِ ابنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قالَ: «يأْتِي علَى النَّاسِ زمانٌ لا يَبْقى فيهِ مؤمنٌ إِلا لَحِقَ بالشَّامِ».

*****

بشارة بخروج المزيفين من الشام
-------------------------------
والمتأمل في الأحاديث السابقة - والتي وردت في كتب السنة، والتي تبين فضل الشام، ومكانتها في الإسلام، وما نالته من العز والخير والبركة والرحمة - قد يصدمه الواقع التي تعيشه الشام، في هذا العصر..حيث أصبحت الأقليات على اختلاف عقائدها ونحلها، هي التي تطفو على السطح في هذه البلاد، وهي اللاعب الأساسي، فيها، كالموارنة والنصيريين والدروز والشيعة، واليهود ..بينما أصبح دور أهل السنة فيها هامشيا ولا يكاد يذكر..فما دلالة ذلك ؟! وهل يعني هذا أن هذه الفرق هي التي تنطبق عليها الأحاديث النبوية التي أوردنا بعضها أعلاه؟!

الجواب: إن بروز تلك الفرق في بلاد الشام في الوقت الحاضر، وما أصبحت تلعبه من أدوار يفوق أحجامها كثيرا، على حساب دور أهل السنة الذين يمثلون الأغلبية.. إنما هو إملاء لتلك الفرق، تمهيدا لإزالتها من الشام وتطهيره من أفكارها الضالة المضلة. "لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ".

وقد يكون وجود الدولة الصهيونية في فلسطين، هو مؤشر هام على ذلك، ولا يوجد مسلم لديه ذرة من الشعور الإسلامي، إلا وهو يؤمن بإخراج اليهود من فلسطين، سواء طال الزمن أم قصر. ومن المعروف أن هذا – أي طرد اليهود من فلسطين – لا يشكل هدفا لأي من الطوائف التي صارت تتمتع بنفوذ قوي في أرض الشام، كالموارنة والدروز والنصريين والشيعة الاثنى عشرية. فوجود هذه الفرق في الشام، هو وجود طارئ ومؤقت، وهو إنما جاء كنتيجة للهيمنة الاستعمارية على بلاد المسلمين، ومقابل الخدمات التي قدمتها هذه الفرق في التأمر على دولة الخلافة العثمانية التي عرفت بتسامحها معهم. بل جاء نفوذهم كمقدمة لزرع الكيان الصهيوني في فلسطين، لأن الذين خططوا لإنشاء هذه الدولة حرصوا على أن يجعلوها محاطة بفسيفساء من الدول والطوائف ذات الولاء المذهبي على حساب الولاء للأمة، وليس من أولوياتها الجهاد ضد اليهود.

ومثل تلك الفرق التي يعلو صوتها حاليا في بلاد الشام كالموارنة والدروز والشيعة الاثنى عشرية، والنصيريين، والأقلية الحاكمة صنيعة الانجليز في الأردن، التي تدعي الانتساب إلى بني هاشم، هو أشبه بالدبابير التي تزن على خراب عشها. وذلك غير بعيد إن شاء الله. لتصفو الشام بعد ذلك للمسلمين الذين يوحدون الله، ولا يشركون به شيئا والذين على أيديهم سيكون فتح بيت المقدس وتحرير المسجد الأقصى.

ولن يكون ذلك بطبيعة الحال بدون ثمن ودماء.

ولتقرؤوا معي هذا الحديث الشريف، عَن عبدِ اللهِ بنِ حَوَالَةَ[*] رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سَيَصِيرُ الأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً، جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ» قَالَ ابنُ حَوَالَةَ: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ!! فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللهِ مِنْ أَرْضِهِ، يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ، فَإِنَّ اللهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ»(12).

ومن ثمَّ فقد قال ابن حوالة رضي الله عنه: «فخَرتُم يا أَهلَ الشَّام أَنْ قذَفَ الله بالفِتَنِ عن أَيْمانِكم وعن شمائلِكُم، والذي نفسُ ابن حَوَالةَ بيَدِه ليَقْذِفَنَّكم الله بفِتْنَةٍ يُخْرِجُ منها زيَّافكُم».

ومعنى هذا أنَّ الفتن إِذا وقع شيءٌ منها بالشَّام كانت سبباً لتميِّيز الخبيثِ منَ الطيبِ، بفضل الله تعالى.

*****

الهوامش

--------

1ـ الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان، علي بن بلبان الفارسي، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت (1414هـ).

2ـ الأربعين البلدانية، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر، دار الفكر, دمشق (1413هـ).

3ـ الإشارات إلى معرفة الزيارات، علي بن أبي بكر الهروي، تحقيق الدكتور علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة (1423هـ).

4ـ الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر أبو الفضل العسقلاني، تحقيق علي محمد البجاوي، دار الجيل - بيروت، 1412هـ.

5ـ الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي وجهوده في الحديث وعلومه، الدكتور بديع السيد اللحام، دار قتيبة، دمشق (1415هـ).

6ـ الإيمان، محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده، تحقيق الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، مؤسسة الرسالة، بيروت (ط/2: 1406هـ).

7ـ البحر الزخار من مسند البزار، أحمد بن عمرو البزار، تحقيق الدكتور محفوظ الرحمن زين الله، مؤسسة علوم القرآن , مكتبة العلوم والحكم, المدينة (1409هـ)

8ـ بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، نور الدين علي الهيثمي، تحقيق الدكتور حسين الباكري، مركز خدمة السنة والسيرة النبوية، المدينة المنورة (1413هـ).

9ـ التاريخ الكبير، محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق السيد هاشم الندوي، دار الفكر، بيروت.

10ـ تاريخ مدينة دمشق (المجلدة الأولى)، ابن عساكر علي بن الحسن، تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، مجمع اللغة العربية، دمشق.

11ـ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، دار الكتاب العربي، بيروت (1405هـ).

12ـ الدارس في تاريخ المدارس، عبد القادر النعيمي، تحقيق جعفر الحسيني، المجمع العلمي العربي، دمشق (1948م).

***

[*]صحابي جليل من الأزد، يكنى أبا حوالة، سكن الأردن من أرض الشام. وتوفي بها سنة 80هـ
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف