سأحكي عن مدينتي. هي صغيرة جدا و كبيرة جدا، غزة هي أشهر مدينة على الإطلاق، تحمل كل وجوه التناقض على وجه الكرة الأرضية، اليوم أجدني أعشقها و أكرهها في آن، لذلك سأكتب عنها، و قد ارتأيت أن أعرفكم في البداية عنها.
مدينة غزة تقع في فلسطين المحتلة ، غرب القارة الأسيوية، مجاورة لجمهورية مصر العربية من جهة الحدود الجنوبية.
تشبه مدن كثيرة لكنني أحبها بطريقة طفولية، و في أحيان أكثر أتعب من شدة حبي لها، و أحزن لأجلها من قسوة اضطهادات المحتل.
ترتدي غزة ما يميزها أبدا
أمل يجلس متربعا على صدورنا، يحمل وجهين لترقب واحد، أن تَسْلم غزة من الصفعات المتتالية على وجهها، لترتدي ثوبا أنيقا يليق بها، دون غبار وجسد مشوه ودم أحمر يسيل ويسبح، أن تتزين بحلم حقيقي. إنه وجه طاهر لأمنية سرية تتربص خفية وعلنا في عقولنا و صدورنا الهشة بإنسانيتها و أنفاسها الطويلة في وطنيتها وصبرها الجميل أينما حلت و أينما صارت أصواتنا. ليتحول إلى وجه قبيح كلنا يطرده من بيته بالمعوذتين مستنفرين، و من شر الحاسدين. ثقل هذا الأمل يتراكم من صخور لا تقبل أن تتفتت، لتتزايد الصفعات و يتزايد استنكارنا بدون مجيب يسمع. في غزة أصبح نداؤنا أخرس و حصارنا غلاف بلاستيكي لا يمس و لا يقطع ، وبأن تحررنا بات حلم جميل . في يوم دون سابق إنذار سيسبق الحلم أفكارنا.
تعودنا أن تتزين غزة بحلة بيضاء، لتتعطر بصوت انفجار، وتتبختر في مسيرة، أهدابها سوداء، مضغتها تضج وجعا، وجه غزة مختلف دائما ، تميزها يهدينا ألما قد تعودناه وألفناه.
تباركنا الأرض وننسى أن نباركها، تحتضنا بين جنباتها، وننسى أن نلتحفها بين أضلعنا، تتناسى وتغفر أخطاءنا، ولكننا لا ننسى.
نسامرها خفية ونواعدها خفية، ولكنها لا تخجل منا كما نفعل، بصوت قادر تخاطب، تجادل، وكم من الطاقة تختزن في داخلها، نراهن عليها وفي النهاية تفعل و تقاوم.
تصدق خطاباتنا و تنتظر منا دائما ردا، و تدرك ما وراء الكلمة وما نخفي ” وما خفي دائما أعظم”.
غزة وجوهكِ عديدة، أحبها كلها مرة واحدة، أحب تفاصيلها دفعة أولى ودفعة أخيرة.
2011
غزة
www.nismaalaklouk.net
عبر الفيس بوك
نسمة العكلوك ( nisma al aklouk)
مدينة غزة تقع في فلسطين المحتلة ، غرب القارة الأسيوية، مجاورة لجمهورية مصر العربية من جهة الحدود الجنوبية.
تشبه مدن كثيرة لكنني أحبها بطريقة طفولية، و في أحيان أكثر أتعب من شدة حبي لها، و أحزن لأجلها من قسوة اضطهادات المحتل.
ترتدي غزة ما يميزها أبدا
أمل يجلس متربعا على صدورنا، يحمل وجهين لترقب واحد، أن تَسْلم غزة من الصفعات المتتالية على وجهها، لترتدي ثوبا أنيقا يليق بها، دون غبار وجسد مشوه ودم أحمر يسيل ويسبح، أن تتزين بحلم حقيقي. إنه وجه طاهر لأمنية سرية تتربص خفية وعلنا في عقولنا و صدورنا الهشة بإنسانيتها و أنفاسها الطويلة في وطنيتها وصبرها الجميل أينما حلت و أينما صارت أصواتنا. ليتحول إلى وجه قبيح كلنا يطرده من بيته بالمعوذتين مستنفرين، و من شر الحاسدين. ثقل هذا الأمل يتراكم من صخور لا تقبل أن تتفتت، لتتزايد الصفعات و يتزايد استنكارنا بدون مجيب يسمع. في غزة أصبح نداؤنا أخرس و حصارنا غلاف بلاستيكي لا يمس و لا يقطع ، وبأن تحررنا بات حلم جميل . في يوم دون سابق إنذار سيسبق الحلم أفكارنا.
تعودنا أن تتزين غزة بحلة بيضاء، لتتعطر بصوت انفجار، وتتبختر في مسيرة، أهدابها سوداء، مضغتها تضج وجعا، وجه غزة مختلف دائما ، تميزها يهدينا ألما قد تعودناه وألفناه.
تباركنا الأرض وننسى أن نباركها، تحتضنا بين جنباتها، وننسى أن نلتحفها بين أضلعنا، تتناسى وتغفر أخطاءنا، ولكننا لا ننسى.
نسامرها خفية ونواعدها خفية، ولكنها لا تخجل منا كما نفعل، بصوت قادر تخاطب، تجادل، وكم من الطاقة تختزن في داخلها، نراهن عليها وفي النهاية تفعل و تقاوم.
تصدق خطاباتنا و تنتظر منا دائما ردا، و تدرك ما وراء الكلمة وما نخفي ” وما خفي دائما أعظم”.
غزة وجوهكِ عديدة، أحبها كلها مرة واحدة، أحب تفاصيلها دفعة أولى ودفعة أخيرة.
2011
غزة
www.nismaalaklouk.net
عبر الفيس بوك
نسمة العكلوك ( nisma al aklouk)